الحدس

سليمان محمد تهراست - المغرب

 

صَحنُ الدار يُغْري بالجلوس، الأبناء منثورون في الزوايا كالدراهم، هواتفهم تَمتصُ شحنات الكهرباء بنَهَمٍ شديد، الأم يُخَدرُها مسلسل السابعة "سامحيني" يسرقها كقبلة في غفلة، والأب يتمتع باللحم العاري المُذَاع، وبالقبلات الحارة.
من يغير هذا المنكر المعلن؟
الجدّة!
ربما.. لو لم يلعب الزمن بحواسها، هي تشعر بكلّ شيء ولكن تخاف أن يخدعها حَدسها، لطالما استفسرت فنُهرَت، ولطالما كانت تسمع الأنين والصّفِيق في ناحية ما، قبل أن يداهٍمَها الكَرَى على نغمات ما تسمع.
وفجأة أُعلٍن الآذان جملة بسيطة فوق القبلات حسب توقيت العاصمة، اُختزِل الوطن في كلمة لا أحد يبالي الكلّ في سُبات عميق.
تَمتمتِ الجدّة بحدسها المُرهف قائلة:
  - أي بنيّ، أريد الصلاة فقد حان وقتها
تسمر الابن ورد بصوت سريع قائلا:
  - آه .. نعم انتظري حتى تمر اللقطَة
  - ماذا القِطة .. أيّة قطة يا بني؟

تعليق عبر الفيس بوك