إبراز فرص وتحديات الصيرفة والتمويل الإسلامي في "المؤتمر الدولي الثامن"

مسقط - الرؤية

انطلقت، صباح أمس الأربعاء، فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للصيرفة والتمويل الإسلامي، الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس -ممثلة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- بالتعاون مع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب ببنك التنمية الإسلامي بجدة، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ ناصر بن هلال المعولي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، في فندق كراون بلازا بمدينة العرفان، وبحضور مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين.

استهل المؤتمر بكلمة ألقاها الدكتور خميس بن حمد اليحيائي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة؛ تحدث فيها عن المستوى الذي وصلت إليه البنوك الإسلامية في عصرنا الحديث، وكيف تطورت -سواء داخل السلطنة أو العالم العربي بشكل عام- وأنها لا تزال تشهد طلبا كبيرا عليها، كما تطرق إلى كيفية وصول فكرة البنوك الإسلامية إلى السلطنة، وقطاع البنوك الإسلامية في السلطنة ينمو بشكل جيد، ومن المتوقع أن يصل حجم أصولها إلى 10% في 2018 من إجمالي أصول البنوك في السلطنة.

كما ألقى فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة ورئيس هيئة الرقابة الشرعية العليا بالبنك المركزي، كلمة؛ تطرق فيها إلى أهمية أن نتفرد بأفكارنا المرتبطة بعقيدتنا وشريعتنا الإسلامية في هذا المجال، لا أن نقلد الأفكار التي ولدت في بيئات مختلفة عن معتقداتنا ولا تناسبنا.. وأشار إلى ضرورة بناء القدرات البشرية. مشيرا إلى أن هنالك جهودا تبذل لذلك، لكنها غير كافية لما نصبو إليه من تتطور في هذا المجال. وأوضح أنه يجب أن تكون المشاريع التي تمولها هذه الجهات قادرة على استيعاب العمالة الوطنية، وعلى تأهيلها لتحل محل العمالة الوافدة.

وأضاف فضيلته بأن صناعة الصيرفة والمالية تلزم أصحاب القرار والمؤسسات ذات الصلة بأداء أدوار أكبر وأوسع أفقا؛ لأن عالمنا المعاصر يتطلع إلى نظام مالي عادل وموثوق وحافظ لحقوق المجتمع وصانع لحضارة إنسانية، كما ذكر أنه بعيدا عن التنظير لابد من الأخذ بالأسباب لتحقيق التطلعات في الصيرفة الإسلامية، وهي الانتقال الواعي من التقليد إلى التجديد، وبناء القدرات البشرية، والمشاركة الحقيقية الفاعلة في التنمية الشاملة ورعاية حقوق المستهلك.

وتطرقت الجلسة النقاشية الأولى إلى موضوع الصناعة الصيرفية الإسلامية في السلطنة من حيث الفرص والتحديات، وأدار الحوار المكرّم الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي أستاذ مشارك بقسم الاقتصاد والمالية في الجامعة، وتحدث في هذه الجلسة كل من المكرم سلام بن سعيد الشقصي الرئيس التنفيذي لبنك العز الإسلامي، وخالد جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى محمد بن سعيد العبري نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال، وبدر بن خالد الأغبري نائب رئيس الإشراف المصرفي للبنك المركزي العُماني، والدكتور داوؤد أشرف كبير الباحثين في معهد البحوث الإسلامية والتدريب ببنك التنمية الإسلامي. وبعد ذلك، استمرت الجلسات حيث أدار الدكتور بيتر سيزلجي جلسة تناولت عدة أوراق؛ أولها: "حالة البنوك التقليدية والإسلامية" لمؤمنة سعيد، ثانيها "استخدام النماذج العامة" لسامانه إفتيخاري مهابادي، وثالثها "هل نوع البنك مهم؟" لمروة النحاس.

كذلك تناولت الجلسة النقاشية الثانية موضوع بعنوان "أسواق المالية"، للدكتور حاتم بن بخيت الشنفري، وكان من أهم مواضيعها حساسية أسعار الفائدة للاسهم الإسلامية مقابل الأسهم التقليدية، لزاغُوم عمر وتطبيق نموذج الاختيار المزدوج لمحمد سهيل رضوان، وتنويع الأنماط والاستقرار في أداء محفظة الأسهم المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لمحمد واجد رضا.

وتستمر، اليوم الخميس، الجلسات النقاشية لمناقشة القضايا المعاصرة في الاقتصاد والتمويل الإسلامي وإدارة المخاطر في التمويل الإسلامي والحكومة والأطر القانونية.

تعليق عبر الفيس بوك