قصيدتان من حزن مُرَتّل

تهاني فؤاد – مصر

 

(1) أيها النائم بعيني
أيها النائم بعيني
الملتحف أهدابي
كحلت بك جفني
وحبست الدمع بمقلتيا
خوفآ من أن تكويك
نار دموعي
أما اشتقت ؟
أم أنك في
بحور النسيان غرقت
هل سألت الليل عني
أم أنك  أضعتني
في طرقات الصمت؟
أيها المتمدد فيكلي
الساكن في أعماق القلب
أما  اشتقت؟
أم أنك
في غياهب الرحيل غبت
هل سألت النبض عني
أم أنك بعثرتني
مع رياح الهجر؟
أيها الرجل الذي
لن يتكرر مرتين
متى يجئ أوان البوح
متى ترسل لي نبض الحرف
متى تناديني  ولو بصمت
ألا تدري أني
أسمع صوتك المتدثر بالصمت؟
أم تراك نسيت أني أنا
من علمتك  في العشق
فنون النطق؟

(2)
"أرض المحرمات"
لا تغفل
عن ذكري وأنت
متكوم خلف الذكريات
لا تكفر بعشقي
في لحظة تغلغلك
في لحن الحزن العقيم
لا ترحل داخل غياهب النسيان
إلا وأنت قانع
أنك لن تعود مهرولآ
خلف ما أغلقت عليه
أبواب الندم  
لا تركل بقدم ضعفك
تلك الأحلام النائمة
على غصن شجرة
أكلها  الظمأ
لا تهز جذع شجرة
كل ثمارها أموات
فيساقط عليك
وابل اللعنات والخيبات
قم وتيمم بما مضى
أو توضآ بما هو آت
أقم فريضة الشوق
وأتممها بنوافل الحنين
وأدعُ في الغسق
أن تحبل غيمتك
بمطر الرحمات
علك ما بين
ليلة وضحاها
تتدثر بعشق
هجرك  ذات غضب
وتذكر سيدي
أن في تبغ سيجارتك
وفي ماء كأسك
وفي وريدك
كانت تسكن
أشهى النساء
تلك التي سكبتها
سهوآ أو ربما عمدآ
على أرض  المحرمات

تعليق عبر الفيس بوك