على ناصية اغترابي أشم وطني

ريناس إنجيم – ليبيا


(1)
غربتنا عن أوطاننا ..
كفيلة بمحو كل مشاعرنا...
التي كنت نستمدها من أرضه...
هناك في الوطن الغريب..
كل شيء باهت..
كل الأشياء صامتة.. باردة.. قاسية..
بلا ألوان.. مهما حاولنا تلوينها ..
هناك..
عليك أن تكون غيرك..
ليرضى عنك الغريب..
عليك أن تتنصل من كلك..
لتفوز ببعض الاهتمام..
هناك...
عليك أن تؤمن بكل أقاويلهم..
وأن تتقمص شخصيات..
 هم أنفسهم عاجزون على تقمصها..
فقط لتحظى بالتميز..
هناك..
عليك أن تكون ملائما..
لظروفهم ومناخهم..
وإلا ألبسوك ملابس التهميش..
هناك..
على حواف الوطن الغريب...
أقف كل صباح على ناصية اغترابي..
أشم وطني ...
أعانق ذاتي ...
وأودع ما تبقى مني...
وأنتعل غربتي..
وأمضي نحو حتفي ..
بكذبة أخترعتها لنفسي..
أنني نجوت من الموت في وطني الأم..
(2)
كيف لقطرة أن تغرق بحرا..
وكيف لحرف أن يبتلع قصيدة..
وكيف لفطر أن يلتهم غابة سانديان..
وكيف لثانية أن تغزو عمرا..
وكيف لنبضك أن يحتل قلبي..
وكيف لعينيك أن تسرق حياتي..
وكيف لقبلة أن تجعل مني قبيلة..
وكيف وكيف وكيف وكيف..
لرجل لا يشبه أحلامي أن يأسرني..
صرت مهووسة بـ "كيف"..
ولا أجد جوابا لها..
غير أن أعترف بهزيمتي..
وأعلن على غير العادة من فوق أركامي..
أنا الفائزة بك..
  رغم انهزاماتي..

تعليق عبر الفيس بوك