تعالَ نُفكرُ

علي كنفاني – العراق

 

دعكَ من حطام الدين
وتعال نكتب للأرضِ التي
حملتنا بأوزارنا
وللذين وهبونا البقاء
تعال نُفكر
كيف نشتلُ وردةً في الهواء
كيف نستبدلُ نجمةً بدمعةٍ شَهبةَ
لأمٍ ثَكلى أكثر إضاءةً منها
كيف نسجنُ بين يديّ فلاحٍ
غيمةٌ تأبى سقي حقل أحلامُنا
كيف نجعلُ من الوجوهِ
التي يتقيأ عليها الغياب
تَهَيجُ شهوة القمر,
تعال نُفكر بطريقةٍ ما
نُقنع بها حفاةِ العقل
"أن البيوت التي تسجنُ الحُب
لا تؤنس الله",
وأن الشوارع التي
لا تغسلُ قوارعها بالموسيقى
ولا تقرأ الكُتب, يشقى الجهلُ فيها
.........
من يشتري؟
هنا حزنٌ بليغ
أخر بقايا الأمسِ
حزنٌ رَحْبٌ
لا يكفُ عن سُئِد الأماني
مناجلهُ القَاضبَة تقلمُ أظافر عمري  
كلما جفاني الفرح
حَباَ إليّ كـ الطفلِ
من يشتري؟
هُنّا قلبٌ أحدبٌ جالَ المنافي
لأخرِ عقبةٍ فيها
هربٌ, من نياحِ أمٍ ودخان شارعٍ
ومن مدينةٍ شاخ فيها الندبُ
ومن وطنٍ
يحبُ الجلوس بين وجوهً تغتاله
وطنٌ إن غِبتُ عنهُ,
 قال في ظهري سلاما
وإن متُ في حقهِ
قال: ـ إنَّ لفقدك حسرةً وحطاما
ومن أنـثى قلبي طريدُ حبُها
كلما قلتُ لها إن لبعدكِ عللاً لا تَبَرَأ  
تَأججَ دمعُها و برِحَ العَذرُ بقولها
 كف قلبك السقيم عني
 فإن الذي بيني وبينك عَرفٌ

تعليق عبر الفيس بوك