فرحة بعد اجتهاد

لم تكن الفرحة الوطنية الغامرة بفوز منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بكأس بطولة الخليج في نسختها الثالثة والعشرين، وليدة النصر الأخير في نهائي البطولة، بل إنها فرحة تشكلت بدايتها مع استعداد المنتخب للذهاب إلى الكويت، وزيادة التوقعات بأن منتخبنا قادر على صناعة التاريخ وحصد اللقب.

الفوز التاريخي الذي جاء للمرة الثانية، أكد التفوق العماني هذا العام، إذ استحق لاعبونا اللقب عن جدارة، عكست الأداء الرجولي المتميز داخل المستطيل الأخضر، وأبرزت دور الجهاز الإداري والفني في تأهيل اللاعبين، والسعي المتواصل خلال المعسكرات الداخلية والخارجية لرفع الكفاءة البدنية والتكتيكية لأفراد المنتخب.

الفرحة الشعبية الجارفة التي تجلت في مختلف المواقف، تؤكد أن شعبنا تواق للعودة لمسيرة الانتصارات، وأن الجمهور دائما ما يدعم الفريق المُتميز المتألق. فما شهدته شوارع السلطنة بمختلف ولاياتها ترجمة لما يكنه أبناء الوطن لمن يدخلون في قلوبهم الفرحة والسعادة.

الحق أن الفريق بمدربه ولاعبيه وجهازه الفني والإداري، اجتهدوا وبذلوا كل طاقتهم من أجل رسم الفرحة على محيا الوطن. ورغم الخسارة الشكلية التي مُني بها فريقنا في المباراة الافتتاحية، إلا أنَّ الجميع كان يدرك جيدا أن مسيرة الأحمر العماني لن تتوقف عند هذا الحد، وكان منتخبنا "الحصان الأسود" الذي فاجأ الآخرين، وأحرز النصر واحدا تلو الآخر.

الدرس المستفاد من الفوز باللقب الخليجي، يؤكد أن العمل الجاد لا ثمار له سوى النجاح والتميز، وأن التدريب المتواصل والثقة في الآخرين والتحفيز المستمر، أبرز السبل لبلوغ الأهداف.

لو طبق كل مواطن هذه المعادلة البسيطة، معادلة الاجتهاد والنجاح، فإن شعبنا العماني سيحقق أعظم أداء دون توقف، وسيجني أبناؤنا الخير الوفير دون انقطاع.. اجتهاد اللاعب حقق الفوز باللقب، واجتهاد الطالب يُعلي مراتبه العلمية، واجتهاد الموظف ينجز الأعمال، واجتهاد الطبيب يساعد على شفاء المرضى، وهكذا.. كل في مجال عمله، وليكن منتخبنا القدوة للجميع في الكفاءة والالتزام والمثابرة.

إن تزامن هذا الإنجاز الرياضي الرائع مع بداية العام الجديد، بشارة بأن القادم سيكون أفضل، و2018 تحمل الخير لعمان وقائدها المفدى وشعبها الوفي.. دامت عمان في عز وسؤدد وحفظ الله سلطانها المعظم.

تعليق عبر الفيس بوك