سياحة الحوافز والمؤتمرات

بعد النجاح الباهر الذي حققته السلطنة في تنظيم المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونكسو، حول السياحة والثقافة، يُمكن القول بأن بلادنا أنجزت خطوة كبيرة على طريق تنمية سياحة الحوافز والمؤتمرات، وأنها باتت وجهة دولية ومركزاً لإقامة المؤتمرات الدولية الكبرى، خاصة مع الإدراك المبكر من جانب مؤسسات الدولة المعنية بأهمية إقامة المؤتمرات والمعارض الدولية على أرضنا.

فهذه الصناعة تستقطب أكثر من 400 مليون زائر حول العالم سنويا، وتدعم اقتصادات دول، وتحرك قطاعات واسعة في مجال: السياحة، والفندقة، والصناعة، وتجارة التجزئة، والمواصلات...وغيرها.

هذا الصنف من السياحة يُمثل مصدرَ دخل جيد لاقتصاد الدولة؛ فسائح المعارض والمؤتمرات ينفق 8 أضعاف السائح العادي، وفق تقديرات عالمية، إضافة إلى أن هذا النوع من السياحة يوفر فرصَ عمل للكثيرين. ويمكن على سبيل المثال الإشارة إلى أن صناعة المعارض في عدة دول متقدمة -على رأسها الولايات المتحدة، وكندا- تسهم بنسب كبيرة في الناتج المحلي، وتوفر مليارات الدولارات، إضافة لفرص العمل.

ولم يتوقف الأمر عند حد إنشاء مركز مؤتمرات دولي وفق أحدث التقنيات وأعلاها جودة، وهو مركز عمان الدولي، ولكن تتوافر مقومات البنية الأساسية التي يمكنها استيعاب حجم الإقبال على المؤتمرات والمعارض العالمية بالسلطنة؛ سواء من حيث الطرق والمواصلات وتقنيات الاتصال وسعة الفنادق وجودتها، وقبل كل هذا وذاك مطار مسقط الدولي الجديد الذي يقترب موعد افتتاحه، إضافة لميناء السلطان قابوس السياحي.

وعلاوة على ما سبق، فإن مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، يعد الأكثر تطوراً في السلطنة، بفضل موقعه الإستراتيجي على بعد 10 دقائق من مطار مسقط الدولي الجديد، وما يوفره من 1100 غرفة فندقية بمدنية العرفان التي تحتضن المركز وغيره من المنشآت، بما في ذلك مركز تسوق ومجمع تجاري. هذا إضافة إلى الفنادق الجديدة، أو التي كانت قائمة بالفعل في مسقط، أو في وجهات سياحية مختلفة؛ مثل: الجبل الأخضر، وصلالة، كما أن هناك توقعات بزيادة أعداد الغرف الفندقية في السلطنة إلى 25 ألف غرفة بحلول العام 2020.

إننا عندما نقدم أنفسنا للعالم ليس فقط باعتبارنا دولة قادرة على احتضان وجهات سياحية عالمية، ولكن أيضاً باعتبارنا أرضا للسلام والأمن والتسامح.

تعليق عبر الفيس بوك