أحمد المشيخي يتحدث عن دور مجلس الدولة في تعزيز الهوية الثقافية

مسقط - الرؤية

نظمت الجمعية العمانية التاريخية، بمقر النادي الثقافي بالقرم، محاضرة حول دور مجلس الدولة في تعزيز الهوية الثقافية، قدمها المكرم الدكتور أحمد بن علي بن محمد المشيخي عضو مجلس الدولة رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة؛ حيث تحدث في عدة محاور يضطلع بها مجلس الدولة في المجالات التي تعزز الهوية الثقافية، وبحضور العديد من الشخصيات المهتمة بهذا الجانب، إضافة لعدد من الأكاديميين والمثقفين.

وقال المشيخي إن العديد من دول العالم تواجه تحديات وأزمات تهدد وحدتها الوطنية وأمنها واستقرارها السياسي والاقتصادي. ولعلَّ أخطر هذه الأزمات أزمة الثقافة والهوية الثقافية المترسخة في فكر وعقل أفراد المجتمع الواحد، والمتناقلة من جيل إلى جيل. وأوضح أن مجلس عمان -بشقيه الدولة والشورى- يقوم بدور مهم في العمل الوطني، ويعمل مع الحكومة من أجل تطوير سبل الحياة في السلطنة، وتأتي أدواره مُنسجمة مع تطلعات جلالة السلطان المعظم -حفظه الله- والمساهمة في تطوير مؤسسات الدولة المرتبط بالمتغيرات التي تطرأ على المجتمع والدولة على حد سواء؛ مما يستوجب معه عملية المراجعة للقوانين والأنظمة؛ بما يضمن قيام تلك المؤسسات بواجباتها على الوجه الأكمل.

واستدرك بأن مجلس عمان حرص على متابعة مسيرة التنمية في السلطنة، والتركيز على الإستراتيجية الوطنية الشاملة، والتي تتضمن آليات محددة؛ ومن أبرزها: الخطط التنموية الخمسية، التي تعكس التخطيط والمتابعة والتقييم المستمر في إطار رؤية "2020" و"2040"، والتي تضمن مزيدا من التطوير لمؤسسات الدولة وتأسيس المزيد من القنوات لمواجهة حاجات وتطلعات المجتمع المدني ومواكبة المعطيات المتطلبة، تفاعلا مع رغبات المواطنين، وما يصب في تحقيق مصالحهم ورفع مستوى إسهامهم في صُنع القرار، متسمة بالتدرج والتراكمية؛ بحيث تُبنى كل مرحلة على خبرة المراحل السابقة، وتعلما من تجاربها وتطويرا لرؤية مراحلها القادمة بجانب الوعي المجتمعي. وأضاف بأن مجلس الدولة قد أولى المواضيع المتعلقة بالثقافة اهتماما كبيرا؛ وذلك من خلال الدراسات التي أعدتها اللجان المشتملة على مقترحات وتوصيات ذات أهمية، نتج عنها تقديم مقترحات برغبة من المجلس؛ منها: دراسة بعنوان "واقع المسابقات والمهرجانات الثقافية والفنية والجوائز الأدبية والثقافية في سلطنة عمان"؛ حيث قامت لجنة الثقافة والإعلام بهذه الدراسة، واعتمدت عام 2013 في الجلسة العامة السادسة من دور الانعقاد السنوي الأول للفترة الخامسة، وأهداف الدراسة ومبرراتها تحديد رؤية مستقبلية واضحة للثقافة في حياة المجتمع، ومدى الحاجة لتوجيه الأنشطة والبرامج الثقافية، وتحديد مسارات وأهداف المسابقات والمهرجانات الثقافية لدعم جهود التنمية الشاملة. حيث قسمت الدراسة إلى مقدمة ومحورين؛ تناول المحور الأول وضع إستراتيجية ثقافية وطنية شاملة، وناقش المحور الثاني آلية التنفيذ، إضافة لدراسة واقع المسابقات والمهرجانات الثقافية والفنية والجوائز الأدبية والثقافية في السلطنة.. ومن أهم توصيات الدراسة: إقامة ندوات موسعة تعزز الجهود الوطنية المتعلقة بشؤون الثقافة والفنون والآداب، وصولا لوضع إستراتيجية وطنية شاملة للثقافة وآليات تنفيذها تعمل على المحافظة على الثقافة الوطنية والهوية الثقافية العمانية، كما أن هناك دراسة أخرى بعنوان "تعزيز قيم المواطنة في نفوس النشء"، أعدتها اللجنة الاجتماعية، واعتمدت في يونيو 2012 في الجلسة التاسعة من دور الانعقاد السنوي الأول للفترة الخامسة، وهدفت الدراسة ومبرراتها إلى إبراز أهم التحديات التي تواجه محاضن التنشئة والمؤسسات الداعمة لها في تعزيز قيم المواطنة واقتراح السياسات المناسبة لتفعيل دور محاضن التنشئة والمؤسسات الداعمة لها في تعزيز قيم المواطنة.

واستعرض المكرم الدكتور المشيخي دور اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والهدف من إنشائها المتمثل في تنظيم وتنسيق ودعم التعاون بين المنظمات والدولة، واختصاصات اللجنة تكمن في تنظيم وتحقيق الاتصال بين المنظمات الثلاث: اليونسكو والألكسو والأسيسكو من ناحية، وبين مختلف الجهات المعنية والهيئات التربوية والثقافية بسلطنة عمان من ناحية أخرى.

وقال المشيخي إنه من الصعب الإجماع على تعريف جامع مانع للهوية الثقافية؛ إذ إنها تختلف من مجتمع لآخر، ومن عصر لآخر باختلاف التوجهات الفكرية؛ لذا فإن الثقافة مزيج من اللغة والدين والتاريخ وثقافة المجتمع المستمدة من التاريخ والحضارة، لكن يمكننا تعريفها بأنها: كل ما يميز ثقافة فرد أو جماعة عن غيرها من حيث اللغة والدين والتاريخ والتراث والعادات والتقاليد والأعراف...وغيرها من المكونات الثقافية التي اكتسبها الفرد. وهي مجموع المقومات والعناصر الثقافية التي تسمح بالتعرف على الانتماء الثقافي له أو المجموعة البشرية التي ينتمي إليها، وتوحي بالوعي الضمني والصريح، بالانتماء لجماعة معينة تعيش في فضاء جغرافي محدد، ولها تراث ثقافي مميز، يشمل تاريخا مشتركا ولغة وعادات وتقاليد وتطلعات مستقبلية لهذا المجتمع.

وأشار إلي أن منظمة اليونيسكو تبنت تعريفا يعتمد على أن الهوية الثقافية تعني أولا -وقبل كل شيء- أننا أفراد ننتمي لجماعة لغوية محلية أو إقليمية أو وطنية، بما لها من قيم أخلاقية وجمالية تميزها، ويتضمن ذلك أيضا الأسلوب الذي نستوعب به تاريخ الجماعة وتقاليدها وعاداتها وأسلوب حياتها، وإحساس الإنسان بالخضوع له والمشاركة فيه، أو تشكيل قدر مشترك منه، وتعني الطريقة التي يظهر فيها الفرد، وهي نوع من المعادلة الأساسية التي يقرر الفرد -بطريقة إيجابية أو سلبية- أن يعبر بها عن الانتساب لجماعته والعالم بصفة عامة.

تعليق عبر الفيس بوك