عبور

منى المعولية – سلطنة عُمان


أراه بـ"يونفورمه الأزرق" كل صباح، يتخطى الشارع قاطعا مسافة الأمل موليًا نبضه شطر العمل. قافزا سياج خطين رئيسيين لمسار سيارات تمضي باتجاه مآرب سائقيها بسرعة لا تدرك فراملها غير الدهس اللامقصود لأي جسد قد يغامر بقفزة مرور متهورة أمامها.رأصادفه عابرا بسلام عند وصولي إلى الجهة الأخرى من الطريق المؤدي الى مسقط، يجلس ممتلئا بالانتظار عند المقهى وفي يده كوب شاي الكرك، ورغيف الخبز بالبيض حاملا على كاهل فكره أسمال حاجة أرملة أخيه وأطفاله، التي يؤديها بكل إنسانية الحب، حين وقف واثبا ليتخطى حاجز الشارع ذات صباح وشعاع الشمس المسدد ضوءه في عيني يعيق رؤية تفاصيل وجهه، صرخت"اسماعيل انتبه" ما إن عبرت فراغ الشمس إلى ظلها، حتى أرسلت نظرة اطمئنان من المرآة الأمامية و لم أرَ أثرا لجسده، للتو تذكرت أن إسماعيل نفسه قد ودع الحياة قبل عام من الآن ويعاني شقيقا آخر له تجفيف دمع أطفاله وأرملته.

تعليق عبر الفيس بوك