الجماهير تزحف إلى الكويت.. و"الأحمر" للظفر بالكأس

...
...

الرؤية - وليد الخفيف - عادل البلوشي

تصوير/ عبد الله البريكي

لم يكُن طريق الأحمر مفروشا بالورد للوصول للنهائي؛ إذ مني بخسارة من نظيره الإماراتي في لقاء الافتتاح بهدف من ركلة جزاء، بيد أنه سرعان ما استعاد حماسه، مستلهما القوة من مؤازرة جماهيرة، ليحقق أول انتصاراته متخطيا الكويت صاحب الأرض والجمهور بهدف نظيف حمل توقيع القائد كانو، ثم خاض مباراة محفوفة بالمخاطر فلم يكن أمامه سوى الفوز على السعودية من أجل نيل بطاقة العبور للدور الثاني، ليتكفل سعيد الشهلوب بالمهمة عبر زياراتين لشباك الأخضر، أزاحته خارج السباق، مانحة الضوء الأخضر لمنتخبنا لتسيد المجموعة بـ6 نقاط.

طموح كتيبة فيربيك تعاظم وارتفع سقفه، فبات البحث عن اللقب الثاني يرواد خيال المنتخب والجماهير العمانية التي غيرت نظرتها تجاه الأحمر في أسبوع يملؤه التفاؤل والنجاحات، لتتكلل مساعي العمانيين في عبور البحرين بسلام بهدف وحيد بنيران صديقة، ليضرب منتخبنا موعدا مع الإمارات في النهائي.

الأحمر والأبيض في الميزان

ولكل منتخب نقاط قوة يعول عليها لنيل اللقب الخليجي الثالث والعشرين، المتوشح بالرداء الأزرق؛ فالكفة تبدو متساوية لحد كبير بين طرفيها، ومن الواضح أن التكتيك الدفاعي العامل المشترك بين أسلوب المدربين فيربيك وذاكروني.

ويمتلك الأحمر العماني منظومة دفاعية قوية تتسم بالانضباط التكتيكي، فلكل لاعب مهام مختلفة النسب، تبدأ من المهاجم الصريح خالد الهاجري وصولا لمحمد المسلمي.

وكان لتقارب الخطوط وضيق المساحة بين آخر لاعب وأول لاعب دوره في القدرة على استخلاص الكرة المشفوع بضغط على حاملها؛ فمعظم مواقف الضغط كانت عبر لاعبين أو ضغط خط على خط، الأمر الذي منح الأحمر التفوق في معظم المواقف.

الخيارات التكتيكية

وأمام فيربيك خياران؛ أولهما: تكتيك الاستحواذ، والثاني: تكتيك الكثافة الهجومية، وتختلف التشكيلة والمهام وواجبات اللاعبين باختيار أيهما، ولا يمكن تفضيل إحداهما على الأخرى، فلكل منهما مميزات وعيوب، ويحكم الهدف وسيناريو المباراة وإمكانيات الفريق وسبل ايقاف خطورة المنافس عوامل يضعها المدرب في الحسبان عند اختيار التكيتك.

 وتبدو طريقة 4/2/3/1 التي يعتمد عليها فيربيك في كل مبارياته -عدا لقاء السعودية- متفقة مع تكتيك الاستحواذ بوجود 5 لاعبين في خط الوسط يصنعون الكثافة العددية في وسط الملعب لتنفيذ الضغط على حامل الكرة، وإجهاض مساعيه الهجومية من مهدها، وإعاقته في بناء الهجمات والوصول للمناطق الخطرة، ويعيبها نقص الكثافة الهجومية في منطقة جزاء المنافس عند التحول للحالة الهجومية، فالهاجري ظهر منعزلا عند تطبيقها.

ويبدو أن الحل يكمن في تفعيل الكثافة الهجومية من خلال الإسناد القادم من الخلف لتعزيز خط التواجد الهجومي العماني.

ويقوم محسن جوهر بدور مهم في طريقة 4/2/3/1؛ اذ يلعب كمحطة استلام وتسلم تحت ضغط المنافس، فضلا عن قدرته على نقل الهجمة للمناطق الأمامية أو الربع الأخير من الملعب، مستفيدا من تمريراته المتقنة في اختراق العمق الدفاعي للمنافس، أو تحريك انطلاقات الأطراف.

ونفذ منتخبنا الطريقة المشار إليها بشكل جيد؛ ففتح الملعب من الأطراف عند استلام الكرة، ودخول رائد وجميل لوسط الملعب، وترك الخط لانطلاقات القادمين من الخلف بالتبادل، عزز كثيرا من القوى الهجومية للمنتخب، فكان ذلك من أبرز الحلول الهجومية التي اعتمد عليها فيربيك، بيد أن ذلك ينقصه التواجد العددي في منطقة جزاء المنافس للاستفادة من العرضيات.

أما التكتيك الثاني الذي يعد خيارا إستراتيجيا لفيربيك، فيعتمد على الكثافة الهجومية في منطقة جزاء المنافس بوجود مهاجمين صريحين في المقدمة، ونفذ المنتخب الطريقة بشكل جيد أمام السعودية، وأثمرت عن هدفين منحا الأحمر حق التأهل للنهائي.

ويتوقف نجاح الطريقة المشار إليها على جودة العرضيات المرتبطة بوصول مؤديها للمناطق الخطرة في ملعب المنافس، وظهرت الجبهة اليمني بقيادة سعد سهيل بشكل مؤثر، فصنعت الفارق في معظم المباريات التي خاضعها الأحمر في هذا الاستحقاق.

وفي حال اتباع فيربيك لتلك الطريقة في المباراة النهائية، فسيكون العدد متساويا في وسط الملعب بين الطرفين، فزاكروني يعتمد على طريقة 3/4/3، بوجود 4 لاعبين في وسط الملعب، وتتحول الطريقة إلى 5/4/1 في الحالة الدفاعية بارتداد الجناحين للقيام بدور المدافع الايمن والمدافع الايسر؛ لذا تبدو الكفة متعادله في وسط الميدان، وسيتوقف حسم معركتها على سبل الضغط على حامل الكرة وزمن التحول والإسناد عبر القادمين من الخلف عند التحول للحالة الهجومية، والمهارة في التسليم والتسلم المرتبط بالتحركات بدون كرة في الحالة الهجومية والاستخلاص.

وربما يُفاجئنا فيربيك زاكروني بالاعتماد على الطريقة الأكثر جرأة 4/4/2 من أجل حسم الأمور مبكرا، ومن ثم التعامل مع السيناريو الثاني الذي سيحمل عنوان المحافظة على التفوق.

ويتمتع المنتخب الإماراتي بمنظومة دفاعية متينة، بنى قواعدها الإيطالي زاكروني المعروف بميوله الدفاعية المستقاة من موطنه المؤسس للإستراتيجيات الدفاعية، فلم تهتز شباك الأبيض في 4 مباريات، فالخطوط الدفاعية المتقاربة والتمركز الصحيح والرقابة اللصيقة والضغط الفردي والجماعي على حامل الكرة سمة الأبيض الذي احتفظ بشباك بعيدة عن نيران أسود الرافدين.

ويحظى المنتخب الإمارتي بالعديد من عناصر الخبرة فضلا عن تنفيذ اللعب الجماعي بشكل جيد، ولم يزيح الابيض الإماراتي عن هويته سوى أمس الأول أمام العراق، فرغم ابتعاد أحمد خليل وعلي مبخوت عن مستواهم المعهود، بيد أنهما تسيدا معظم أوقات اللقاء، حتى تبددت ركلات الترجيح أمام أسود الرافدين مانحة الأبيض حق العبور للنهائي.

يحتاج فيربيك لوضع تكتيك يحد من خلاله خطورة عموري محور أداء المنتخب الإماراتي؛ فالرقابة بشكلها المعهود لا يمكن تنفيذها لأنه قادم من الخلف أو من المناطق الحرة، وربما يضطر مدرب منتخبنا لتكليف حارب السعدي بمهمة إيقاف عموري، دون أن تكون له واجبات أخرى، ورغم أن ذلك سيحرم الأحمر من المعاونة الهجومية لحارب، بيد أنه سيحد من فرص استلام عموري الكرة بسهولة دون ضغط.

تعليق عبر الفيس بوك