عودة الفارس

فاضل المزروعي

من بغداد وحتى صنعاء فرحوا جميعا بخبر رفع الإيقاف الدولي عن كرة القدم الكويتية، والتي كانت بوادرها بدأت تتكشف في الآونة الأخيرة وتحقق بعد سنوات غابت فيها الكرة الكويتية عن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى آسيا ٢٠١٩ ومونديال ٢٠١٨ حيث خرج الأزرق الكويتي من منتصف الطريق.

وكانت عودة الكرة الكويتية في توقيت جد مناسب، حيث جاء في توقيت كادت فيه دورة كأس الخليج أن تذهب إلى مهب الريح حيث كانت إقامتها مرهونة بعودة المنتخب الكويتي ورفع الإيقاف عنه، وهذا ما حدث فعلا مع عودة النبض إلى قلب الدورة وإنعاشه بنجاح، خصوصا بعد أن تمّ تأكيد عودتها إلى الكويت لاحتضانها وتنظيمها بمبادرة قطرية وتأييد من الاتحادات الأعضاء في الاجتماع الأخير مطلع الأسبوع الجاري.

وحقق هذا التوجه مكاسب كبيرة أبرزها وأهمها مشاركة جميع المنتخبات في ظروف كانت الرياضة وحتى الجماهير الكروية في المنطقة في أمس الحاجة لها.

فعودة المنتخب الكويتي هي عودة أحد فرسانها المجيدين صاحب الأرقام القياسية في الفوز باللقب وأحد المكونات الأساسية في دورة كأس الخليج ونكهاتها المفضلة عند جمهور المنطقة.

فبعد نقله من العراق وترحيله من الكويت إلى قطر يعود كأس الخليج هذا العام على أمل أن يعود بقوة محققا الأهداف التي أوجد من أجلها إداريا وفنيا وتنظيميا وحتى تحقيق الأهداف الأسمى من ذلك.

قد يكون الموعد حتى إقامة الدورة ضيق جدا لجميع المنتخبات باستثناء المنتخب السعودي الذي يواصل إعداده لمونديال روسيا، ولكن برغم ذلك يتوقع أن يكون التنافس عاليا كما عادة لقاءات البطولات السابقة سواء في الأدوار الأولى أو النهائية.

وإذا ركزنا على منتخبنا الوطني فهو في ظروف تشبه المنتخبات الأخرى رغم تخوف الجماهير من المستوى الفني عطفا على ظهور الأحمر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات ٢٠١٩ بالإمارات وعدم رضاها على المستوى والأداء، ويأتي هاجس الجمهور من تلقي المنتخب خسائر محبطة في الدورة، لكن ومن خلال تقييم مستويات المنتخبات الأخرى فإنّها ستبدأ أو بدأت من نفس النقطة في ما يخص الإعداد، يبقى الفارق هو المستوى التنافسي وقوة الدوري المحلي الذي يفرز المستوى الفني الفردي من جهة وانتقاء العناصر الجاهزة لتمثيل المنتخب من جهة أخرى وهذه مسؤولية الجهاز الفني للمنتخب، كما أنّ الهدف العام لابد أن يكون واضحا إذ لا تقبل ولن تتقبل الجماهير أن يكون هدف المشاركة هو مجرد مشاركة فلم نعد نتقبله إطلاقا، فعلى اللاعبين الارتقاء بطموحاتهم وتطلعاتهم في الدورة؛ وليثقوا بأنّ الجميع سيكون معهم، وأنّ الجمهور سيقف خلفهم وقد يزحف إلى الكويت خصوصًا إذا ما كانت بدايتهم في الدورة إيجابية.

هنيئا للجميع لمّة الشمل واكتمال العقد وعودة الكويت، والتوفيق للأحمر الذي نأمل أن يظهر كفرس رهان، فالبطولة فرصة لعدد كبير من الأسماء الجديدة لاكتشاف وتقديم نفسها في دورة تحظى باهتمام إعلامي وجماهيري مميز وبطولة شكلت نقطة انطلاق لمعظم نجوم المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك