غيمة لا تحب الغرباء

كوثر الزعبي – الأردن


(1)
ها أنا
ساقية بلا ضفاف
منذ ينبوع الحزن الأول
ويأس الحجر
نمضي بلا زمن
بكؤوس الزهر دمي
وعلى أعناق الريح
ما انكسر من عطر أجنحتي
ولا غصين يُجبر عشي المفقود
أُثقلت الستائر بالصمت
شقٌ بصدر الجدار يُفضي إلى قلبي
القمر نُزهة
يدعو النافذة لرأب المساء
فكان عطش الماء إسمي
والباب ساقيّ الهرب
والطرقات ما اصفر من أوراق
وجهي بعدو النهار
كسرة شمس
في يد البيت العتيق
صمت يشعل حرائقه
نافذة واحدة
لا تروق للقمر
تسأله مرارا
عن عُذره
فتعتريه خلف المنحدر
غيمة سوداء
لا بيت لها
وحيدة
لا تُحب الغرباء
من لحمها ودمها
لكن زورة ضوء برواية العتم
تستحين
الزهرة والجدول المغمور
والسماء المضيفة
لتقول:
أنا لست هنا

(2)
الدائرة، وقت
الطريق  أنا
الاختباء شمس
في المواجه هرب
لم أعد قادرة على المزيد من التعلق
شيئا ما سحبني
لم أُيقن أي من صدى
كل ما اذكره وجه
أمرني بذكرى لم تحدث
جذبني
يقفز في الذاكرة بين الحين والعدم
ربما عرفني
ربما.....
حتما
في الاحتضار
فرصة أخيرة للاعتراف
لله در حدس انتحر
وأحياك
كل ما جال بي ...دائرة
مروري
وأمنياتي عبث
انحرفت من طقوسي علامة خارقة
غروب شمس، غرق لذيذ
ضوء انكسرت في الماء
خرجت من دوي وجعي مشعة
اختبرته للنجاة
من يذعن للماء يذهب بعيدا...بعيدا
تسهب به اللاجدوى
لتهريب شعور
بالمرآة، بالصدى
أو ظل قانط أنجبته شمس لعوب
لم تؤمن به صدفة
أو شبه موعد بمنتصف النهاية كضحكة الرب

تعليق عبر الفيس بوك