لتكون عُماننا دائمًا الأولى

حمود الطوقي

حقيقة إنّ كرة القدم صنفتنا أننا الأول كأفضل منتخب كروي على مستوى الخليج، وتحقق ذلك لنحصد الكأس، ونتصدر الدول ونحل الأول كرويا، ونتوج بكأس الخليج، ومع الكأس عمت الأفراح في ربوع عمان واحتفل الجميع بالكأس، ورفعنا إشارات وعلامات النصر بأننا الأول، ولم نرض أن نكون الأول في كل شيء.

ثقافة أنا الأول وأنا الأفضل يجب أن تعمم على الجميع؛ الصغير قبل الكبير؛ والموظف قبل المسؤول والطالب قبل المعلم خاصةً خلال المرحلة القادمة، والسلطنة تشق طريقها نحو الريادة في مختلف المجالات لأننا إذا ارتضينا أن نكون الثاني فنسمح للآخر يتقدمنا وهذا ما لا نريده خلال المرحلة القادمة.

يجب أن تكون مشاريعنا المستقبلية تحمل صفة الأول، ولا نتنازل عن هذا الرقم ويجب أن نحقق انتصارات في رياضتنا ولا نرضى أن نكون الأول بين المشاركين.

يجب أن تكون البنية التحتية لمشاريعنا هي الأفضل وهي الأولى من نوعها وقادرة على أن تستحوذ على ثقة المستثمرين.

كما هي أخلاقنا كعمانيون تتقدم المراتب ويوصف العماني بأنّه ذو خلق وطيبة وأنه الأفضل في التواضع والتسامح فيجب أيضا أن تعكس هذه الأخلاق على الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وتسطر عمان ملحمة هي الأولى في مختلف مناشط الحياة.

نستطيع أن نتربع العرش، وأن نكون في عمان "الأول" إذا اعتبرنا ذلك أمرًا وواجبًا وطنيًا ونشّد من سواعد الجد والاجتهاد لنحقق هذه المعادلة التي حتمًا ستميزنا وتجعل الآخر يشير إلينا بالبنان.

يجب أن تكون عمان الأولى في كل شيء الأولى في القوانين المُشجعة للاستثمارات، وتكون الأولى في تقديم الخدمات وتكون أيضًا الأولى في الصناعة والتجارة وحتى في الابتكار.

يجب أن نلح ونصر على أن نعود بمشاركاتنا الخارجية بالميداليات الذهبية ولا نتنازل عنها بل نعمل بجد ومثابرة واجتهاد لتحقيق هذا التفوق.

عندما تضع في الاعتبار أنك الأول ستكون كذلك فكيف إذا رسمت لنا الحكومة خارطة الطريق وتدعونا كمواطنين أن نكون الرقم الأول حتما سيتحقق ذلك كون الهدف أن نكون الأول ولا نرضى بغير ذلك.

يهمنا هنا في وضعنا الاقتصادي المحلي الذي يحتاج منا جميعا حكومةً وقطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا أن نتكاتف ونعمل جنبا إلى جنب بطرح أفكار إبداعية وخلاقة تساهم في رفد الاقتصاد، ويجب أن ندرك بأنّ هناك حاجة للبحث عن برامج ومناشط تعجل سرعة العجلة، فيجب على كل القطاعات أن تنشط حتى نشعر أن تأثيرات الأزمة الاقتصادية بسيطة ويمكن تجاوزها لأننا نؤمن بأننا الأول.

يجب أن ندرك أنّه من الضروري أن نؤمن بأن القطاع الخاص الذي أريد به أن يكون شريكًا استراتيجيًا للحكومة يحتاج أن تُسند إليه المناقصات الحكومية، ويكون هو الأول في تقديم الجودة والتميز وأن يكون أكثر ابتكارا في طرح المشاريع ذات القيمة المُضافة وبأسلوب ابتكاري غير تقليدي.

 

حتى نكون ونتصدر الرقم الأول في كل شيء.

يجب علينا أيضا أن نبتعد عن المصلحة الخاصة، ونضع المصلحة العامة ضمن أولوياتنا ونحارب كل أشكال الفساد والبيروقراطية والمحسوبيّة، ونبحث عمّا يميزنا ويجعلنا نحقق المعادلة بأننا الأول في كل شيء.

 نجزم يقينًا بأنّ ما يمنعنا أن نكون الرقم الأول بعض السلوكيات في مراحل سابقة، منها ما يتصل بالعقبات البيروقراطية الإدارية، التي يمكن أن نطلق عليها "الفساد الاداري " كونه متصلا بالمصالح التي تزكي فقط، ولا تأخذ الجودة مقياسا ومعيارا، وهذا نشأ عنه تأثير سلبي على متانة الاقتصاد وسياقاته التي من الضروري أن تكون مستعدة للتعامل مع أي أزمة تنشأ، فضلا عن الاعتماد المباشر من جانب القطاع الخاص على القطاع الحكومي، الذي يفتقد خططه واستقلاليته والتزامه بالتنافسية البينية في القطاع ذاته.

أخيرًا يُمكن أن نختم هذا المقال مؤكّدين على أهميّة غرس ثقافة أننا الأول، وحتمًا سيحصد أطفالنا هذه الثمار، ومع الوقت سنجعل الرقم الأول قادرا على استشراف المستقبل، هذا المطلب الذي ننشده وحتما إذا تحقق سيتلاشى الانكماش الاقتصادي وتتفتح زهور التنمية لتفوح رائحتها الزكية وتعم مفاصل الحياة.

وخير مثال على أنه يجب أن نكون الأول عندما نتعمق في خطاب جلالة السلطان لشعبه الوفي حينما قال: قد أكدنا دائما اهتمامنا المستمر بتنمية الموارد البشرية، وذكرنا أنّها تُحظى بالأولويّة القصوى في خططنا وبرامجنا، فالإنسان هو حجر الزاوية في كل بناء تنموي، وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية؛ إذ أنّ غايتها جميعا هي إسعاده وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته؛ ولمّا كان الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية على مدار أعوام النهضة المباركة، حيث سعت الحكومة جاهدة إلى أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف.

وسوف تشهد المرحلة القادمة بإذن الله اهتماما أكبر ورعاية أوفر تهيئ مزيدًا من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته في العلم والمعرفة وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة.

 

فهل أدركنا كيف نكون الأول؟.