مطار السلطان قابوس الدولي

 

 

حمود الطوقي

 

تشهد عماننا الحبيبة هذه الأيام حزمة من افتتاحات وإعلانات عن مشاريع ذات قيمة مضافة على اقتصادنا الوطني بإذن الله، ولعل أهم هذه المشاريع افتتاح مطار مسقط الدولي، وكان لي الشرف بالمشاركة في الرحلة التجريبية والقيام بجولة في هذا المطار الجديد، والذي تمّ التخطيط له منذ سنوات بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لينقل السلطنة إلى القرن الحادي والعشرين ويواكب النمو الحضاري وخطط التنمية المباركة والنمو الاقتصادي وتطور الحركة السياحية، بما يليق بمكانة السلطنة وتاريخها الحافل، حين كانت يوما ما إمبراطورية مترامية الأطراف تمتد حدودها إلى إقليم جوادر في باكستان غربا وزنجبار في إفريقيا شرقا.

الجولة داخل مطار مسقط الدولي الجديد أصابتني بمشاعر شتى، هي خليط من الذهول والفخر والإعجاب والانتماء إلى الوطن، فلم أدر للحظات هل أنا في مطار مسقط الدولي الجديد حقيقة، أم داخل مطار كينيدي في نيويورك أم في مطار شارل ديجول في فرنسا أم مطار انشين في كوريا؟ سألت نفسي وأنا اتجول وأرى جمالية التصميم هل تحقق الحلم وأنجزنا هذا المطار حقيقة في هذا الزمن القياسي؟ وكيف؟ ولم تكن التساؤلات تدعو للحيرة بل كانت تساؤلات مشروعة، لأنني كثير الأسفار وأعشق الترحال وكم شاهدت وتجولت في أكبر المطارات العالمية خلال رحلاتي الصحفية هنا وهناك، وكنت أتمنى أن أرى في بلادي مطارا يوازي بل ينافس المطارات العالمية والدولية، ولم يدر بخلدي يوما ما أنّ السلطنة تستطيع إنجاز هذا المطار العالمي في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الوطني بعد انخفاض سعر النفط. ولكن هي الرغبة والعزيمة سيد الموقف في الكثير من الظروف.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر أجد أنّ رد الجميل الحقيقي لصاحب الفضل الحقيقي في إنجاز هذا المطار العالمي الذي نقل السلطنة سنوات الى الأمام يكون بإطلاق اسم جلالته على مطار مسقط الدولي الجديد، فهذا أقل القليل الذي يمكن أن نقدمه إلى جلالته اعتزازا وانتماء إلى الوطن، ولدينا نماذج عديدة لكبرى المطارات العالمية سميت بأسماء قادة دولها العظام، مثل مطار الملك محمد الخامس في المغرب ومطار كمال أتاتورك في تركيا، ومطار شارل ديجول في فرنسا، ومطار جون كينيدي في نيويورك، أما بالنسبة لجلالة السلطان قابوس فهو مؤسس عمان الحديثة الذي يدعو دائما إلى المحافظة على الإنجازات الكبيرة وتسليمها للأجيال القادمة، ويكفيه فخرا أنه حوّل السلطنة من دولة منسية إلى واحة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط،

إنّ مقترحي هو مقترح السواد الأعظم من العمانيين، وأذكر أنّي همست في أذن أحد المسؤولين أن إطلاق اسم جلالة السلطان قابوس على هذا المطار سيزيد المطار سموا وبهاء وقال فعلا مقترح جميل.

إننا في عمان نقدر كل الإنجازات والمشاريع التي تحمل اسم جلالة السلطان فارتباطها بالمواطن العماني ارتباط وثيق ولها الكثير من المدلولات.