(العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع):

ومضات فكرية لسماحة الشيخ الخليلي

إعداد/ فريق موقع بصيرة العلميّ


(1)    الاستبصار بنور العلم نجاة:
"ما أحوج الإنسان إلى الاستبصار بنور العلم في درب حياته ومنحنياتها، حتى يكون في ورده وصدره وعطائه ومنعه وقبوله ورفضه على بصيرة من ربه، وبينة من أمره؛ لأنه لم يخلق هملًا، ولم يترك سدىً، وهو مسؤول عما قدم وأخر؛ لأنه مستخلف في أرض الله بأمر الله، وهو ينوء بأمانة ثقلت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، فما أجدره أن يكون في حياته حذرًا وجلًا يرجو رحمة ربه ويخشى عقابه، وما أحراه أن يصون أقواله وأعماله من آفات الجهل، وأفن العمى، وأن يستزيد في جميع الأحوال من العلم" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 271).

(2)    وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ:
"الله سبحانه وتعالى أعلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم ورفع قدره فوق مقامات وأقدار جميع الأنبياء والمرسلين، إذ أعلن عن سمو قدره وجلال منزلته بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107] وهو إعلان رباني يجمد كل فكر عن تصور مثله، وتخرس كل لسان عن مبلغ تعبيره، وينحط كل بيان عن بلوغ شأوه، فإنه تعالى أنبأ فيه عن قدر هذا الرسول الكريم، ولم يقل في حقه «وما أرسلناك إلا رحمة لقومك» أو «وما أرسلناك إلا رحمة للبشر» أو «وما أرسلناك إلا رحمة للثقلين» أو «وما أرسلناك إلا رحمة للأرض ومن عليها»، وإنما قال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، والعالَمون: جمع عالَم، والعالم جنس يأتي على كل شيء كان علامةً ودليلًا على وجود الله سبحانه، فيصدق ذلك على كل ذرة من ذرَّات الوجود، ومعنى ذلك أن كل ما في الكون مغمور بهذه الرحمة، ومشمول بهذه النعمة" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 191 ــ 192).

(3)    أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ:
"ذكر الله سبحانه وتعالى تطمئن به القلوب بعد وحشتها، وتستقر به النفوس بعد بلبلتها، قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 258).

(4)    العبادات مئنة لذكر الله عز وجل :
"جعل الله سبحانه وتعالى كل ما شرع من عبادة مئنة لذكره؛ لأن ذكر الله تعالى يندرج فيه كل ما يتقرب به العبد إليه سبحانه، من الصلوات والحمد والتسبيح والتهليل والتكبير" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 259).

(5)    القول بلا علم من كبائر الإثم:
"الإنسان مهما أوتي من بسطة في العلم، وسعة في الإدراك، وعمق في الفهم، لا يخرج عن حدود الإنسانية القاصرة، ولا يتجاوز طور المخلوقية الناقصة، وما علمه الذي أوتيه بجانب جهله الذي أحاط به إلا كنقطة ماء في محيط لا ساحل له ولا قعر، فلا نسبة بين ما يعلمه وما يجهله إلا نسبة المحدود من المطلق، لذلك كان عليه أن يكون حذرًا من أن يجترئ على القول بما لا يعلم، فإن ذلك من كبائر الإثم المهلكة" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 272 ــ 273).

(6)    تناغم الكون مع الذاكرين:
"لا يشعر الذاكرون بوحشة في نفوسهم من الكون وما فيه؛ لانسجامهم معه في الذكر، وتناغمهم معه في تسبيح الله تعالى وحمده، وتهليله وتكبيره، بخلاف الذين حرموا هذه النعمة، فانعقدت ألسنتهم عن ذكر الله، وخربت قلوبهم بنسيانه، أولئك الذين قال فيهم: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التَّوْبَةِ: 67]" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 268 ــ 269).

(7)    العقل السليم وعاء لنور الوحي:
"الوحي لا تبزغ شمسه إلا في آفاق العقل السليم" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 14).

(8)    تفعيل العقل ملهم لمقاصد الشريعة:
"إن تعطيل طاقة العقل في استلهام مقاصد الشرع يجعل الإنسان أسير الظواهر الشكلية التي تحول بينه وبين إدراك مضامين الشرع، وذلك هو الذي أدَّى بأسارى الألفاظ إلى العزوف عن اقتناص الحقائق واستجلاء الدقائق ببصيرة العقل؛ فكانوا بمنأى عن الحق لما حال بينهم وبينه من حجب التقليد الكثيفة" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 14 ــ 15).

(9)    الوحي وتوفيق الله عز وجل يسددان العقل:
"العقل إن لم يكن معززًا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ، وموصولًا بهداية الوحي؛ كانت غاية صاحبه الدمار والهلاك، والعياذ بالله" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 12).

(10)    ضرورة الجمع بين نصوص الوحي ودلائل العقل:
"ما أجدر ذا البصيرة بأن يجعل وحي الله تعالى نصب عينيه، يمزق بنوره ظلمات الطبع، ويسلك بدليله مهيع الرشد، مع الاستعانة بدلالة العقل على اكتناه حقائقه الغامضة، وترويض الفهم للغوص في لجج بحاره، لاقتناص جواهر فوائده الغالية" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 15).

تعليق عبر الفيس بوك