هذه الحرب تشبه وجهى - مصر

محسن البلاسي

 
هذه الحرب تشبه وجهى المتوحد، المنثور
كل وجوهنا رذاذ حروب
 هذا ما آلت إليه الأشياء
وجوه معلقة على الجدران
لا تنضب
تضحك جدا
ببطون خاوية
 بلا بطوووون
أولئك هم الجائعون
المرتبكون
يا وجوه
يمكنك الوثب
مزعور يعزف البوم
على كمنجاته الضامرة
مصبوب ملح الصمت فى الأفواه المكمومة
باسم الجوع، والظهر المجلود، والعطش للنور
لم لا ينحتون الرياح الشريدة؟
ويعلقونها بجانبنا
لم لا؟
يبحثون باستمرار عن الموسيقى المدفونة فى أهوال الجفاف
والشوارع المترجرجة
بلا رأس
ويعلقونها بجانبنا
أعدمونا بلا أقدام محشوة حتى بالقش
نزعونا إلى مخابئ ميتة
إلى ساحات مفقودة
الا تزال حيا يا أنا العجوز
لا بأس أيها الطفل السكير
ستحيا من جديد
دائما مع العابريين
والشمس تنظر حزينة إلى ذاكرة الجدار
كعصفور يتجول ليحكى، عن ماء قبلات الحالمين
من يحلمون ببيوت لا ترتج خوفا من أرتال عسكرية
معلقون هم أيضا
كل وجوه  الحرب ستعلق على الجدران
كل الأطراف
وهذا يعنى أن الساحات ستكون فارغة
وتصبح الحكمة فى أنياب الضباب
الضباب له صوت الأحلام المترددة  
صوت الوجوه المعلقة التى  لا تنام
ولا ترسم  الشعر بالدم
فقط تسمع روائح الاختباء من الظلال
متدرعة بقوانينها الخاصة للتنفس
شهيقها لا يلوذ بصدور
زفيرها ينفخ فى أجساد الجدران
ستثور
ستثور الوجوه المعلقة
وتعلق على جدران أكثر قتامة
مرة أخرى
هذه الحرب تشبه وجهى

تعليق عبر الفيس بوك