اللّيلة تَموتُ الدَهشة

مالك البطلي - العراق


كانت اللَّيلةُ
ذَهابَاً مَأساويَّاً لاهِثَاً لِلِّجوءِ نَحوَ بِدايَتِهِ دونَ بَرْقيّةٍ مُسْبَقة
اللَّيلة يَنْكَسِرُ قَلبُ أَحَدِهم
ولا يُمْكِن إِصْلاحه بالكَلامِ إِطْلاقَاً
اللّيلة يَزْدادُ العَناءُ
اللّيلة تَموتُ الدَهشة
اللَّيلة تَتَبَلَّلُ المَواعيدُ وَتَفيضُ روحُها
اللَّيلة ابتسامة الحَبيبةِ تُفارِقُ الشِفاه
اللَّيلة تَشْرقُ الخَيْبات والأَفْكارُ السَوداوية والصِراعات
اللَّيلة تَتَمَزقُ الرَسائلُ المُبَطَنةُ التي تُرِكَتْ فَوقَ النَوافِذ
اللَّيلة تُغْتَسلُ الفَواصِل
اللَّيلة تَبْكي المَحَطاتُ والحاناتُ والأَزِقة
 اللَّيلة تَموتُ فَيْروز وَيُعتمُ الصباحُ الى الأَبَد
اللَّيلة تَنْطَفِئ الأَضواءُ وَيَسْرقُ اللَّيلُ حِكاياتهِ وَيَهْرب
اللَّيلة يَتَغَيرُ لَونُ الوَجه
اللَّيلة تَجفَّ مُقْلَتَيه
اللَّيلة تَنْغَفِرُ خَطِيئته
اللَّيلة بَعيداً عَنْه  
اللَّيلة لَيْستْ مِثلَ أَي لَيلة
اللَّيلة سَيَشتاقُ لأَلَمهِ وَحُزنهِ وَأصدقائه
 اللَّيلة يَتَوَقَّفُ عَن الإِيماء
اللَّيلة يَطْفَحُ بالانْتِظار هُناك
اللَّيلة يُطيلُ النَظَرَ بِغَصَّةٍ
اللَّيلة يُحاول مُحاوَلَةً أَخيرة للاستمرارِ في النَبْض
"الليلة أموت الليلة آخر ليلة
الليلة جَرحي ينام غافيًا وتندفن ويا حرارة جيلة"
اللَّيلة تَرتَجُ أَطْرافُه
اللَّيلة يَنامُ طَويلاً
هكَذا سَمِعتُ قَلبَ أَحَدِهم يَتَفَيهَقُ عَلَيّ
في الوقتِ آنَذاك كُنتُ لا أَعلَمُ أَينَ يَتَرَبَّعُ الوَجَعُ حَتى
 الجُزء المُحزِنُ هُنا ما زالَ يَنْبضُ لأَحَدِهِم رُغمَ أَساه
وهذا ما يَجْعَلني في لَوعَةٍ طَوالَ حياتي.

تعليق عبر الفيس بوك