"دبلوماسية العلوم" لتحقيق التقدم

 

أبرز الملتقى الإقليمي للبرلمانيين في مجال العلوم والدبلوماسية، مفهوماً مغايرًا للدبلوماسية وأدوراها، إذ سلط الضوء على "دبلوماسية العلوم" والتي تمثل نهجاً يواكب المتغيرات في العالم، لاسيما التقنية منها.

الملتقى الذي استضافته السلطنة، ممثلة في مجلس الدولة، ونظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، وشارك فيه برلمانيون وخبراء ومفكرون من عدد من الدول العربية، ناقش آليات ودور البرلمانيين في وضع التشريعات والسياسات الداعمة للعلوم والتكنولوجيا، وبحث عن سبل بناء جسور التعاون بين الدول الأعضاء عبر دبلوماسية العلوم، وإشراك المجتمع في قضايا العلوم والتقنية والابتكار.

أهمية الملتقى تتمثل في عوامل عدة؛ أولها المكان الذي استضاف الحدث، وهو مجلس الدولة، ما يؤكد أنَّ هذه المؤسسة الشامخة تمارس عملها بنظرة تواكب المستجدات، ولا تقف عند الأدوار التقليدية، بل تنطلق نحو آفاق أوسع من العمل المؤسسي الراسخ. وتنبع أهمية الملتقى أيضًا من كونه يجمع عددا من المفكرين وأصحاب الرؤى السديدة، في مجالات العلوم والتقانة والابتكار، وهي العناصر الثلاثة التي تسعى إليها الأمم لتحقيق الطفرة في التقدم المعرفي والاقتصادي والعلمي، وهي أركان ضرورية لتوسيع دروب الازدهار والنمو.

واستعرضت أوراق العمل والجلسات النقاشية في الملتقى جهود تعميق التعاون بين المؤسسات والهيئات العلمية ودعم اتخاذ القرارات حول قضايا العلوم والابتكار.

العنصر الثالث الذي يؤكد أهمية هذا الملتقى، أن قضايا الابتكار والعلوم لا تزال في بلداننا العربية تحتاج إلى مضاعفة الاهتمام من قبل المؤسسات والأفراد، بما يضمن مواكبة التطلعات والمتغيرات، وبما يتلاءم مع الإمكانيات البشرية والمادية التي تزخر بها الدول. وقد بحث المشاركون في الملتقى آليات النهوض بمجالات العلوم والتقنية والابتكار، من خلال تذليل الصعوبات وإزالة العوائق التي تعترض مسار تطويرها، وتفعيل إسهامها المرتجى في نهضة المجتمعات العربية والإسلامية.

إنَّ استهداف الملتقى لفئة البرلمانيين لمُناقشة مثل هذه الملفات والقضايا، يعكس وعي المنظمين بالدور المميز والأصيل للبرلمانيين في صياغة التشريعات الكفيلة بتحقيق ما يصبون إليه من تطلعات تدعم تبني الابتكار كنهج للتقدم والنمو، إذ بات من الضروري التخلي عن الصورة النمطية السياسية للبرلمانيين والمنحصرة في جوانب التشريع والرقابة البحتة، بل ينبغي أن تنتقل إلى ما يحقق استدامة التنمية وتطور الشعوب.

تعليق عبر الفيس بوك