(العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع):

ومضات فكرية لسماحة الشيخ الخليلي

إعداد/ فريق موقع بصيرة العلميّ

 

(1)    كلمةُ حقٍّ في المعتزلة:
"إننا لا نتهمُ المعتزلة ــ مع ما بيننا وبينهم من خلاف ــ أنهم كانوا يناوؤن الإسلام، وأنهم يسعون إلى فت عضده وشق عصاه، ولكنهم غَلَوا لِغُلو خصومهم، وكل إفراطٍ يؤدي إلى إفراطٍ مضادٍ، وتلك هي سُنَّة الله في خلقه".(العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 22).

(2)    الإنصاف شيمة المؤمن:
"الإنصاف من شيمة المؤمن، وقد ربَّى عليه القرآن أهل الإيمان، فقال: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8]. (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 23).

(3)    توحيد الله - عَزَّ وجَلَّ - مبثوث في تضاعيف الإنجيل رغم تحريفه:
"إن في الإنجيل كثيرًا من النصوص التي لا تقبل الجدل في كونها صحيحة؛ إذ مع ما فيه من ضلالات التحريف لا تزال في تضاعيفه نصوص دالة على توحيد الله تعالى، وأخرى دالة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أخبر الله تعالى في القرآن أنهم ﴿يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ [الأعراف: 157]. (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 62 ــ 63).

(4)    تآمر اليهود على الإسلام:
"اليهود يسعون إلى استلال كلِّ فكرٍ نيِّرٍ، ومعتقدٍ سليمٍ من أدمغة أمة الإسلام؛ لطمس بصائرها، وتغوير ينابيع الفضائل فيها؛ لأنها بما أوتيته من بصائر القرآن وهداية السُّنَّة النبويَّة ــ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ــ أقدر الأمم جميعًا على تصور مؤامراتهم وتصويرها، فكانت منهم هذه الحملة لتمييع النصوص القرآنية بنشر الفكرة العقلانية، وتعميقها في نفوس الناس ــ لا سيما المسلمين ــ ". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 30).

(5)    علم الإنسان كنقطة ماء في محيط:
"عِلْمُ الإنسان بهذا الوجود وأحواله وطبيعته كنقطة ماء في خضم محيط لا تُعرَف له حدود، فأنى له أن يتطاول بفهمه الكليل وعقله القاصر وبصيرته الضيقة ليفسر كل شيءٍ تفسيرًا علميًا كما يشاء، وإنما حسبه أن يدرك أن للكون مكونًا، وللتصاريف مصرفًا أحاطت قدرته بكل شيءٍ، ووسع علمُه ما كان وما هو كائن وما لا يكون، تنفذ مشيئتُه في كل شيءٍ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، تقاصرت العقولُ عن الإحاطة بحِكَمِه في أحكامه وأفعاله، له وحدَه الخلق والأمر، وهو على كل شيء قدير". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 51).

(6)    الحقيقة ــ وإن توارت ــ لا بد أن تظهر:
"إن من شأن الحقيقة أن تتكشف، ولا يلبث ثوب الزور أن يُبدي سوأة لابسه، ولله درُّ من قال:
[ثوب الرّياء يشّف عمّا تحته***فإذا التحفتَ به فإنّك عار]. (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 46).

(7)    الْمَرْءُ عَلَى دِينِ مَنْ يُخَالِلُ:
"المرء يقاس على غيره إذا مَاشَاهُ، فكيف لا يقاس عليه إذا ضاهاه في أقواله وأعماله؟!". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 47).

(8)    تطاول ظُلْمَة الجهل على مشيئة الله عز وجل :
"إن الله - سبحانه وتعالى - لا تنتهي قدرته إلى حد ولا تُغَيَّى مشيئته بنهاية، فأنّى للإنسان أن يتطاول بغروره القاتل وجهله المخزي إلى أن يدَّعي على الله أن مشيئته مضبوطة بضوابط، ومقيَّدة بسنن يدركها الإنسان فيتسنى له بسبب ذلك حصر المشيئة الربانية المطلقة في دائرتها المحدودة، ومحاكمة ما أخبر الله به في وحيه الأمين إليها؟!. كلا، وإنما هو نزق الطيش المردي، وظلمة الجهل المضلة". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 53 ــ 54).

(9)    حكمة الله - عزَّ وجلَّ - بالغةٌ:
"حكمة الله تعالى بحرٌ لا ساحل له ولا قعر، تحطمت سفائن العقول، وغرقت بين تعاظم ثجّه وتلاطم موجه، حتى أن الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وقفوا عاجزين عن الحوم حول حماه؛ خشية أن تطمَّ عليهم موجة من عبابه فتغرقهم". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 101 ــ 102).

(10)    وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا:
"الإنسان كيف ما كان لا يمكنه أن يحيط بحقائق الأشياء علمًا حتى ينفي كل ما لم يحط به علمه، فماذا عسى أن يكون مبلغه من العلم مع أن الله - سبحانه وتعالى - خاطب أكثر البشر علمًا، وأثقبهم فهمًا، وأعمقهم فكرًا، وأنورهم بصيرةً، وأوفرهم عقلًا، بقوله: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85] أفيتطاول مع هذا إنسان عادي على إنكار كل ما لم يقع في دائرة معلوماته، وتحت طائلة إدراكه وفهمه". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 93 ــ 94).

تعليق عبر الفيس بوك