للزمن مرآة لا تنسى

د. هناء علي غنيمي – مصر


(1)
لم يشبهك شئ
في المساء
ولا حتى ربابنة الليل
الفتانة
تختبئين خلف جدار هش
صنعته من مواويل
كانت تسري في دمك
ثم إن حركاتك
التي تشبه وجه القمر
في تقلباته بين أوردة السماء
يوم أرسلت المكاتيب
في جوف الليل
كنت أخشى أن أفقد توازني
آه من أحمر الشفاه
الذي يلمع على شفتيك
المخضبتين بالجمال والرقة
وقتها راحت تنز السماء
قطرات رقيقة احتضنتها بيدي
ألم أخبرك يا ميريللا
أن ليس ثمة أمل
كي يفقد القلب سطوته
وتفلت الرياح من بين يديه الجهنميتين
سآتيك بنهر
ينتفض فيه وجه الحقيقة
الحقيقة التي طالما خبأها النهار
في جيبه الخلفي
احتفظ بمقصوصها الطاهر
أمام كل تلك
الأزهار
فراغ شاسع
وتتبعك
حتى و إن راودتها أبشع الأوهام

(2)
فيما كانت الشمس
مشغولة بحياكة ثوبك
وقطرات الندى تسقط من أطراف
السماء
ليتجمع حلم
ينمو ببطء على كتفها الأيسر
وعندما تهمسين
تتداخل أرواحنا التي لم تنطق بحرف
العالم ضيق
ولا مساحة تكفي لتتشابك أيدينا
تعالي
لنشرق على مغاليق الليل
هناك
سراديب وأهوال
حقائق وخبايا
جنات وأنهار
نيران لا تنطفئ
حديقتنا خاوية
أسوارها مكتملة البناء
تحيط جيدا بعمق أجسادنا.....
،،،،ذرات يتقاذفها الهواء في رحلته الطويلة،،،
على كف وردة
خلعت إزارها وانكشف الغبار
حتى تبينت أعضاء الليل
وطوى النهار آياته وانقضى
كنا نستريح من عناء لثغة
أحاطت بألسنة الجسد
وأقاويله
ورائي و قدامي عداة كثيرة
أحاذر من لص ومنك و منهم ،،،المتنبي،،،
إن تسرب الوقت بعيدا
واحتضننا الفراغ
تبقت لنا حرارة نظرة متقدة
انطلت خديعتها على الزمن
للزمن مرآة لا تنسى
روحها مدربة جيدا
على حمل الذكريات
كن حازما
أيها الجسد
وإن كانت تعوزك الحكمة
انفخ من روحك ثلاثا
ثم استعذ من شر لمسة غادرة
1
2
3
هللويا ..
رعشة عنيفة
و يلقي بنا سطح الرياح

تعليق عبر الفيس بوك