300 وثيقة و25 مخطوطا وصور وخرائط في المعرض الوثائقي المصاحب

تأكيد الارتباط العماني التاريخي مع دول المحيط الهندي والخليج في انطلاق أعمال "المؤتمر الدولي السادس" بالكويت

...
...
...
...

 

 

  • نائب وزير شؤون الديوان الأميري بالكويت: المؤتمر يستحضر الأهمية الاستراتيجية للخليج

 

  • الضوياني: إثارة الاهتمام بالوثائق والحفاظ على تراث الأمّة يحفز على البحث التاريخي

 

  • الحنكة البحرية العمانية أسهمت بدور رائد في التواصل مع الحضارات ونشر الإسلام

 

  • نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين من 15 دولة يناقشون 45 ورقة عمل عبر 5 محاور رئيسية

 

 

 

 

 

الكويت- مدرين المكتومية

 

 

بتكليف من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رعى معالي الشيخ علي جراح صباح الصباح الموقر نائب وزير شؤون الديوان الأميري، صباح أمس، افتتاح أعمال المؤتمر الدولي السادس "علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر" والمعرض الوثائقي، الذي تستضيفه دولة الكويت الشقيقة بالعاصمة، وتنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك بحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

ويأتي تنظيم المؤتمر بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه، ويعقد خلال الفترة من ١١ إلى ١٣ ديسمبر فيما يواصل المعرض الوثائقي استقبال زواره حتى ١٦ ديسمبر الجاري. وتشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر ثلاثة أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون ١٥ دولة مختلفة، يناقشون ٤٥ ورقة عمل عبر 5 محاور رئيسية، وإلى جانب الشخصيات الدولية، تشارك نخبة من المتحدثين المحليين في المؤتمر.

بدأ الحفل بكلمة افتتاحية لمعالي نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح صباح الصباح قال فيها: يشرفني أن أنقل لكم تحيات راعي المؤتمر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وتقديره لجهود القائمين على هذا المحفل العلمي المتخصص. كما يسرّني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم جميعا أن أرفع أسمي آيات الشكر والعرفان على تفضل سموه حفظه الله برعاية المؤتمر الدولي السادس حول علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، وهي التفاته كريمة توضح بشكل جلي وبارز مدى الاهتمام الذي يوليه سموه -رعاه الله- للإرث التاريخي المتجذر لسكان منطقة الخليج العربي والعلاقات القديمة بدول الإقليم بكافة مضامينها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإنسانية والعمرانية.

وأود في هذه المناسبة الهامة أن أعرب عن تقديري لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عمان الشقيقة برئاسة سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني على اهتمامها بفتره تاريخية تمتد لثلاث قرون، لتكشف من خلال البحث العلمي عن علاقات عمان بدول المحيط الهندي ومنطقة الخليج العربي من خلال هذا المؤتمر، الذي يترجم صور التعاون الثقافي بين البلدين.

وأضاف أنّ لمثل هذه المؤتمرات الهامة دورا كبيرا في استحضار الأهمية الاستراتيجية لموقع منطقة الخليج الإقليمي، إذ يجب أن تكون قاعدة أولية لإعادة فهم العلاقات السياسية والتاريخية بين دول المحيط الإقليمي الذي نتحرك فيه اليوم، وفرصة لإعادة تشكيل منظور جديد لأهمية المنطقة مع العالم أجمع استنادا إلى ما تحظى به من إرث حضاري وقوه اقتصادية، وتاريخ راسخ بين حضارات الأمم الأخرى. ولا يفوتنا القول بأنّ مسألة تعزيز الهوية الوطنية لدى الشعوب لا تتأتى إلا بتقديم صورة تاريخية وعلمية واقعية عن ماضيهم وعن حركة الإنسان في المنطقة عبر الأزمان والحقب التاريخية المختلفة، ليكتشف من خلالها إنسان اليوم المكانة المهيبة التي كان أسلافه يتمتعون بها بين شعوب المنطقة وفي مختلف المجالات.

وأكمل بالقول: أتمنى لهذا المؤتمر والقائمين عليه النجاح في تحقيق الأهداف التي وضعتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في الشقيقة سلطنة عمان، كما نتمنى أن توثق أعماله ليكون مرجعا أدبيا وثقافيا وتاريخيا لمتخذي القرار والمثقفين والباحثين المتخصصين، وأكرر امتناني وشكري لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، كما أشكر جميع العاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعلى رأسهم المهندس علي حسين اليوحه والقياديين فيه على الجهد الكبير الذي بذلوه من أجل إحياء هذا الملتقى العلمي الهام.

 

 تاريخ حافل بالبطولات

ثم ألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة قال فيها: نلتقي سوياً في هذا الحفل البهيج لنفتتح المؤتمر الدولي السادس علاقات عُمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مما يتوجب علينا الإشادة بالجهود الحثيثة والأعمال الجليلة التي بذلت في سبيل الإعداد والتحضير لأعمال المؤتمر الذي حظي بالمباركة السامية الكريمة من لدن مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ليكون انعقاده في دولة الكويت الشقيقة انطلاقا لما تمثله علاقات الصداقة والتواصل التي تجمع بين سلطنة عُمان وأشقائها وأصدقائها فعمان عبر تاريخها الكبير أنتجت فكراً وثقافة وضربت أروع الأمثلة في التسامح واحترام الغير، وساهمت في دعم رسالة الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما بزغ فيها علماء أنتجوا علماً في مختلف المجالات، ونبغ العمانيون في علم الفلك الذي كان له دور كبير في بناء أساطيل بحرية شقت عباب البحار واكتشفت طرقاً ومسارات بحرية ساهمت في تطور التبادل التجاري عبر القارات وكان لهذه الحنكة البحرية دور رائد في التواصل مع مختلف حضارات العالم وبث رسالة الإسلام التي ترسى عليها سلطنة عُمان دعائم نهضتها الحديثة وانفتاحها الخارجي مع دول العالم وإيلاء الإرث التاريخي والحضاري عناية خاصة واهتماماً ينبع من الإدراك القائم على ضرورة المحافظة عليه لما يشكله من إسهام بالغ لأهميته في التاريخ العماني الذي أنجزه الإنسان العماني في مختلف مجالات الحياة وإسهامه في البناء الحضاري الإنساني لتشكل تلك الإنجازات العمانية على مر العصور والدهور تاريخاً حضارياً تليداً تحكى شواهده وآثاره وسجلاته ورسوماته ومبانيه قصة تاريخ حافل بالبطولات والإنجازات الحضارية .

وقال إنّ إثارة الاهتمام بالوثائق والحفاظ على تراث الأمة يسهم في تشجيع البحث الدائم في غمار التاريخ وتعزيز الثقة بالمستقبل وأنّ الأمة التي يستهين أبناؤها بماضيها ويزهدون من أخبارها هي أمة لا يؤمن حاضرها ولا تصان كرامتها إذ لا مناعة للحمتها ولا عصمة لعزتها الوطنية وإدراكاً لذلك فعمان من الدول الأكثر اهتماماً بتاريخها التليد؛ إيماناً منها بأن الحفاظ على هويتها الوطنية وكيانها الحضاري المتميز.

 

 

أهداف المؤتمر

 

يهدف المؤتمر إلى دراسة علاقات عُمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر دراسة معمقة تشمل التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري والثقافي، وتجلي عناصر الوحدة بين أقاليمها، وثراء التنوع في مجتمعاتها، والاستمرار والتغيير في عاداتها وتقاليدها، وإثراء التعايش السكاني على الحياة الثقافية والعمرانية، وتأكيداً للنظرة المشتركة بين كل من سلطنة عُمان ودول المحيط الهندي والخليج لإبراز هذه الجوانب وتجسيد هذه العلاقة واستمرارها وتطوير التواصل والإخاء، وترسيخ ذلك للأجيال فيما يربط هذه المجتمعات من علاقات أسرية وطيدة، ويكمن ذلك التفاعل في إبراز التواصل الحضاري في رسم مسارات العلاقات بين عُمان ودول المحيط الهندي والخليج.

كما يوضح المؤتمر كيف كانت عُمان في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر نقطة تقاطع للدول المطلة على المحيط الهندي والخليج ويوضح ارتباطها التاريخي، والجغرافي، والسياسي والاقتصادي، والحضاري والعمراني والإنساني مع الاقتصاد العالمي، والتي أبرزتها أيضاً المجلدات والكتب التي نشرتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بالإضافة إلى المؤتمرات السابقة والتي نظمتها الهيئة في سلطنة عُمان وتركيا وزنجبار وبوروندي، وفرنسا، وجمهورية جزر القمر.

 

 

محاور المؤتمر

 

تتضمن فعاليات المؤتمر حلقات وأوراق عمل مختلفة، حيث ستقدم ٤٥ ورقة عمل مقسمة على مدار 3 أيام تناقش 5 محاور رئيسية، المحور الأول التاريخي والسياسي يهدف إلى دراسة دور التجار العُمانيين والمسلمين في إقامة علاقات تجارية وسياسية وحضارية ومنها نشر الإسلام في دول المحيط الهندي في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، وتحديد أثر الاحتلال الأجنبي على حركة التواصل التجاري والاجتماعي مع عُمان ودول الخليج، إلى جانب الإسهام العُماني في انتشار الإسلام في دول المحيط الهندي.

ويهدف المحور الثاني الجغرافي والسكاني إلى دراسة دور الظروف المناخية والجغرافية في تعميق التواصل بين العُمانيين ودول المحيط الهندي والخليج في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، وتحديد دور حركة القبائل العُمانية وأثرها على الترابط الأسري والعادات والتقاليد بين دول الخليج، كذلك الإشارة إلى الأصول السكانية، ودراسة أثر الهجرات على طبيعة العلاقات والتنوع بين الأقوام السكانية، إضافة إلى دراسة أهمية المدن الساحلية وحركة الإبحار العُمانية إلى دول المحيط الهندي والخليج، وأهمية حركة الملاحة والتواصل البحري بين الموانئ العُمانية ودول المحيط الهندي والخليج.

اما المحور الاقتصادي والاجتماعي فيتطرق إلى دراسة وتحليل دور التجار والعلماء العُمانيين في نشر الإسلام والثقافة العربية في دول المحيط الهندي في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، إلى جانب دراسة أثر التفاعل الاقتصادي بين العُمانيين ودول المحيط الهندي والخليج.

وفي المحور الرابع الأدبي واللغوي والثقافي سيبرز المؤتمر دور الأنشطة العلمية والثقافية ومنها حركة التأليف ونظام التعليم ووسائله ومؤسساته في عُمان ودول المحيط الهندي والخليج وأثر اللغة العربية على اللغات في دول المحيط الهندي وعلاقاتها باللغات المحلية.

المحور الخامس عن الوثائق والمخطوطات والآثار من حيث أهميتها في حفظ وصيانة وتأمين الذاكرة الوطنية لدول المحيط الهندي والخليج، وتحليل تفاعل الدور الأوروبي وتأثيره على مكونات الوثائق والمخطوطات في دول المحيط الهندي والخليج.

 

جلسات المؤتمر

 

وبالعودة إلى جلسات المؤتمر تضمنت الجلسة الأولى من اليوم الأول 7 أوراق و ترأسها الأستاذ الدكتور الميزوري العروسي، حيث قدم الأستاذ الدكتور بنيان سعود تركي، أستاذ التاريخ الحديث بقسم التاريخ كلية الآداب بجامعة الكويت، أول ورقة بعنوان "نواخذة الكويت في مسقط وشرق أفريقيا " نماذج مختارة (1896-1918م)، تطرق فيها إلى دراسة العلاقات التجارية وتطورها بين الكويت ومسقط وشرق أفريقيا، خلال الفترة من تولي الشيخ مبارك الصباح مقاليد الحكم في الكويت حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، أي من 1896-1918م. وتوضح بشكل عام أهم العوامل التي أسهمت في تطور هذه العلاقات وتعزيزها خلال ربع قرن. كما تدرس وتحلل نماذج مختارة من نواخذة الكويت، ممن كان لهم دور فاعل ليس فقط في جلب ما تحتاجه الكويت من سلع ومواد استهلاكية وغيرها، بل فيما قاموا به أيضاً من خلال عملهم التجاري من تنمية علاقات الكويت بعُمان، والدور الذي لعبته مسقط كحلقة وصل بين الكويت وشرق أفريقيا. كما ترصد علاقات النواخذة بالمناطق التي تاجروا معها، والتجار الذين تعاملوا معهم.

 

تحرير المحيط

فيما تناولت الورقة الثانية "جهود الإمام سلطان بن سيف اليعربي في تحرير المحيط الهندي والخليج العربي من الاستعمار البرتغالي (1649م-1679م) وأثره على التبادل التجاري" للدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ مشارك للتاريخ الحديث والمعاصر جامعة السلطان قابوس، يهدف الهاشمي في ورقته إلى إبراز جهود الإمام سلطان بن سيف العسكرية في التخلص من مواقع التمركز البرتغالي وسيطرتهم على مياه المحيط الهندي، ومدى نجاحه في ذلك.

 

الأسطول العُماني

الورقة الثالثة للشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل خليفة دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية من جامعة محمد الخامس مملكة البحرين، وجاءت بعنوان "تواجد الأسطول العُماني في البحرين والخليج العربي"تحدث فيها عن قوة عُمان وامتلاكها لأسطول بحري كبير متفوقة على كثير من الدول الإقليمية وهو العامل الذي أتاح لها أن تنافس قوة القواسم البحرية، وأن تكون لها الريادة والسيادة في بحر الخليج العربي شمالاً وبحر عُمان وبحر العرب مع تمددها غرباً باتجاه إفريقيا، وشرقاً لشبه القارة الهندية، مع تولي الأمام أحمد بن سعيد السلطة فأخذ على عاتقه السعي في توسعة قوته البحرية لإيمانه بمكانة عُمان الجيوستراتيجيا وترامي أطرافها الممتدة على سواحل البحر، وقد حمل ذلك الهدف أبنائه من السلاطين من أجل إكمال ما بناه والدهم من سطوة قوة الأسطول البحري العُماني الذي كان يفرض شبه سيطرة على مياه الخليج العربي مع الأسطول البريطاني.

 

العلاقات العُمانية

فيما جاءت الورقة الرابعة للدكتور بدوي رياض عبد السميع، مدرس معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة بعنوان "بندر عباس في العلاقات العُمانية الفارسية (1798-1868)" تناول فيها أهمية ميناء بندر عباس الاستراتيجية والتجارية الكبيرة لربطه بين الخليج والمناطق الفارسية الأفغانية الداخلية، كما كان يُعد بوابة فارس على العالم الخارجي.

 

الروابط البحرية

 

وقدم الأستاذ الدكتور مولامبارامبيل حسين إلياس، أستاذا جامعيا ومديرا في المركز الثقافي العربي الهندي ورقة بعنوان "الروابط البحرية بين عُمان وساحل مليبار من خلال السجلات التاريخية لحياة الأفراد" حيث كشفت أعمال التنقيب الأخيرة في منطقة باتانام في ولاية كيرلا الهندية عن وجود عدد من الأدلة المادية التي تكشف بعض أوجه العلاقات التجارية التي كانت سائدة بين جنوب الهند من جهة والعالم العربي بما في ذلك عُمان من جهة أخرى منذ القرن الأول للميلاد، حيث شهدت تلك الفترة رحلات بحرية عُمانية متكررة بين الموانئ الرئيسية في عُمان وكيرلا.

فيما جاءت الورقة السادسة بعنوان "مشهد في قراءة من العلاقات بين الامام أحمد بن سعيد وشبه القارة الهندية في القرن ١٨م" للدكتور جمعة البوسعيدي مدير عام البحث وتداول الوثائق بالهيئة، واختتمت الجلسة الأولى بالورقة السابعة للأستاذ الدكتور إبراهيم سعيد البيضاني بعنوان "الملاحة الأمريكية في المحيط الهندي والخليج العربي خلال القرن التاسع عشر وتأثيرها على العلاقات العُمانية الأمريكية".

 

الجلسة الثانية

تراس الجلسة الثانية الدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي في المحور الأول "التاريخي السياسي" حيث قدم الأستاذ الدكتور عصام السعيد أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية ورقة بعنوان "آلبوسعيد والقواسم دراسة في علاقات عُمان بمشيخات الساحل بين الثبات والتغير (1738-1819م)" تلخصت في قيام دولة آلبوسعيد في منتصف القرن الثامن عشر التي أدت دورًا مهمًا في تاريخ المنطقة، ودخلت في علاقات متعددة مع القوى المحيطة بها سواء القوى الأجنبية أو المحلية، ولعل من القوى المحلية التي ربطتهما العلاقات أسرة القواسم حكام رأس الخيمة والشارقة على ساحل عُمان في الخليج العربي، وقد تأرجحت العلاقات بين الجانبين بين التعاون والخلاف.

ثم قدمت دراسة وثائقية بعنوان "الوجود العُماني في الموانئ الفارسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر" للدكتورة بدرية بنت محمد بن شامس النبهانية مشرفة مادة التاريخ بوزارة التربية والتعليم بمسقط، سلطنة عُمان، حيث ركزت على كون سلطنة عُمان محور رئيسي في تاريخ الخليج خلال فترات تاريخية طويلة. وبحكم موقعها الاستراتيجي وسيطرتها على مضيق هرمز، فقد فرضت سيطرتها على مياه الخليج عسكريا وسياسيا. وتهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على النفوذ السياسي العُماني على أهم موانئ الخليج في ضفته الشرقية كميناء بندر عباس وبوشهر وقشم، من خلال تحليل أهم الاتفاقيات المبرمة بين أطراف النفوذ، من خلال المنهج التاريخي التحليلي.

ولتحقيق ذلك فإن الورقة قسمت إلى محورين، ويتناول المحور الأول نظرة عامة للعلاقات العُمانية الفارسية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وهي فترة تأرجحت فيها العلاقات بين الطرفين ما بين علاقات عدائية تنافسية وعلاقات ودية أحيانا، وكان للوجود الأجنبي في الخليج دورا كبيرا في توجيه هذه العلاقة في أحيان كثيرة. أما المحور الثاني فيتناول دراسة تحليلية للوثائق التي تحوي هذه الاتفاقيات، وانعكاساتها السياسية والاقتصادية على منطقة الخليج، وتشمل اتفاقيات تأجير ميناء بندر عباس وقشم وجوادر خلال عهدي السيد سلطان بن أحمد بن سعيد (1206هـ/1792م- 1219هـ/1804م)، والسيد سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1219هـ/1804م- 1273هـ/1856م).

 

في حين قدم الاستاذ الدكتور عبدالحميد عبدالجليل شلبي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر فرع المنصورة بجمهورية مصر العربية دراسة بعنوان "توجهات السياسة الخارجية لُعُمان تجاه الخليج والمحيط الهندي في النصف الأول من القرن التاسع عشر" حيث لخص حديثه في أن منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي قد شهدت العديد من الأحداث السياسية، والاقتصادية، والعسكرية منذ مطلع العصور الحديثة، وكانت عُمان بحكم موقعها الجغرافي المتميز، والاستقرار الذي كانت تتمتع به، إلى حد كبير، في قلب الأحداث، مكنها من أن تلعب دورًا في مواجهة القوى الكبرى وفي أحداث المنطقة التي كانت تموج بعدد من الاضطرابات والتدخلات الخارجية سواء من بعض القوى الإقليمية أو القوى الخارجية، لذا كان اختيار موضوع وفترة الدراسة نظراً لأهميتها في تاريخ عُمان والمنطقة، تلك الفترة التي استطاعت بريطانيا من أن تبسط سيادتها على كثير من مشيخات الخليج ومناطق المحيط الهندي، وقد استطاعت عُمان- في ظل هذه الأجواء - أن تنتهج سياسة خارجية متوازنة مع جميع الأطراف، والحفاظ على مصالح إمبراطوريتها الاقتصادية والسياسية، فقد استطاع السيد سعيد أن يؤسس علاقات متميزة لعُمان مع القوى الكبرى، وأن يلعب دورًا مهمًا في مواجهة بعض القوى المحلية الناشئة، وسوف تتمحور هذه الورقة حول عدة موضوعات أهمها: الأوضاع الداخلية في عُمان وأثرها على السياسة الخارجية، وتوجهات السياسة الخارجية لعُمان تجاه القوى الإقليمية في الخليج والمحيط الهندي، وأيضا توجهات السياسة الخارجية لعُمان تجاه القوى الكبرى وأثرها على منطقة الخليج والمحيط الهندي، بالإضافة إلى نتائج السياسة الخارجية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

واختتمت الجلسة الثانية لليوم الأول بورقة بعنوان "النشاط التجاري البحري للعُمانيين وأهل الخليج العربي في القرنين 17 و18م قدمها حمود بن حمد بن جويد الغيلاني خبير مديرية الاثار والثقافة بوزارة التراث واثقافه سلطنة عمان حيث تضمنت الورقة قيام العمانيين بدور أساسي في تاريخ الملاحة والتجارة البحرية، في مختلف العصور، ولكنه تراجع مع بداية القرن السادس عشر الميلادي نتيجة للاحتلال البرتغالي للمنطقة ومن ثم تواجد الإنجليز والفرنسيين والهولنديين، ورغم الأساليب الوحشية التي اتبعها الأوروبيون، إلا أنّ العُمانيين استمروا في نشاطهم رغم المضايقات والتعديات، وبرز بصورة أكثر بعد تحرير اليعاربة لعمان والخليج العربي وتتبعهم للبرتغاليين في المحيط الهندي. وتهدف الورقة الى إلقاء الضوء على النشاط التجاري للعُمانيين في القرنين 17 و18م. وتتخذ هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي التاريخي وتتكون من ثلاثة مباحث مع مقدمة وخاتمة، تركز المقدمة على النشاط البحري العُماني قبل القرنالسابع عشر، ويتناول المبحث الأول أثر التواجد الأوروبي على الملاحة التجارية في غرب المحيط الهندي، ويركز المبحث الثاني النشاط التجاري البحري للعُمانيين في القرنين 17و18م، أما المحور الثالث فيتناول نماذج من السفن العُمانية والربابنة في القرن الثامن عشر، وتقدم الخاتمة عرضًا للنتائج التي توصلت إليها الدراسة.

 

 

المعرض الوثائقي

 

يضم المعرض أكثر من 300 وثيقة و 25 مخطوطاً وعددا من الصور والخرائط إضافة إلى مجموعة من المخطوطات العمانية القديمة تتناول حقباً زمنية وتاريخية مختلفة، تعكس بدورها جوانب مضيئة من الحضارة العمانية العريقة في مختلف المجالات، وتعد المعارض الوثائقية وما يعرض فيها من جوانب تاريخية وحضارية مختلفة أساساً للمحافظة على الإرث والمكنون الحضاري الذي تزخر به السلطنة في مختلف العصور الذي يشمل جميع جوانب الحياة، كما وتعد المعارض الوثائقية أحد أهم الطرق المباشرة التي تربط الهيئة بجمهورها الخارجي وبالمجتمع، فهي تحاكي تراث السلطنة الحاضر والماضي من خلال المشاركات المختلفة. فإن إقامة المعارض على اختلافها ضرورة ثقافية من شأنها أن تشبع ميول المتلقي وتنمي قدراته وتعرف الناس بمدى أصالة وتاريخ السلطنة وعلاقتها المختلفة بدول العالم. يتناول المعرض الوثائقي فترات تاريخية مختلفة، مقسمة على عدة إركان هي:

 

العلاقات العمانية الكويتية

يشمل ركن العلاقات العمانية الكويتية عددا من الصور التي تربط عمان بدولة الكويت الشقيقة، منها صور لزيارة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى دولة الكويت، كما تشمل صورا لاستقبال صاحب السمو أمير دولة الكويت في السلطنة، إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية.

 

عمان عبر التاريخ

يعرض هذا الركن تاريخ عمان بدءا من كونها مستوطنة بشرية استقطبت الإنسان القديم للعيش فيها خلال العصور الحجرية المتعاقبة وما خلفه من اَثار وحفريات تدل على وجوده في أرض عمان، مرورا بتاريخها في فترة ما قبل الإسلام وبعد ظهوره، انتهاءً بالتطورات السياسية الحاصلة في الفترة التي تلتها وظهور دولة النباهنة والإمامة الإباضية الأولى والثانية.

 

الوجود العماني في شرق إفريقيا

يعرض هذا الركن لمحة تاريخية عن إثر الوجود العماني في شرق إفريقيا حيث يبرز صور حياة سلاطين زنجبار وتسييرهم أمور البلاد وتنظيم الشؤون الداخلية والخارجية وتشييدهم لحضارة بلغت ذروة الرقي والتطور في شتى مجالات الحياة، وتكوين علاقات دبلوماسية مع العديد من دول العالم، إضافة إلى الخرائط التي توضح طرق التجارة والملاحة بين عمان وشرق افريقيا وصحف ومجلات تسلط الضوء على زراعة وتجارة القرنفل.

 

العلاقات الدولية

تعرض في هذا الركن وثائق تسرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان ودول المحيط الهندي وبقية دول العالم حيث تبادل الأئمة والسلاطين العمانيين مع غيرهم من حكام ورؤساء الدول الهدايا والزيارات الرسمية وقلدوا وتقلدوا النياشين واستقبلوا الرؤساء والسفراء، وعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات وغيرها الكثير.

 

العملات والطوابع البريدية

تعرض في هذا الركن بعض من العملات والطوابع البريدية التي وثقت بعض الأحداث والمعالم البارزة في تاريخ السلطنة، كما يعرض تطور العملة العمانية.

 

الخرائط والرسومات

يعرض في هذا الركن عدد من الخرائط التي توضح امتداد الممالك العمانية عبر التاريخ، إضافة للمسارات البحرية الهامة والمناطق التي تمر عليها حركة التجارة العالمية في ذلك الوقت، كما تعرض بعض الرسومات والقصاصات الصحفية التي تحدثت عن عمان وزنجبار وبعض الصور من معالم الحياة في عمان وزنجبار.

 

المخطوطات

تعرض هذه الصناديق وثائق أصول، لتعريف الزائر بالوثيقة العمانية على طبيعتها وجمالية خطوطها ونقوشها والتمعن في شكل الخط ونوعية الورق والحبر المستخدم حينها، حيث تتنوع مواضيعها في الفنون والمعارف العلمية المتعلقة بعلوم الفقه والتاريخ واللغة وعلوم القراَن وعلم البحار والطب والفلك والتنجيم إلى غير ذلك من العلوم الإنسانية.

 

هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية

تقدم في هذا الركن نبذة عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والتعريف بمجالات عملها، وإنجازاتها ودورها في الحفاظ على الموروث الحضاري، والهدف من إنشائها والذي يتمثل في الحفاظ على الذاكرة الوطنية للبلد لتكون رافدا أساسيا للباحثين والمستفيدين، وبداية مسيرة العمل نحو بناء نظام عصري جديد لإدارة الوثائق والمحفوظات في الجهات الحكومية وتطبيق المواصفات الدولية المعتمدة.

كما يحتوي المعرض الوثائقي على ركن لمطبوعات الهيئة من كتب تتمثل في سلسلة البحوث والدراسات بأجزائها 12 المختلفة، إلى جانب النشرات والإصدارات والكتب والمطويات، كما يستعرض أنواع وأساليب الكتابة بالخط العربي. إضافة إلى تقديم مجموعة من الأفلام منها ما تحكي العلاقات العمانية الكويتية وأخرى حول جوهرة مسقط السفينة الخشبية المصنعة في سلطنة عمان بلا مسامير، أو معادن، أو قطع حديدية حكاية روت للعالم أنّ التاريخ البحري العماني عاد ليسطر نفسه، عندما أبحرت هذه السفينة لمدة خمسة أشهر من التحديات، والمغامرة، والصراع مع أهوال البحر، وتقلبات الطقس؛ لتصل إلى محطتها الأخيرة "ميناء كيبل بيه" في سنغافورة هدية. إلى جانب عرض فلم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية "ذاكرة وطن".

كما يسلط ركن "عمان التنموية" الضوء على الموقع الجغرافي الذي تتميز به سلطنة عمان ومعالم النهضة العمانية الحديثة، والمشاريع التنموية والمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة، إلى جانب عدد من الصور لمختلف الأنشطة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية، والفنون الشعبية.

تعليق عبر الفيس بوك