قلوبنا مع "الأحمر"

خالد الخوالدي

عدد من القضايا تشغل الشارع العماني هذه الأيام؛ فهناك ارتفاعٌ في أسعار المنتجات النفطية التي تعدت المعقول، وأصبحت هاجسًا يدق ناقوس الخطر، مع ثبات دخل الموظف في أغلب القطاعات، إلى جانب انتظار الموازنة العامة للدولة، والأهم منها ترقيات الموظفين في السلك المدني، بعد أن نال إخوانهم في السلك العسكري ترقياتهم المستحقة، كذلك أزمة الباحثين عن عمل ومشكلات منصات التوظيف.. وبعيدا عن الأزمات والإرهاصات الاقتصادية التي ستقدِّم الحكومة مرئياتها للمعالجة، فإن الشارع العام العماني مشغول هذه الأيام بمباراة المنتخب الأحمر، والقلوب تتجه صَوْب الكويت التي تستضيف كأس الخليج في نسختها الثالثة والعشرين.

القلوب العُمانية تتجه اليوم الثلاثاء صوب كويت المحبة والسلام، وتحديدا مع الأحمر العماني الذي يقابل شقيقه البحريني بفرصة واحدة هي الفوز وليس غيره، فبعد بدايات مُوفَّقة للمنتخب العماني مع نظام المجموعات، وإحراز نتائج مشرفة في الدورة السابعة عشرة؛ حيث وصل المنتخب للمباراة النهائية وخسرها مع المنتخب القطري الشقيق، ووصوله مرة أخرى إلى المباراة النهائية في النسخة الثامنة عشرة وخسارته إمام الإماراتي الشقيق، استطاع أن ينال لقب هذه البطولة الغالية علينا جميعا في دول الخليج حيث ضحكت مسقط لأهلها في الدورة التاسعة عشرة، وبعد أن ظن الجميع أن الأحمر سيكون منافسا قويا في النسخة العشرين باليمن، تراجع مستوى المنتخب وخرج من الدور الأول، وكذا الحال في النسخة الحادية والعشرين والثانية والعشرين، وها هو الأحمر يعيد الفرحة مرة أخرى لجماهيره العطشى للإنجازات؛ من خلال تجاوز دور المجموعات، وفي المجموعة الصعبة التي رشح فيها المحللون منتخب المملكة العربية السعودية ومنتخب الإمارات، ثم منتخب الكويت صاحب الأرض والمستضيف، ولم ينتبه من حُسن حظنا المحللون للأحمر، واعتبروه الحلقة الأضعف في المجموعة؛ الأمر الذي خالفه نجوم الأحمر بالصعود لنصف نهائي البطولة، وإن شاء الله إلى النهائي بحول الله.

والوصول للمباراة النهائية ليس مفروشا بالورود، بل يحتاج تكاتفًا وتعاونًا وترابطًا بين الجميع، واستعدادا يليق بهذه المهمة من قبل الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب، ومن قبل اللاعبين والجماهير ووسائل الإعلام المختلفة، والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، كل في مجاله وتخصصه؛ فعلى الجهاز الفني والإداري تهيئة اللاعبين من النواحي الفنية والبدنية واللياقية، والتركيز على الجوانب النفسية، والجوانب النفسية هي مربط الفرس لتحقيق الإنجاز، فلا يزال اللاعب العماني خاصة والخليجي عامة تؤثر فيه العوامل النفسية للعطاء والتضحية والإقدام، والتركيز في ذلك على الجوانب الوطنية والمجتمعية وحب الوطن وإعلاء شأنه، قبل التفكير في كل المكافآت المادية والمالية، وعلى المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية تقديم التبرعات وتسيير الرحلات الجوية للمشجعين لمؤازرة الأحمر في هذه المباراة المهمة والمصيرية، وفي المباراة النهائية إن شاء الله، وعلى لاعبي المنتخب السابقين والمؤثرين توجيه رسائلهم ونصائحهم لهذا الجيل الذي سوف يشرفنا بحول الله.

ولن أتناول أداء المنتخب خلال المباريات الثلاثة الماضية؛ لأنها تتعلق بجوانب فنية وإدارية لها ناسها، ولكن ما كان واضحا على المنتخب هو العُقم الهجومي، خاصة في المباراة الأولى والثانية، وبعد أن تعرض المنتخب لضرورة الخروج فائزا أمام المنتخب السعودي الشقيق لعب المدرب بخطة هجومية أظهرت تحسنا في التنظيم الهجومي؛ لذا أرى أن يستمر المدرب في الدفع بالهجوم؛ فهو خير وسيلة للدفاع، وحتى يستطيع حسم المباراة فالعمانيين سيكونون على أعصابهم، وسيكتمون أنفاسهم؛ سواء الجماهير في أرض الملعب أو أمام شاشات التلفاز.

ورسالة أخيرة إلى لاعبي المنتخب الأوفياء بضرورة التركيز وبذل أقصى ما يملكون، وجعل عمان الأرض والشعب والسلطان أمام أعينهم، وندعو الله أن يكلل مهمتهم بالنجاح والصعود للمباراة النهائية، ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com