الكشف عن مجالات الجائزة لعام 2018

تتويج جلال أمين وسعد البازعي بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب

...
...
...
...
...
...
...
...

 

  • الريامي: الجائزة تعمل على استدامة العطاء في مجالات مُتعددة
  • أمين: اقتران اسم جلالته بالجائزة يمنحها الحيادية والاستقلال
  • البازعي: الفوز بالجائزة علامة فارقة في مسيرتي الفكرية

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

بتكليف سامٍ من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- رعت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية الموقرة وزيرة التعليم العالي مساء أمس الأربعاء بنادي الواحات بالعذيبة، حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها السادسة، والتي خُصِصت للعرب في مجال الدراسات الاقتصادية عن فرع الثقافة، ومجال التصميم المعماري عن فرع الفنون، ومجال النقد الأدبي عن فرع الآداب.

وتوج بالجائزة في مجال الدراسات الاقتصادية عالم الاقتصاد والكاتب الأستاذ الدكتور جلال الدين أحمد أمين من جمهورية مصر العربية في مجال الدراسات الاقتصادية، فيما فاز الناقد الأستاذ الدكتور سعد بن عبد الرحمن البازعي من المملكة العربية السعودية بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في مجال النقد الأدبي عن فرع الآداب. بينما قررت لجنة التحكيم حجب جائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب (في فرع الفنون) عن مجال التصميم المعماري.

وكان مجموع الأسماء المُتقدمة للتنافس على الجائزة في الدورة السادسة قد بلغ 76 مترشحا؛ في الدراسات الاقتصادية تنافس 26 مترشحا، وفي التصميم المعماري 22 مترشحا، وفي النقد الأدبي 28 مترشحا.

وتوج الكاتب الأستاذ الدكتور جلال الدين أحمد أمين من جمهورية مصر العربية - الحاصل على الجائزة في مجال الدراسات الاقتصادية- بوسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها 100 ألف ريال عماني.

وأمين عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، من مواليد مدينة القاهرة 1935، حاصل على الدكتوراه من جامعة لندن، عمل أكاديميا في أقسام الاقتصاد بجامعات مصرية وأمريكية، يعمل حالياً أستاذاً للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وللدكتور جلال أمين العديد من الكتب في الاقتصاد والمقالات في الصحف والمنشورات العربية، كما عُني بتحليل الأوضاع الاقتصادية على المستوى الإقليمي والعالمي، من أشهر كتبه كتاب "ماذا حدث للمصريين؟"، الذي يشرح التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995، أي خلال نصف قرن من الزمان، ويعزو هذا التغير الملحوظ إلى ظاهرة الحراك الاجتماعي.

أما الناقد الأستاذ الدكتور سعد بن عبد الرحمن البازعي من المملكة العربية السعودية بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في مجال النقد الأدبي عن فرع الآداب، فهو من مواليد مدينة القريات في المملكة العربية السعودية 1953، حاصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي من جامعة بردو 1983 يعمل أستاذا للأدب الإنجليزي المقارن بجامعة الملك سعود بالرياض منذ 1984 وحتى انتقاله لعضوية مجلس الشورى عام 2009، وشغل رئاسة تحرير العديد من الصحف والمنشورات، فضلاً عن رئاسته الأندية الأدبية، وعضويته في عدد من المجالس الثقافية المحلية والعالمية. له العديد من الإصدارات والمقالات النقدية التي أثرت الساحة الثقافية عربياً والمعرفة الإنسانية منها ثقافة الصحراء وإحالات القصيدة والرواية والسينما وغيرها.

كما أعلن في ختام الحفل عن مجالات الدورة السابعة لعام 2018م للجائزة، والتي سيفتح فيها مجال المشاركة  للعُمانيين فقط وتشمل دراسات التراث الثقافي غير المادي عن فرع الثقافة، الأفلام القصيرة عن فرع الفنون والشعر الشعبي عن فرع الآداب.

 

من جهته ألقى سعادة حبيب الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم كلمة قال فيها إن بناء الإنسان يأتي في مقدمة كل الجهود التي تستهدف الارتقاء بالبشرية ككل، وأن يمتد عطاؤها وأثرها إلى بني البشرية لتظل دفاقة بالخير، ولا شك أنه عندما يكون العطاء إنساني المعنى والنزعة فإنِّه يدوم دوام البشرية نفسها، وهكذا كانت هذه الجائزة على مدار أعوامها الستة تعمل على استدامة العطاء في مجالات متعددة.

وأضاف سعادته أن مجالات الجائزة تستهدف في كل دورة 3 أفرع تتنوع وتتكامل، وكانت الدورة السادسة في مجالات ثلاثة هي الدراسات الاقتصادية وتشرفنا فيه بمجموعة من الأعمال والمشاركات تستحق جميعها الاحترام والتقدير، وشرفنا بعد التدقيق بأن فاز بها الأستاذ الدكتور جلال أمين.

 كما تلقينا في مجال النقد الأدبي العديد من الترشيحات وبعد أن بحث كل من أنيط بهم تقييم وفرز الأعمال سعدنا بفوز الأستاذ الدكتور سعد البازعي، وفي المجال الثالث في مجال التصميم المعماري وليس انتقاصا من أعمال المشاركين ولكن في لجان الفرز والتحكيم ارتأوا حجب الجائزة.

وأكمل بالقول: لاشك أن الالتفات إلى المنجز الإنساني يحتاج إلى صبر ومثابرة وجهد بناء ولا يتصف بالحماس اللحظي وإلا انقطع الحبل الفكري والرؤى فجائزة السلطان قابوس تستمد الثقة والألق من عطاء صاحب الجلالة السلطان قابوس-حفظه الله ورعاه-، ولاشك أنَّ هذه الجائزة سواء على المستوى المحلي أو العربي تتسم بالعطاء الإنساني، وباسم سلطنة عمان وباسمكم جميعاً أكرر التهنئة للفائزين وأتمنى لهم النجاح والتقدم في منجزاتهم المُختلفة.

 

 

الفائزان يتحدثان للرؤية

"الرؤية" التقت الفائزين بالجائزة للعام الحالي حيث عبر كل منهما عن الامتنان والسعادة بالفوز، وقال الأستاذ الدكتور الناقد سعد بن عبد الرحمن البازعي من المملكة العربية السعودية: إن فوزي بجائزة السلطان قابوس يمثل بالنسبة لي علامة مُهمة في حياتي الثقافية، أراها تكريماً مفاجئاً بالنسبة لي ولكنه تشريف حقيقي أشعر معه بأن ما قدمته على مدى السنوات الماضية يحظى الآن بتقدير من موقع رفيع سواء لكون الجائزة مرتبطة باسم جلالة السلطان أو لكونها جائزة من عمان التي طالما عرفتها داعمة للإبداع والعطاء الثقافي، فلا شك أن هذه الجائزة بالنسبة لي تعني الكثير مثل ما تعني في تصوري للمشهد الثقافي السعودي، وأظن أنني أول سعودي يحصل على الجائزة، وبذلك اعتبرها تكريما للمشهد الثقافي السعودي أيضًا لأنني جزء منه وكون الجائزة من الخليج أيضًا يحمل معنى خاصاً فهي جائزة عربية أولاً دون شك ولكنها أيضا عربية خليجية وهذا يمنحها قيمة خاصة.

أما فيما يتعلق بالمشهد العماني الثقافي فقال: لدي صلة بهذا المشهد نتيجة لقراءاتي أولاً لعدد من المبدعين العمانيين، ونتيجة ثانية لزياراتي السابقة وتعرفي على عدد لا بأس به من الكتاب والكاتبات العمانيين، منهم سيف الرحبي وعلي المعمري ومجموعة من الكتاب الروائيين والشعراء ونقاد أمثال معالي الدكتور عبدالله الحراصي الذي كان في بدايته ناقداً وهو الآن في مكان قيادي في المشهد الإعلامي العماني، أنا لست غريباً على هذا المشهد، فقد كانت زيارتي الأخيرة بدعوة من جماعة الخليل بن أحمد في جامعة السلطان قابوس، وتحدثت خلالها إلى الطلاب والطالبات في الجامعة وكانت فرصة للتعرف على الشباب الصغار في هذا المشهد الثقافي وزرت معرض الكتاب في تلك الزيارة لأنها صادفت المعرض، وسأقوم بزيارة المعرض في فبراير بدعوة من جائزة السلطان قابوس لإلقاء محاضرة حول النقد، هذا بالنسبة للمشهد الثقافي العماني الذي يعد في طليعة المشاهد الثقافية العربية بدون شك، وهناك أسماء معروفة عربياً وهي حاضرة بطبيعة الحال خليجياً ولذلك أنا لا أرى فروقا كبيرة بين الثقافة والإنتاج الثقافي في عمان أو في أي دولة عربية وخليجية أخرى.

 

                 الحياد والاستقلال        

وعبر الأستاذ الدكتور جلال أمين عن امتنانه الكبير للتقدير الذي تمثله الجائزة وقال كان شعوري قويا جدا بالسرور والامتنان والدهشة معاً، لأنني لم أكن أتوقع الحصول على الجائزة خاصة وأنها تأتي من بلد عربي كبير وعزيز على القلب وهو سلطنة عمان وذلك ما زاد من شعوري بالسرور.

وحول أهمية وخصوصية جائزة السلطان قابوس قال إن الجائزة وطريقة منحها تعتبر تقليدا ممتازا خاصة وأنها تخضع لضوابط وشروط وتقييم من لجان متخصصة وعلى مستوى عالٍ، وهو ما يرفع من قيمة الجائزة بجانب كونها تحمل اسم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، لأن من يقرر منح الجائزة لابد أن يتمتع بالحياد والاستقلال في القرار ولا يخضع لأية اعتبارات أو ضغوط من جهات أعلى لتفضيل شخص أو عمل ما للحصول على الجائزة بدون تحقق المعايير المفترض تحققها، وكلما توفر ذلك كلما كانت مصداقية الجائزة وقدرها أكبر ويزداد الحاصلون على الجائزة فخراً بها.

وجاء يوم تسليم الجوائز تتويجاً للفائزين وكذلك جاء تتويجًا لرحلة الجائزة منذ فتح باب الترشح، وتمر جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب بعدة مراحل بدءًا من تدشين مجالات الجائزة للدورة الجديدة، ثم تنعقد عدة اجتماعات بالمسؤولين والمختصين في المجالات لتحديد المعايير الخاصة بكل مجال، ويتم في خلالها التحضير للحملة التعريفية بالدورة الجديدة، ليبدأ عملها منذ الإعلان عن فتح باب التسجيل وقبول تقديم الطلبات إلى موعد يتم تحديده وإشعار الجمهور به. تستمر هذه العملية عادة أربعة أشهر، يبدأ بعدها عمل لجان الفرز للتأكد من مطابقة الأعمال للقواعد العامة والاشتراطات الخاصة لكل مجال، ثم تسلم الأعمال للجان التحكيم النهائي، ويستمر تحكيم الأعمال والمشاركات إلى منتصف شهر نوفمبر، ليتم إعلان النتائج في مؤتمر صحفي يعقد لذلك.

يقام في نهاية شهر ديسمبر من كل عام حفل تسليم الجوائز وتدشّن خلال الحفل مجالات الدورة التالية. وضمت لجان التحكيم النهائي كوكبة من أكاديميي الاقتصاد وخبرائه وأساتذة التصميم المعماري وفنونه والباحثين في مجال النقد الأدبي، من داخل السلطنة وخارجها، يمثلون عددا من المدارس المختلفة، واجتمعت لجان التحكيم النهائي لكل مجال على حدة، خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر 2017م، وتداول المحكمون كافة الملاحظات والرؤى حول الأسماء المرشحة، وخلصت اللجان إلى إقرار نتائج المسابقة والتي تضمنت حجب جائزة مجال التصميم المعماري– فرع الفنون، وحول سبب حجب الجائزة قال سعادة المهندس سلطان الحارثي عضو لجنة التحكيم في هذا الفرع إن قرار حجب الجائزة جاء من منطلق المسؤولية العلمية والالتزام بتحقيق الأهداف الأساسية للجائزة، وحماية مستواها المرموق وأهميتها السامية.

ويكمل سعادته: لقد كانت بعض الأعمال جيدة ولكنها لم ترتقِ لمستوى متطلبات الجائزة ومعاييرها العالية، فبعض منها عبارة عن دراسات ورسومات تجريبية، وأخرى مشاريع لا ترتقي في مُجملها إلى نتاج معماري استثنائي في تأثيره على محيطه الإنساني بأكثر من حاجته الوظيفية.  

تعليق عبر الفيس بوك