حوار جلالة السلطان قابوس مع مجلة المصوَّر المِصريّة عام 1973م

جلالة السلطان قابوس في حديث لمجلة (المصور المصرية):


    قابوس يدعو المسلمين إلى التمسك بأهداب دينهم لأنه سبيل وحدتهم وقوتهم.
    نحن جميعا نهتم باستقرار الأمن في المنطقة كسياسة عامة لمواجهة الخطر الخارجي.

أدلى جلالة السلطان قابوس المعظم بحديث صحفي للأستاذ فؤاد السيد المحرر بمجلة (المصور) المصرية الأسبوعية ونشرته المجلة في عددها الصادر في الثامن من يونيو 1973. وقد أكد جلالة السلطان المفدى في حديثه على أن واجب المسلمين جميعا أن يعودوا لدينهم لأنه السبيل الوحيد لتحقيق الوحدة بينهم وقال جلالته: إن البترول سلاح ذو حدين وعندما نفكر في قطعه عن الدول التي تساعد عدونا فإن علينا أن نبحث أولا عن أسواق جديدة لتصريفه.

وقد أجاب جلالته على سؤال بشأن ما أكده جلالته خلال خطابه الذي ألقاه بمناسبة توزيع الأوسمة على أبطال القوات المسلحة من ضرورة التمسك بأهداب الدين فقال جلالته:

تفسيرات الاتجاه الديني:
إن الاتجاه الديني له عدة تفسيرات فهناك من يفسره بالتعصب للتقاليد التي يجب أن نتحرر منها في عهد الحضارة الحديثة. وهناك أيضا التعصب للدين كفريضة، وهذا ما يجب أن نتمسك به وأن ندعو الجميع إلى السير فيه وأن التقاليد الإسلامية الصحيحة هي ما يجب أن نتحلى به جميعا فالشريعة الإسلامية ليس فيها إلا الخير، وهي الأساس لكل التشريعات الصالحة للمسلمين وللناس كافة.. ولكن هذا لا يمنع من أن تكون لنا قوانين أخرى بشرط ألا تتعارض مع روح الدين.
وقال جلالته: (إن واجب المسلمين جميعا أن يعودوا لدينهم، فإنه السبيل الوحيد لتحقيق الوحدة بينهم وعندئذ يصبحون على قلب رجل واحد. وإذا ما فكر عدوهم في الاعتداء خوفا من غضبة المسلمين عليه في جميع أنحاء العالم.. وإن هذه القضية هي واجب على كل مسلم نحو أخيه المسلم تحقيقا للحديث الشريف: (المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر).
كذلك ما جاء على لسان النبي الكريك: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) فاين تعاليم الدين الذي قام على الجهاد والاستشهاد في سبيل الإيمان من حالنا اليوم؟!

المنطقة والأخطار الخارجية:
وردا على سؤال حول ما إذا كانت زيارة جلالته لدولة الإمارات العربية وقطر قد تناولت البحث في ما تتعرض له المنطقة من خطر خارجي نتيجة للمطامع الاستعمارية في بترولها وفيما إذا كان هناك اتجاه لقيام اتحاد بين دول المنطقة لمواجهة هذا الخطر..
فأجاب جلالته قائلا: كان الهدف الأول من هذه الزيارة هو التشاور وتبادل الرأي حول تحقيق التعاون مع الأخوة والجيران في جميع الأمور التي تهمنا جميعا ونحن جميعا نهتم باستقرار الأمن في المنطقة كسياسة عامة، ولا ريب أننا إذا حققنا الأمن في المنطقة وتعاونا جميعا في هذا السبيل فإننا نكون بذلك قد أمنا أنفسنا ضد أي خطر خارجي ولا ريب كذلك في أن الاتحاد قوة، وهو إذا أمكن تحقيقه، فإنه سيكون الدرع الواقي للمنطقة. كما أنه سيدحض كل دعوى تقوم على أساس ضعف هذه الإمارات أو عجزها عن حفظ الأمن فيها بما يجعلها غير قادرة على الحفاظ على مصالح الآخرين فيها وبذلك تتاح الفرصة لمن يتدخلون في شؤون هذه المنطقة بهذه الحجج وتلك الذرائع.

البترول كوسيلة ضغط:
وحول سؤال عن استخدام البترول كسلاح للضغط على الاستعمار الذي يؤيد الصهيونية في عدوانها على العرب..
قال جلالته: (إن البترول سلاح ذو حدين فإذا أمكن استخدامه كوسيلة للضغط فقد يفيد من هذه الناحية ولكنه من ناحية أخرى قد يضر بمصالح البلاد التي تعتمد اعتمادا كليا على هذا البترول في دخلها القومي، وهذا الدخل يستخدم في تدعيم اقتصاديات هذه البلاد وتقوية جيوشها لمواجهة هذا العدوان، وفي مساندة المواجهة ضد العدو ولذلك فعندما نفكر في قطع البترول عن هذه الدول فيجب أن نبحث أولا عن أسواق جديدة لتسويقه وأعتقد أن هذا ميسور).

المصادر: ناصر أبو عون – صحفيون في بلاط صاحب الجلالة، محاورات السلطان قابوس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبيّة، ص: 143، 144، 145، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع – الأردن – ط 2/ 2015م، وانظر أيضا: جريدة عُمان – الصفحة الأولى – السنة الأولى – العدد: 32 – المجلد الأولالسبت 23 يونيو 1973م- 22 من جمادى الأولى 1393 هـ

تعليق عبر الفيس بوك