أ.دّ/محمد ناصر بوحجام – القرارة - الجزائر
أَيْن َالشّــهامةُ والخَــــلاقُ والشّيَـــمُ؟
أينَ الكــــرامةُ والخِـــــلال والـقيـــــمُ؟
أينَ المُـــروءَةُ والبـــدَارُ في قــدُسٍ
تُهــانُ، في وَضَـــحٍ تُسْـــبَى وَتُغْتـــَنَمُ؟
أيْن الجَـــسارَةُ والنِّفـــار في قُـدُسٍ
تُصـــابُ بالنّكْـــس، بَلْ بِكُلّ مَا يَصـِمُ؟
فلَا تُلاقِي سِوَى النُّكــوصِ أوْ ردّةٍ
يُتَرجِـــمُ الضّـــعفُ عَنْهُــــمَا أوِالشّــــَبَمُ
أيْنَ الرّجُولَةُ في مَـوَاطِــنِ الشّمَمِ؟
أيْنَ الأُخُـــوّةُ تَحمِي الأَرضَ، والذِّمَـمُ؟
أَمْ لِلفُســولةِ مَغْــرِزٌ يَـغـــورُ إلى
عُمْـــق النُّفـــوسِ، فَهَلْ أجسامُنا رِمَـمُ؟
أمْ لِلمُيـــوعَةِ مَـسْكَـــنٌ بِداخِـــلِنَـا
تَجْثُــــو هُنــــاكَ، فَلَا حِـــسٌّ ولَا ألَـــمُ
أمْ للخيـــانِةِ حُكْمُــها، وَللذّلِّ مَـرْ
تـــعٌ، يُــغَــــذِّي حَـــياتَنَـا فَنَنْجَــحِمُ
وَلا نُبَـالِـي بِـَما يَطـــالُنَـا: سَــقَمًا
سُــــمًّا، نُجَـــرَّعُهُ، تَحُـــوطُنَا النِّقـــمُ
يقالُ ذِي قُدُسٌ سَارتْ إلَى غَيْرِكُمْ
إلى بَنِي صَهْيُنِ: صَيْدًا لَـهُمْ غَنِمُوا
لَيْستْ لكمْ وَطنًا، أنتُمْ لَها غاصِبــُو
نَ، مُعْتَــدُونَ، فمَـــا لَكُمْ بِها رَحِـــمُ
لَا تُجْهِدُوا كَيْ تكونَ ملْككُمْ أبدًا
هَيْهاتَ يُجْدِي نِضَالٌ، هَــلْ بِكُمْ لَـمَمُ؟
لَقَدْ تَحَالفَ أَهْلُــوكُمْ عَلى غَصْبِهَا
مَعَ اليهُــــودِ، فَمَـــا لَكُمْ بِهــــا غُنُـمُ!!
لَقَدْ تَخَالَفَ في ذَا الحــقّ ســـادَتُكم
بَلْ سَاســةٌ يَحْكمُـونَ، مَــا لَكُمْ كَلِـــمُ
كَيْفَ القيامُ وَقَدْ طغى الخِلافُ وسَا
دَ بينكُمْ، خَـــابَتِ النِّــيّاتُ والهِـــمَـمُ
عُقودُ جُبْنٍ مَضَتْ، سِنُون سُخْفٍ قَضَتْ
على ذِمـــارٍ لَنــَا، نَـــذْلٌ لَهُ هَضَمُوا
حَتّــى غَــــدَوْنَا فَـــريســــةً لــكلّ مُــهـا
جِـــــمٍ، ولَحـــــمًا مُهَيّـــأً لَــهُ الوَضَـمُ
فَسُورِيا حُطّمَــتْ، مِنْ قبلُ كَانَ عِرَا
قُ الـمَجْــدِ في نَكَدٍ،َ يـَحُوطُهُ السَّقَـــمُ
لَا تَسْأل السُّودَنَ الكَبيــر مَــاذا دهــا
كَ؟ قدْ غَدَا صَاغِرًا،فالغَربُ قَدْ قَسَمٌوا
فيهِ التُّرابَ: شَـمالاً مُبْعَدًا عنْ جَنُو
بٍ، فَاسْتَحَـالَ دُمًـــى، مَا عَـــادَ يَلْتَئِمُ
فَهَلَ نَجَا اليَمَنُ السَّعِيدُ منْ هَجْمَةٍ
هِسْتــيرة، قـــادَها عُــرْبٌ، كَذَا عَجَمُ
فَمزَّقُوهـا، أحالُــوها خَــرابًا، أَعَـا
دَ لِلعَيـــانِ مَصِــيرًا، جَـرَّهُ العَــــرِمُ
وِليبيَا صَـــرَخَتْ، فأُنْجِدَتْ بِاللّظَـى
يَشْــــوِي الوُجُوهَ بـَما يُـــعدُّهُ الغــَشَمُ
فَكَمْ نَعُـــدُّ مِنَ الـجَـــرائر الـمُهلكَـا
تِ حَـــرْثَنا ثُـمّ نَسْــلَنا، وَلاَ جُــــرُمُ!!
في البَدْء قُدْسٌ يَليها مَسْجِدٌ يوجدُ
فيهَا، فَأَرْضٌ، وأَرضًـا يَبْتَغِي النَّـهِمُ
ولَا نُفيقُ، ولَا يَضيرُنَا مَا يضيـــ
ـيعُ مِنْ تُرابٍ لَنَـــا، إِنْجادُنَا عَــدَمُ
جَـمْعٌ مِنَ السَّنَوَاتٍ تَنْقَضِي في رُكَا
مٍ مـِنْ هُجُـــومٍ، فَبَعْضُنَا لِــذَا بُكُــــمُ
عُمْيٌ وَصُـمٌّ وغَافِلُـــون، َمَا يُدْرِكُــو
نَ واجـــبًا، عنْ نِجَـــادِ مَجْدِهِـمْ عُقُـمُ
أَعْــنِي سَـــراةً لَنـَا مُسْتَمْسِكينَ بـــنا
لَكِنْ لِغَيْـــرِ نِفــــارٍ، هُـــمْ لَـهُ صَـــمَمُ
أَهَـكَذَا تَسْتَوِي أَحْــوالُنَا إِخْــوتِي؟
يَا أمّـــةً سَخِـــرَتْ مِنْ حُمــــقِهَا الأُمَمُ
مَــا هَكَــذَا نَفْتَدِي أَرْوَاحَــنَا رُفْقَتِي
مِنَ الأَعــادِي، وَمَــنْ لِلَحْــمِنَا قَــــرِمُ
لَكِـنْ بـمَــوْطِـــنِنِا خَـــيْرٌ ومَنْبِتـــِنَا
لَيـْسَ كُـلُّ رِجــــالِنــا بِهـــمْ رَخَــــــمُ
شُعُوبُنا نَهَضَـتْ، شبــابُنَا لَـمْ يَلِـــنْ
هَــلاّ اسْتَجَــابَتْ لَهُمْ أَسْيــادُنَا القِمَمُ؟!
هَلَّا تَسَامَتْ عَنِ الصّراعِ واسْتَفْرَغَتْ
جُهُـــودَها، بلْ هُجـــومَها فَتَنْـــتَظِمُ
في حِـلْفِ مَنْ يَغْتَدِي لِيَفْتَــدِي قُدُسًا
وَكُلَّ أَرْضٍ لَنَــــا، وَكُلُّــــهَا حَـــــرَمُ
فَلَا يَجُـوزُ لَنـــَا التّفْريطُ فيهَا، وَفَــــا
ءً بالعُهُـــــودِ، بِــــذَا تُبَـــــرّأُ الذّمَـمُ
تُرابُنا، قدْسُـــنَا مِلْكٌ لَناَ، مَا تَـحَــرْ
رَرْنا منَ الـــذّلّ، لا يَنْتـــَابُنا السَّـــأَمُ
فَارُوقُ حَـــرّرَ قُــــدْسَنَا، صَلاحٌ فَدَا
ها، هَلْ يكُـــونُ لَنـــا مِقْدامُ معتصــمُ
اللهُ نَاصِـــرُنا، ذو قــوّةٍ، قـــاهـــــرٌ
هُوَ العزيزُـ القَـــدِيرُ الواحـــدُ الحَكــــمُ
فالقُدْسُ تَدْعُو تُنَادي نَصْرَها من بنيـــــ
ــها، فَانْهَضُوا ذَاكَ مَا تَسْتَنْجِدُ الذِّمَمُ
