متحف المدرسة السعيدية توثيق أمين لمسيرة التعليم في السلطنة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

قالت ردينة الحجري مُديرة متحف المدرسة السعيدية للتعليم إنَّ المدرسة أحد أهم الصروح التعليمية التي يتجسد فيها إنجازات الماضي، وأشارت إلى أنَّ المتحف فضاء للذاكرة الحية، له بعد تعليمي يستميل الزائر للتوغل عبر الزمن في المسالك الحضارية الإنسانية للاطلاع على التراث الذي خلفته الأجيال خلال الحقب التاريخية المتتالية.

وأضافت: توفر الجولة التاريخية في أركان الذاكرة الجماعية للمطلع فرصة للارتواء من ينابيع القيم الحضارية والإنسانية وتدفعه للتوقف عندها والتأمل فيها، وبذلك يتم التواصل البنّاء في الميدان الثقافي إعداداً لحسن تكوين الموارد البشرية المولدة لمختلف الثروات، وهكذا تكون أهداف متحف التعليم بسلطنة عمان هذا المتحف الذي يشمل إنجازات الماضي لفهم مسار الحاضر وإنارته استعدادا لاستشراف المستقبل وتجليّاته.

وأشارت إلى أن المتحف يجسّد المنجز التعليمي الذي تحقق على أرض الوطن لتعريف الأجيال بالمراحل التي مرت بها المسيرة التعليمية عبر الحقب الزمنية وصولاً إلى عصر النهضة المباركة بكل ما شهده من إنجازات في نشر مظلة التعليم والعناية بتجويد مختلف أركانه ومكوناته ويسهم في دفع هذه الأجيال إلى المحافظة على الإنجازات ويعزز لديها مفاهيم المواطنة لتستمر في مواصلة المسيرة بكل عزم، حيث افتتح المتحف التعليمي بالمدرسة السعيدية بمسقط في الثامن من يناير 2014 برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، وأقامته وزارة التربية والتعليم بهدف توثيق مسيرة التربية والتعليم ومراحل تطورها في السلطنة منذ فجر الإسلام، ويحتضن المتحف الذي يضم 10 قاعات العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية، إضافة إلى أنه مزود بوسائل التكنولوجيا الحديثة مما يسهل على الزائر الاطلاع والتعرف على تاريخ التعليم بالسلطنة بكل سهولة ويسر.

وأضافت الحجرية قائلة: يهدف المتحف التعليمي بالمدرسة السعيدية والمسؤولون القائمون عليه إلى تحقيق أهداف، منها أن يصبح الوجهة الأولى للعديد من الزوار، وتحقيق أكبر رقم من حيث عدد الزوار مقارنة بالمتاحف الأخرى، وأن يكون الحاضن الأول للقاءات والفعاليات الثقافية والفنية بالسلطنة، بالإضافة إلى خلق بيئة محفزة لإقامة الفعاليات المختلفة والتي تسهم في زيادة عدد الزائرين، كالندوات واللقاءات التربوية مع الدارسين السابقين بالمدرسة، وتوعية الأجيال بقيمة التعليم وأهميته، فالمدرسة السعيدية كانت منبعا للعلم والثقافة على مر السنين ولاستمرار هذه الرسالة يجب توجيه دعوة لجميع أفراد المجتمع بفئاتهم العمرية المختلفة للاستفادة من هذا الصرح التعليمي والثقافي، والعمل على توفير مناخ مناسب لإعداد البحوث والدراسات للطلاب والأكاديمين والباحثين وذلك باستخدام الوثائق والصور الموجودة في المتحف، إلى جانب حماية التراث التربوي من الاندثار والعمل على جمعه وحفظه للأجيال القادمة والتعريف به عن طريق العرض والدراسة، وتكوين ذاكرة حية للحياة التربوية بسلطنة عمان تكون سهلة الإطلاع، واعتبار المتحف مخبراً للإعلام والتوثيق والبحث وفضاء للذاكرة أو حقلا ثقافيا ينهل منه الشباب أسس القيم التربوية من تاريخ التعليم الوطني العماني.

وأكملت بالقول: عام 1940 تم افتتاح المدرسة السعيدية بمسقط لتؤسس لمرحلة جديدة أكثر تطوراً في التعليم النظامي، حيث تم إنشاء مبنى مدرسي، للاستغناء عن معظم المدارس وبيوت التعليم الأخرى التي كانت قائمة آنذاك. وقد اعتمدت المناهج الدراسية على الكتب التي كانت تجلب من مصر مثل "النحو الواضح، القراءة الرشيدة" ومن فلسطين "العلوم، التاريخ، الجغرافيا " وفي مرحلة لاحقة كانت بعض الكتب تجلب من لبنان مثل "سلسلة المروج" ، وكانت الدراسة تنقسم إلى مرحلتين: ما قبل الابتدائية لمدة سنتين، والابتدائية مدتها ست سنوات تمنح بعدها للطالب الشهادة الابتدائية التي كانت تصدرها دائرة المعارف آنذاك. كما اهتمت المدرسة بعلوم التربية الإسلامية وتم إقرار كتاب خاص لها هو كتاب" تلقين الصبيان ما يلزم الإنسان "للعلامة نور الدين عبدالله بن حميد السالمي.

وأشارت إلى أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- أمر بإنشاء مبنى للمدرسة بمواصفات تربوية حديثة، مع الإبقاء على المبنى القديم وترميمه، فقامت بلدية مسقط بالإشراف على هذا المشروع الذي افتتحه صاحب السمو السيد فيصل بن علي بن فيصل آل سعيد، وزير التراث القومي والثقافة آنذاك، كما أمر جلالته – حفظه الله ورعاه- أيضًا بتحويل المبنى القديم إلى متحف تعليمي يروي قصة التعليم في عمان من الماضي إلى الحاضر.

وحول مكونات المتحف قالت: تحتوي القاعة الأولى على 7 شاشات تتضمن معلومات عن ظهور الكتابة والمدارس الأولى في التاريخ، أما القاعة الثانية فتركز على ظهور التعليم والمدارس في عمان، يعد مسجد المضمار الذي يعود بناؤه إلى عام 6 للهجرة (627م) أول مدرسة موثقة في التاريخ العماني، وكان الصحابي مازن بن غضوبة أوَّل معلم فيها.

القاعة الثالثة تركز على الكتاتيب، والرابعة ugn مدارس عمان في أواخر القرن 19 إلى عام 1970 ودور العمانيين في نشر التعليم في شرق أفريقيا،في حين تحكي القاعة الخامسة تاريخ المدرسة السعيدية بمسقط منذ افتتاحها عام 1940.

أما القاعة السادسة فتحتوي على الكثير من الوثائق والصور والمراسلات عن المدرسة ونماذج من الكتب التي كانت تدرس فيها في حين تعرف القاعة السابعة زوار المتحف على مرحلة النشر السريع للتعليم (1970- 1975م) ، والقاعة الثامنة تقدم الإحصاءات التعليمية خلال الفترة من 1971- 2013 والمدارس الحديثة وإحصائيات ومقارنة بين عدد المدارس والمعلمين والطلاب بتسلسل الأعوام الدراسية منذ 1970 إلى عام 2013، وكذلك تحتوي على عروض مرئية عن نماذج من المدارس الحديثة، أما القاعة التاسعه فتتحدث عن تحسين نوعية الخدمات التعليمية وتقدم عروضا مرئية ومعلومات عن مدارس التعليم الأساسي والتعليم مابعد الأساسي. ومدارس التربية الخاصة وأنواعها مثل مدرسة الأمل للصم ومدرسة التربية الفكرية ومدرسة عمر بن الخطاب للمكفوفين وتحتوي على 3 مجسمات:  مدرسة الإمام جابر بن زيد، ومختبر الفيزياء، ومصادر التعلم، في حين تقدم القاعة العاشرة فكرة عن التعليم العالي: حيث لم يكن التعليم العالي متاحا في عمان حتى افتتاح جامعة السلطان قابوس عام 1986م، والتي من بعدها بدأت مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في الانتشار تدريجيا. ويضم أيضا المتحف الساحة الداخلية التي تعتبر ساحة داخلية للمدرسة السعيدية قديماً وتقام فيها أبرز الفعاليات والمسابقات واحتفالات التكريم للطلاب.

واختتمت الحجرية بالقول: الأفكار التطويرية للمتحف تتضمن إصدار طابع تذكاري للمتحف، والعمل أيضا على إصدار عملة تذكارية، بالإضافة إلى العمل على جعل المتحف ضمن الوجهات السياحية، والعمل على مخاطبة السفارات لإقامة احتفالاتهم وفعالياتهم في المتحف.

تعليق عبر الفيس بوك