أبحث عن انتماء

غادة عزيز – سوريا

 

في جسَدي قمرٌ..
لي اسْمٌ
بَحَثتٌّ عنْهٌ بينَ الأَسماءِ المجَرَّدَة
وفي سنَواتي الآتيَة
لَسْتٌ الظَّبْيَ ذا المسْكِ
 فقَطُّ، أبْحَثٌ عن  انْتِماءٍ،
وجَسَدي الذي لي
يَبْحَثُ عن موسيقى
غَسيلاً لصورَتِه البعيدة..
تضاريسُهُ من أثَرِ التُّراب
ترْبِطُ الجسدَ صَرْخَةٌ مَلْفوفة
بِسوادِ الوقْت
ليَصيرَ فضاؤُهُ
رائِحَةً بعْثَرَتْ جنونَهُ الكَلِمات
فأَطْلَقَ نَحيبُهُ الصّرَخات
على جسْرٍ مُعَلَّقٍ بِالغُبار

ها أنا.. أمحو المطَرَ
والتضاريسَ من أَثَرِ التراب
ها أنا... أَسْخَرُ من جَسَدي
بِقصيدَةِ شِعْرٍ!
أسْخَرُ من أَصْدقائي الواهمين
فَاُلوِّنُ الخيبات بلون القزحِ
كان لزاما عليَّ
أنْ أبحثَ عن الماءِ المبْتَلِّ
بأَصابِعَ الخَطيئةِ،
وبَعْضِ اَشْكالِ الدُّعاءِ،
أعيدُ احتضارَهُ  بين كفّي
وأُكَرِّرُ على مسْمَعي:
ساُكرِّمُ ذِكْراه
ساُكرِّمُ ذكراه
قبْلَ دَفْنهِ في التُّراب؟؟؟
آهٍ آهٍ.. لذِكراه!!

كانَ لي جسدٌ كالقمر
شَمْسٌ وضياَءٌ
لكنَّ العصافيرَ جاعت
      فنامتْ
           ونِمْتُ
قبل وجبة  العشاء
وهذا الحفيفُ أَنّاتُ طُيورٍ
تروحُ وتجيءُ
يُؤَجّجُ الماءُ بيوتها
فينكسرُ الغُصْنُ
يطير البجع من الماء
ويُحْدِثُ الجسد بالكلمات

ولي عينان اثنتان
وجسدٌ واحدٌ
قراْتُهُ ورأيْتُهُ
وإذا ما سألني أحدهم
أجيب:
رأيته عائداً للتّوِ وحْدَه
بلا ريحٍ تُرْجِعُ ثَوْبَهُ
بلا أَنّاتٍ تُعيدُ أَنْفاسَه
لَمْ يَكْفِ كثيراً في أي اتجاه
كأَنَّهُ أنا
بنصْفي الباقي
    بنِصْفي الواقي
      وثَوْبُ الرّيحِ فيهِ
          تَنَكَّرُ لانْتصاري.....

تعليق عبر الفيس بوك