كلُّ عامٍ وأنتِ حَبيبتي

فاتن باكير – سوريا


(1)
أخلع قلبي وأضعه أمامي قبل أن أنام....
أتأمل الثقوب الكثيرة التي أحدثتها الحرب
والأصحاب والحياة... وأنت...
 وأسحب ما تبقى من خيط  قديم كنتُ قد ربطه يوماً لجرح ينزف...
وأدهشني أنه مايزال يؤلمني...
وأنه يعضّ على قلبي مثل سكين....
هذا هو جرحك الذي يوجعني....
الذي كلما ضمته أكثر تناثر الملح الذي رششته فوقه كي ينام...
كل هذا الوقت وأنا أصدق أنني بخير
وأتنصل من مسؤولية كربتي إلى يوم لاحق...
كي لا أبدد لحظات الصفاء التي تأتي بلا موعد..
وأحفظ ماء وجهي أمام نفسي...
هذه الحرب أورثتني الكثير من المزايا
منها أن أقسمّ متاعبي على مراحل...
كل مرحلة تحاكي لحظة مبهرة من الإنجازات مثل النهار الذي يمضي دون سماع نبأ موت أحد الأصدقاء ....
أو إعلان مافيات الحرب احتضار البلد على شاشات التلفزيون وهم يشربون الشاي...
أو ربما مثلاً (وهذا أسوأ ما في النهار) أن تراقب روحك وهي ترى كل هذا الخراب ولا تفعل شيئاً....
أطاردك في منفاك حين يصبح وجودك في عالمي مجرد نقطة خضراء على الإنترنت...
وكل اختفاء لحظي أحسبه دهراً...
أنت عديم الشفقة يا حبي لدرجة أنك تنسى نقطتك الخضراء متصلة وتذهب بعيداً عن بيتي
وأنا كالسائر في نومه أختال ندماً
ماذا ستتمنى لي في نهاية هذا العام؟
هل ستقول لي: (سأتمنى أن تنتهي هذه الحرب اللعينة أولاً)!
ثم نتفق أن تحبني على مهل!
لماذا لا أكون أنا حربك الحلوة وتنهيها بالمسرات
كأن أفتح الباب وأجدك أمامي...
وحين لا يتسع الوقت للقبلات نعوضها بالعناقات
الحرب اللعينة لن تنتهي يا حبي
وسيبقى دائماً من يؤججها فقط كي لا نلتقي
لذلك سأكتفي بوجه (الاموجي) السعيد الذي ترسله لي وعبارة: (كل عام وأنت حبيبتي)

(2)
"طابور من الرغبات"
أبدو مثل لوحة منسية معلقة على جدار...
وحين تمرّ بي الريح أهتز من الأشتياق...
فيتشقق جزء من روحي
وأنا أرى الحياة تمرُّ من قربي دون أن تلمسني...
أنا طابور من الرغبات..
فهناك خيوط من الحب تهزمني على أقل استدارة منك
وحين تلمس أصابعك بعضي أتفكك من الوجع...
ماذا يوجد خلف هذه القضبان التي تسمى نوافذ!
ولماذا كلما اهتزَّ غصنٌ أشعر بالحنين!
تتكاثر سبل الحياة باتساق عجيب
لدرجة أني أتوهم أن كل ما أحبه سوف أحصل عليه
كأن أمتلك رغبة بإحصاء خيباتي وأنا أبتسم
دون أن تهتز لي شعرةٌ من حزن...
أو أن أكتب دون أن أرمي أوراقي في الدرج وأنا أعلم أنها ستذبل كروحي.....
دون أن تعرفَ كم كتبتُ لك من حنين....
أو أن أحبك كما أرغب دوماّ بكثير من العناقات....
دون أن تسألني: لماذا هذا البكاء..
لطالما قلتَ لي: سأقبلكّ على أنفكِ...
وتترك سائر وجهي لتعبث بهذه الأرنبة العنيدة
الهاربة من عصيان أصابعك...
أيها الصغير....
أيها البعيد...
أيها الغارق في الذاكرة.

تعليق عبر الفيس بوك