الموانئ العمانية نحو العالمية

يحمل مؤتمر عمان للموانئ أهمية قصوى في مسيرة التنمية الشاملة ببلادنا الغالية؛ فالمؤتمر الذي تنطلق أعماله صباح اليوم يُشارك فيه نخبة من صناع القرار والمستثمرين والفاعلين في قطاع النقل البحري، ليس داخل السلطنة وحسب، بل في عدد من الأقطار من الصين وباكستان شرقاً إلى روتردام في هولندا غربا..

الكل يشارك اليوم إيماناً بالأهمية الإستراتيجية لموانئنا، التي ما فتئت أن احتلت موقعًا مميزًا على خارطة الاستثمار البحري، وطرق الملاحة العالمية، علاوة على كونها نقطة ارتكاز في حركة التجارة العالمية.

والمتأمل لواقع الموانئ العمانية يجد أنها تحظى برعاية سامية كريمة من لدن جلالة السلطان المُعظم- أيده الله- وهو ما يُترجم في أعمال التطوير والتوسعة التي تشهدها بين العام والآخر، ما مكنها من تبوؤ مكانة مرموقة في التصنيفات الدولية، علاوة على تمتع القائمين عليها بالاحترافية في الإدارة والجودة في العمل.

إن تنظيم جريدة الرؤية لمؤتمر عمان للموانئ، استند على الأسس التي تعمل على رفع كفاءة الموانئ العمانية، ودعم انطلاقتها نحو العالمية، من خلال زيادة الترويج لها باعتبارها مراكز خدمات لوجستية ومحطات انتقال للبضائع وحركة الشحن في العالم.

ولذلك يناقش المؤتمر مختلف القضايا الملحة في هذا الصدد، بدءًا من سبر أغوار حركة التجارة البحرية حول العالم وآفاق نموها، ومرورا بالتحديات والحلول الكفيلة برفع كفاءة الموانئ العمانية، وصولاً إلى تسليط الضوء على دور الخدمات اللوجستية في تكاملية الموانئ. ومثل هذه المحاور تطرح في مضامينها آليات عمل واضحة المعالم شارك في صياغتها الخبراء والمختصون الذين وفدوا من مختلف البقاع إسهامًا منهم في تعظيم العوائد المعرفية والاقتصادية لهذا المؤتمر.

ولتحقيق مزيد من النتائج المرجوة، تنعقد جلسة نقاشية يشارك فيها عدد من الخبراء بمعية الجمهور المشارك في المؤتمر، واضعين نصب أعينهم الخروج بتوصيات فاعلة تمهد الطريق لمتخذي القرار والجهات التنفيذية في الدولة، مساهمة منهم في دفع عجلة النمو والتطور بهذا القطاع الواعد.

ويبقى القول، إنَّ مؤتمر عُمان للموانئ يستهدف المساهمة في النهضة البحرية المرتكزة في جذورها على الماضي التليد للبحارة العمانيين، والذين قدموا للعالم خبرات متراكمة طورت من حركة الملاحة عالمياً، وها هو المؤتمر اليوم يسعى للبناء على ذلك، وفق رؤية مُعاصرة تواكب المُتغيرات وتستند إلى التقنيات الحديثة ومبادئ اقتصاد المستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك