بطولة الخليج.. حلم يتوارثه الأجيال

محمد العليان

تستضيف دولة الكويت الشقيقة يوم الجمعة المقبل بطولة كأس الخليج لكرة القدم الـ23، ونقدم التهاني والتبريكات على عودة الرياضه الكويتية من جديد بعد رفع الإيقاف عليها، تعتبر دورة كأس الخليج حلما يتجدد و(الحدث الأهم) الرياضي على مستوى المنطقة، من حيث المتعة والإثارة والتنافس، وللبطولة خصوصية خاصة لدى قادة وشعوب المنطقة، حيث تعتبر إرثا تاريخيا رياضيا ارتبط به كل أبناء المنطقة الخليجية، ورغم المطبات التي عاشتها البطولة منذ إنشائها في عام 1970م وإقامة أول بطولة في مملكة البحرين، إلا أنّها ظلت صامدة إلى يومنا هذا، وهي تعود من جديد بعد تأجيلات كثيرة وشد وجذب، ولكن تظل وظلت البطولة من الثوابت لرياضيي الخليج، وأصبحت حلما تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، مرت 47 عامًا على البطولة وهناك أسماء ما زالت عالقة أفرزتها البطولة إلى يومنا هذا، منهم مسؤولون ولاعبون ومدربون وإداريون وحكام وإعلاميون..إلخ تذكر في كل المناسبات وفي كل المجالس، وتظل هذه الأسماء خالدة في البطولة.

دورة كأس الخليج العربي فرح يحمل الماضي الجميل ليرثه الأجيال بحاضر مشرق بإذن الله، ولبطولة الخليج ثمار كثيرة منها تأهل منتخبات الكويت والإمارات والعراق والسعودية لبطولة كأس العالم في عدة مناسبات مختلفة، وكذلك للدورات الأولمبية، وأيضا الفوز بكأس آسيا لعدة منتخبات خليجية، وظهور الحكام الخليجيين في المحافل والبطولات الدولية ككأس العالم وكأس آسيا، وكذلك ظهور وتولي القيادات الخليجية في لجان واتحادات قارية كالاتحاد الدولي وآسيا وغيرها، كرؤساء أو أعضاء في هذه الاتحادات واللجان، كل هذا من نتاج بطولة كأس الخليج والتي فتحت الأبواب للشباب الخليجي لأخذ فرصته في الرياضة في كافة المجالات، بالإضافة إلى إنشاء وتطور البنية التحتية للرياضة الخليجية ودول الخليج من مدن وملاعب وغيرها بفضل كاس الخليج، ولها أيضا فضل كبير في زيادة الروابط والتلاحم والتعاون بين أبناء وشعوب المنطقة، وأصبح لها نصيب كبير من الرعاية والاهتمام من قادة ومسؤولي الرياضة في دول الخليج، وعودة البطولة من جديد بعد التأجيلات التي صاحبت إقامتها من خلال الفترة الماضية وخاصة في ظل الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة هو مكسب كبير وتحد جديد للرياضة والبطولة بصفة خاصة للم شباب الخليج من جديد وإبراز روح التنافس بين المنتخبات بروح رياضية وأخلاق رياضية، وأيضًا على الإعلام الرياضي ألا يخرج خارج النص، ويسخر لدعم البطولة وإنجاحها فقط، وكذلك يجب على الإعلام أن يؤدي دوره الفعّال فعليه أن يجمع ولا يفرق في الطرح والتعاطي الكروي من كل النواحي فهو شريط أساسي ومرآة لنجاح البطولة، وإذا أتينا إلى مشاركة منتخبنا في البطولة، نتمناه أن يتواجد بقوة هذه المرة في دائرة المنافسة على كأس البطولة، وتعويض الإخفاقات السابقة من بعد كأس خليجي 19، والذي أبعدته عن المنافسة في البطولات الثلاث الأخيرة التي ودعها دون أن يترك أثرًا أو بصمة؟ ونتمنى كل التوفيق للأحمر في البطولة الحالية.