الخروج من عنق الزجاجة

سويعات قليلة ويرحل عنها العام 2017، بكل ما فيه من تناقضات وأحداث حزن وفرح، يمضي العام إلى غير رجعة، بعد محطات شهد فيها العالم تذبذبات اقتصادية، ومواقف سياسية، وكوارث طبيعية.

مثَّل العام 2017 على المستوى المحلي "عُنق الزجاجة"؛ حيث بلغت التحديات مبلغها مع تراجع أسعار النفط، لكن ذلك العام شهد بداية الخروج من هذه الأزمة، مع تعافي أسعار الخام، وكذلك نجاح السياسات الوطنية في تعزيز التنويع الاقتصادي، عبر التركيز على القطاعات الواعدة، وحث الشباب على تبني ريادة الأعمال نهجا يسيرون على دربه، وهو ما دعَّم خطط التشغيل الذاتي التي تنفذها الدولة.

الأداء الاقتصادي شهد تكيفا واضحا في التعامل مع الأحداث، واستفادت السلطنة من الثقة الكبيرة في اقتصادها الوطني، وهو ما انعكس على مستويات الإقبال على وسائل تمويل الميزانية العامة للدولة؛ سواء من البنوك والأفراد داخل السلطنة، أو مؤسسات التمويل الدولية.

وقد انعكست سياسات السلطنة لتعزيز النمو الاقتصادي على جملة من المشاريع الإنتاجية والتنموية، والتي من المؤمل أن تتزايد وتيرتها خلال العام 2018، مع بدء الإعلان عن افتتاح مشاريع جديدة، لاسيما في قطاع الأمن الغذائي والثروة الحيوانية والسمكية...وغيرها من المشروعات، التي تُمثل بداية الحصاد لمخرجات سياسات تعزيز الاقتصاد الوطني.

تطورات عديدة شهدتها السلطنة خلال العام المنصرم، تُبرهن أن السياسات والإستراتيجيات تمضي في طريقها الصحيح، رغم بعض التحديات والعقبات التي تعيق التقدم، لكنها تظل عثرات طبيعية.

وانتقالاً إلى العالم من حولنا، ربما يكون العام الذي أوشك على الانتهاء، الأقل دموية مقارنة بأعوام أخرى مضت، لكنه لم يخلُ من الدماء والحروب التي أنهكت الشعوب والدول، والصراعات الإقليمية والدولية على مكاسب واهية. وهناك أيضا رؤساء هبطوا على كراسي الحكم وأخذوا يشعلون المعارك في أكثر من موقع في العالم، ورؤساء آخرون نزلوا عن مقاعد السلطة إما بالقتل أو الإطاحة عن الحكم أو الخسارة في الانتخابات.

.. إنَّ الآمال معقودة على العام 2018 ليكون مُقدِّمة لعهد جديد للبشرية.. إن مطلع العام الجديد يجب أن يكون فرصة لغرس التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقا؛ لأن الإنسانية تستحق أن تعيش دون إفساد أو سفك للدماء.

تعليق عبر الفيس بوك