أحلام كبيرة على الحياة

عُلَيَّة الإدريسي البوزيدي – المغرب

 

قبل أن أخون دهشتي الأولى, كنت أذهب ببساطة إلى العاصفة, لأرضعها رائحة أصابعي.
وأحيانا كثيرة ألتقط حبَّات ريح من على شجرة آمنة.  
لم أكن أقلق وأنا أسير بظهر بعيد.
فأنا منذ صدَّقت بائع الورد, وأنا أصنع هشاشة من طريقي, الذي يحتاج حذاء للندوب.
ونافذة يهرب منها, كلما رميت من يدي سلما أزرق.
من غيماتي السعيدات لم أكن أنزل,  وأنا ألقح اسمي الذي يشبهك حتى لا ألقي بأعقاب سجائري, التي تركتها تحبك طيلة ما تبقى من هشاشتي, التي لا تصدق الموت, ولا ألعاب الحظ  الهرمة.    
لا يمكننا الإنجاب من الحياة مرتين, علينا وخز البرد الذي تحت الشراشف, ثم مفاجأة الباب بصفعة.
فمن غير اللائق أن نخون  قلبا ولو كان ميتا.
أفهم ذلك لأني طقس تقليدي,  في مشاعري دسست طفلا معطوبا وما تمرَّنت على الخسارة.
يمكنني مثلا إصلاح رِجل كرسي يعيق مفاجأتي.
يمكنني تضميد ألم في ظهري يتسلق.
يمكنني لعق أصابعي بعد أكل الشكولاطا.
لكنني لا ألمح فجَّ غرقٍ لأتكئ عليه.
ما الذي يحصل للمسافات التي تبتعد هل تعيد لها مفاتيحنا المالحة؟
لدي صوت يحدق في انشغالك بلا عناء, فبينما أنت تبذر شمسك التي هي مذعورة  من غربتها على الأرض, كنت أدق مسمارًا تعلِّق عليه تعبك, الذي لا تفهمه ويعيش معي تحت سقف واحد.
حبك رقيق جدا لدرجة تكاد تختفي وراءك طريق عودتك الضعيفة من الشمس  وكأنك ترى في وهمي مرآة رجل يبحث عنك فقط.
انظر لقد وقفتُ طويلا وما سال مني طريق مجاور للحب.
لست في أخطائي نحيلة, فقد بدأت أعيد النظر في نظارتي الطبية, وقد أبتكر لتسولي كفنا ملونا, أهشُّ به على حطب لا يرمي رماده الذي يشبهه.
حقا أنا لا أعرف كيف لا أسقط من ثقوبك الكبيرة, وأنت من نافذتك  تمد بصرك, مناصفة مع وريقات ناصعة في ضعفك.
ولا كيف لا أصدق قلبي المقطوع رأسه وفي حقل عينيه نجمة؟
ثمة حجر على الطريق, وأنا أخشى أن يكلمني.
وكأسفل طريق لا يشعر بالدفء أتحقق من هاتفي.
كلما تأخرت عن فعل شيء لتمرين عواصفي, التي تلاحقني كل وقت.
أريد أن أضيع منك تماما كما ضاع مني رجل لا يعرفني عليك فقط أن  تفعلها نيابة عني.      
أمام النافذة هناك صورة تطاردني, وكي أصلي معها أسمع لموسيقى, وأغني بصوتي النشاز, بعدها  أصطحب عصفورتي إلى عشها, وأثمل من انتظاري أمام الهاتف.
فلم تطلب مني بعد كل بوح أن أفرح في المكان تماما كما تفعل بجدارك الأزرق الذي لا تهتم لأجله؟
جدارك الغارق بديونك العاطفية السيئة, وباقي أكواخك الواهمة.
لست بارعة في التسول, لكني أريد رجلا يبحث عني حين لا أهدده بالرحيل, ويدا تمسكني.   
كنت أتساءل كيف سأتصل بك لاحقا أنت الذي فوت سماعي صباح العيد ما دامت أعطابي تزداد جروحا وأنت رجل لم تعثر عليّ؟
فمتى ألقي القبض علي بتهمة القفز بين أسنانك المكسورة  ليل نهار؟
متى ؟
م
ت
ى
؟
 فبعد كل نظرة أختلسها أحتاج لحافلة تقلني إلى حيث تنمو أزهاري التي تقفز في الظلام.  
لكأنما قلبي مجرد سوء حب...

تعليق عبر الفيس بوك