مسابقة تستشرف المُستقبل

التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، لا يُنسى ولا تذهب آثاره مهما حدث، ومنذ فترةٍ تحرص الحكومة الرشيدة على الاهتمام بالمراحل السِّنيّة المُبكرة، وتطوير قدرات الطلبة والطالبات في المراحل الدراسيّة المُختلفة وخاصة الأساسيّة منها، إيماناً منها بأنّ هذا الغرس الذي يحدث سنجني منه ثمار تقدم وعلم وتنمية في السنوات القادمة، وأنّ تنشئة المواطن بالشكل الأمثل يجب أن تتم بداية من نعومة أظفاره.

ومن هذا المنطلق يمكننا إدراك الجهود المبذولة في هذا السياق، واستيعاب الأسباب التي دعت إلى تطوير مسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسيّة إلى "جائزة السلطان قابوس للتنمية المُستدامة في البيئة المدرسية"، وذلك بهدف بناء الشخصيّة المُتكاملة للطلبة، وإكسابهم مهارات التعامل الإيجابي مع القضايا المعاصرة.

وكان تركيز المسابقة ينصب على النظافة والصحة في البيئة المدرسية، وقد حققت أهدافها على مدى 27 عاماً؛ إذ أسهمت في بناء الشخصية المتكاملة لأبنائنا الطلبة والطالبات، وتنمية قدرتهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات، وتعزيز مهاراتهم المختلفة من خلال المشاركة الفاعلة في مجالات الأنشطة المرتبطة بالنظافة والصحة في البيئة المدرسية.

الإعلان عن الجائزة المطورة يعكس التغير الجذري في أهداف وفلسفة الجائزة، لتصبح أهدافها متمحورة حول غرس قيم المواطنة في نفوس الطلبة، وتعزيز الانتماء لديهم، وإكسابهم مهارات التعامل الإيجابي مع القضايا المعاصرة، وتفعيل دور التقنيات الحديثة في خدمة قضايا التعليم والتنمية المستدامة، وغرس مفاهيم العمل التطوعي لدى الطلبة من خلال تنفيذهم لمشاريع اجتماعية وتطوعيّة تخدم قضايا المجتمع والبيئة المدرسية.

إنّ هذا التطوّر الإيجابي الكبير لم يأتِ من فراغ، بل بناء على دراسات متعمقة ووافية لمجريات العصر، واستشراف للمستقبل القريب والبعيد وإدراك لمتطلبات العصر، إضافة إلى رصد كافة الاقتراحات التي أبداها العاملون في الحقل التربوي، وبناءً على كل ذلك بذلت وزارة التربية والتعليم جهوداً مشكورة من أجل إعادة بلورة المسابقة وصياغتها بصورة تتفق والتوجيهات السامية لمولانا المعظم - حفظه الله ورعاه- والمُستجدات والمفاهيم العالمية المرتبطة بالتنمية المستدامة، والمواطنة الصالحة، إضافة إلى ما كانت تُعنى به المُسابقة من أهداف ترسخ القيم الإيجابيّة لدى أبنائنا الطلبة والطالبات.

تعليق عبر الفيس بوك