عضو "اتحاد القدم" يكشف لـ"الرؤية" ملابسات "جلسة ودية" تحولت إلى "أكاذيب إعلامية"

مسقط - الرؤية

"نفوس ترتقي بالحوار معها، وآخرون ترتقي بالصمت معهم".. بهذه الكلمات افتتح محمد الشحي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم حديثه لـ"الرؤية". نبرة كلماته خليط من مشاعر الغضب، وتعابير وجهه رغم الابتسامة إلا أنها اختزلت الدهشة والاستغراب، من سلوك أحد الصحفيين الذي استغل الجلسة الودية التي جمعت رئيس اتحاد الكرة ونائبه، ومحمد الشحي وسعيد البلوشي الأمين العام، كي يخرج بتصريح ينفرد به.

قال الشحي -في حوار ننشره حرفيًّا حسب طرح صاحبه- هذا الصحفي طرح سؤالا غريبا، أقرب إلى أن يكون "دس السم في العسل"؛ حين قال: "تغريدة لعبدالعزيز الحبسي مساعد مدرب منتخب الشباب يشكركم فيها، ويعلق بأن اتحاد الكرة استغنى عن الجهاز الفني والإداري باتصال هاتفي، فهل هذا صحيح؟".

الرد جاء سريعا، وحمل تفاصيل موضوع العقود من الدكتور النائب الثاني لرئيس الاتحاد للإعلامي، من الألف إلى الياء، دون أن يستدعي الأمر مني تعقيبا. بعدها، ولكوني عضوًا بلجنة المنتخبات الوطنية وكنت عضوا بالمجلس السابق، ومُطَّلعا عن قرب على الأمور، طلب مني الدكتور إبداء الرأي حول نقطة ربط التجديد بالإنجاز، وأن هذا توجه عام لدى مجلس اتحاد الكرة.

بعد ذلك، والحديث لمحمد الشحي، تطرقت فقط إلى "أنه وبحكم وجودي في عضوية الاتحاد السابق، فإن التعاقد مع الجهاز الإداري والفني لمنتخب الشباب بقيادة المدرب القدير رشيد جابر، ومساعده عبدالعزيز الحبسي، كان في العام 2013، الهدف كان صناعة منتخب المستقبل وتقديم الدعم اللازم حتى دخول التصفيات الآسيوية عام 2015 بالدوحة، لكنه أخفق ولم يتأهل، ومع ذلك وإيمانا من الاتحاد الحالي وأنا واحد منه، أوصى بضرورة استمرارية الجهاز الفني مع المنتخب عندما أتى الاتحاد الحالي في نهاية العام 2016، ولكن هذه المرة تم ربط التجديد بأهداف؛ من ضمنها: التأهل للنهائيات الآسيوية والمشاركات الخارجية، أما وأنه قد أخفق مجددا، وللمرة الثانية على التوالي، رغم كل ما قُدِّم له من دعم وإسناد وإعداد طويل "كما وكيفا"، من حيث المعسكرات الداخلية والخارجية، والمباريات الودية محليا ودوليا في الأردن والصين ومصر، وبطولة عمان الودية التي أقيمت بمسقط، قبل المشاركة بالتصفيات الآسيوية، وبوجود عناصر جيدة تدرجت من مرحلة البراعم للناشئين، وصولا لمرحلة الشباب، إضافة لمجموعة العناصر التي ضمها المدرب وفق قناعاته دون تدخل من أحد، فبات من الضروري الوقوف مع هذه المعطيات".

وواصل الشحي: "اجتمعت لجنة المنتخبات الوطنية، ووفق توصيتها التي رفعتها، أقر مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الشيخ سالم الوهيبي، وبالإجماع، التوصية، وأوعز للإدارة التنفيذية اتخاذ الإجراءات اللازمة، وأعتقد أن الوسط الرياضي والرأي العام تابع نتائج المشاركة الآسيوية الأخيرة، والتي أقيمت في قيرغزستان".

"هذا كل ما شاركت به في الجلسة الودية، والتي كانت بمعية الشيخ رئيس الاتحاد، والدكتور نائب الرئيس الثاني رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، والأمين العام، عدا ذلك، فكل ما نسبه لي الصحفي ونشره في إحدى المؤسسات الإعلامية المحلية في عددها الصادر بتاريخ 24 ديسمبر 2017، والتي أكن لها كل التقدير والاحترام، لم يصدر مني على الإطلاق، خاصة فيما يتعلق بالطريقة التي تم بها إبلاغ الأجهزة الإدارية والفنية للمنتخب بقرار الإعفاء من المهمة؛ فهذه من مسؤوليات الإدارة التنفيذية بالاتحاد، وهم وحدهم المخولون بالإجراء، وكان الأجدى بالصحفي أن ينسب المعلومة للمعنيين، لا أن يطرح كلاما عني لم أقله؛ مما تسبب في سوء فهم، ولغط يرتقي لمستوى الفتنة بيني شخصيا وإخواني الأعزاء في الجهاز الفني والإداري السابق لمنتخب الشباب، والذين تربطني بهم علاقة خاصة منذ مدة طويلة.

وأضاف محمد الشحي: بعد الجلسة، وحصول الصحفي على ما يريد، وكل من تجاذب معنا أطراف الحديث بالجلسة الودية، وقبل أن تهبط الطائرة بسلام في مطار الكويت، وأثناء مروري للسلام على الجميع، جذبني هذا الصحفي، وقال لي: "لقد قمت بصياغة الحوار الذي حدث بالجلسة الودية، وسيُنشر الخبر حصريا باسمك؛ كون الأخوة أخذوا نصيبهم من الظهور إعلاميا". وفورا.. أخذت عنه جهازه النقال الذي حرر به الخبر بهدف الاطلاع على ما كتبه، فإذا به قد نسب لي كل ما دار من كلام ومناقشات وردود الشيخ رئيس الاتحاد والنائب الثاني والأمين العام، فقلت له في نفس اللحظة: "اسمحلي، هذا ليس حديثي، ولا أسمح بأن تنسب لي كلاما أنا شخصيا لم أذكره لك، ولم أتفوه به بالمرة، وهذه ردود الأخوة عليك، رجاء لا تنسبها إليَّ بتاتا"، فقمت بمسحه مباشرة، وأعطيته الهاتف، وانتهى الأمر، وعدت إلى مقعدي بالطائرة، حينها أبلغت رئيس الاتحاد والدكتور النائب الثاني رئيس لجنة المنتخبات بالموقف، ليكونوا على علم قبل نزولنا من الطائرة.

وواصل الشحي: تفاجأت أنه قام بإعادة صياغة الموضوع ونشره بالصحيفة، وبإصرار منه لا أجد له مبررا سوى أنه يستهدفني شخصيا، مستغلا قلمه في خلق مشكلة في علاقتي بالأخوة في الجهاز الفني والإداري لمنتخب الشباب، ونقل صورة مغلوطة للرأي العام وقنوات التواصل الاجتماعي، ولم أكن أتوقع أن يمارس هذا الصحفي مثل هذه الممارسات التي لا تعبر عن أخلاقيات المهنة، مع العلم بأنني والاتحاد نُكن له شخصيا وللجميع كل الاحترام والتقدير.

وأردف الشحي بقوله: ربط الهدف بتجديد العقود للأجهزة الفنية والإدارية على وجه العموم، كان رغبة اتحاد الكرة، وجاء هذا على لسان الأخوة الرئيس والنائب الثاني، مؤكدا أن هذا التوجه العام للاتحاد.

كما أن مسألة الطرح تم ربطها بنسبة مئوية وأرقام، وهو ما لم يتطرق له أحد إطلاقا، لا أنا ولا الموجودون بالجلسة، هذا اجتهاد شخصي منه للأسف الشديد، كما أؤكد أنني لم أتطرق لوقائع، وحقيقة خلفيات التقرير الفني المطلوب بعد المشاركة الآسيوية، وما تبعها حول اعتذار الجهاز الفني عن الحضور، والطريقة التي تمت بهذا الخصوص، وطريقة إشعارهم وإبلاغ الجهاز الفني بهذه الطريقه، فكان الرد من قبل الدكتور رئيس اللجنة والأمين العام بأن هذه إجراءات إدارية، ولا لي علم وشأن بها، كونها إجراءات إدارية تنفيذية تعود لمهام واختصاصات ومسؤوليات الأمين العام بالاتحاد. وختاما أقول: اتقوا الله في أقلامكم، وأن ينسب الكلام لأصحابه، وهنا أذكر نفسي وغيري بقول الله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".

تعليق عبر الفيس بوك