على مشارف الذكريات

وسن جبرائيل – العراق

 

أنا وهو بألف خير...
كل الذين أعرفهم لم يوافقوني الرأي لمعنى البقاء، البقاء الحي فاقد لمعنى الحياة والأمل...
أن أعتزل الكون كله لمجرد التفكير في عينيه
أن أرى القمر يضمحل خلف سواتر الظلام عندما أسمع صوته...
وبعد الغروب ...
لا أتذكر إلا جلوسه على خشبة تأكل منها الديدان حتى وصلت لقلبه والتهمت منه الجزء الذي احتواني، بل لم يتبق منه شيء غير هيكل ينبض ليبقى على قيد الحياة وسيجارته بيده ويحدق في النجوم الحائرة... وبيده الأخرى يداعب شعر ابنته الجميلة... يقبّلها!
بعدها أذكر أنه يناديني
فيقول:
جميعنا كاذبون
لا نعرف كيف نعيش ونحيا
كيف نعشق جهرا أمام القوم الظالمين
ها نحن الآن نموت سرا
ماذا أقول لعينيك اليائستين
تعالي
اقتربي ببعد السماوات عن الأرض
لا أبالي
أحزم يأسي ودمعي بحقائب الشوق وأمضي
لا أعلم أين أمضي...
أذكر أنني الآن على مشارف الذكريات أحيا وأتكلم
عن بائسين أخذوا قسطا من موتهم الأبدي وجانسوه مع حياتهم
أهدوا رغيف الحب لبقايا مجتمع يتضور جوعا للعشق!
أنا وهو....
بألف خير الآن
وكأننا تبنا من ألف خفقة ارتكبتها قلوبنا ذنبا

تعليق عبر الفيس بوك