متطلبات نظم المعلومات لإدارة الأزمات (2 – 3)

عيسى الصوافي – سلطنة عمان
دكتوراه في إدارة الأزمات

 

في الحياة العملية نجد أن المعلومات والبيانات نادراً ما تكون كاملة، ودائما يتصرف القادة وفقاً للمعلومات المتاحة فقط. لذا، كلما توافرت المعايير السابقة في المعلومات المقدمة كلما تحسنت العملية الإدارية وشكلت موراً خصباً استراتيجياً حقيقياً من خلالها تظهر مواجهة الأزمات بالشكل الصحيح(..). ولكي تنجح نظم إدارة الأزمات في تحقيق الأهداف المطلوبة يجب على فريق إدارة الأزمة القيام بتحديد المتطلبات الآتية(..):
(1)     متطلبات إدارة الأزمة من المعلومات والبيانات، وخاصة ما يتعلق ببؤر التوتر والصراع والمخاطر.
(2)     تصنيف المعلومات والبيانات وتحليلها، وتحديد العلاقة فيما بينها وبين الأزمة.
(3)     تحديد أهداف المجموعات المختلفة التي يحتمل أن تكون هي السبب في الأزمة.
(4)     تحديد الوسائل والأدوات التي تضمن توفير المعلومات بأكبر قدر من الشمول، والسرعة إلى مركز المعلومات ذاته.
(5)     استخراج المؤشرات التي يمكن من خلالها تحديد الاحتمالات المستقبلية والخطط اللازمة سواء كانت خطط معالجة الأزمات المتوقعة فور حدوثها أو الخطط الوقائية التي يتعين إتباعها للوقاية مستقبلاً من بروز  أي أزمة.
وهكذا ولضمان فعالية المعلومات وعطاءها، ينبغي ضبط وتأمين التعامل مع مصادرها من جهة ثم الحرص على توفير الخصائص الضرورية لضمان فائدتها من جهة أخرى.

مصادر المعلومات للأزمات:
تنقسم وتتعدد مصادر المعلومات التي تزود فريق إدارة الأزمات الأمنية إلى مصادر علنية ومصادر خاصة:
أولا - المصادر العلنية وأبرزها كالتالي:
(1)    وسائل الإعلام المختلفة (المقروءة ــ المسموعة ــ والمرئية).
(2)    قواعد المعلومات والاتصالات الدولية المعدة مسبقاً، والمحدثة بمعرفة غرفة العمليات (..).
(3)    مراكز المعلومات والدراسات وشبكاتها مثل: (الإنترنت ــ الفيسبوك ــ وأجهزة الانتربول الدولية).
(4)    العلماء والمفكرون وشهود العيان والمبعوثون والدارسون والخبراء في الخارج.
(5)     كافة الجهات المتعاملة مع الأزمة حسب طبيعتها مثل رصد الزلازل ـ وقياس التلوث الإشعاعي (..).
(6)    الندوات والدراسات الخاصة والكتب والمراجع التي يتم إعدادها في مجال الأزمات الأمنية بواسطة مراكز الأبحاث والفعاليات العلمية والدراسات والمؤتمرات الدولية والإقليمية.

ثانيا - المصادر المستترة وأبرزها كالتالي:
(1)    التعاون وأجهزة المعلومات الخاصة.
(2)    الوسائل والإمكانات الفنية والتكنولوجية.
(3)    عناصر الخدمة الخاصة والجهات الاستخباراتية والأمنية والمعلوماتية وعناصر التحري والتحقيقات.
(4)     الأعمال غير المشروعة لبعض الدول مثل التجسس والتصنت وغيرها...
وتهتم هذه المصادر بالتنسيق بين أجهزة المعلومات لمصلحة إعداد التقديرات سيما ما يخص القضايا التي تتعلق بالأمن القومي ويمكن أيضا الاستفادة من هذه المصادر في توفير المعلومات والبيانات للأجهزة الأمنية في مجال الأزمات التي يكون من الصعب الحصول عليها من المصادر العلنية أو المصادر العادية.

ثالثًا - المصادر الأمنية.. ومن أبرزها ما يلي:
(1)    البؤر الإجرامية ومسارح الجرائم والأماكن التي تم تفتيشها.
(2)    الجمهور والمصادر السرية ــ المرشدون ــ المخبرون.
(3)     مراكز الخبرة الجنائية ومراكز حفظ المعلومات الوثائقية الرسمية وغير الرسمية.
ومن أفضل مصادر المعلومات وأرقى أساليبها هو تعاون الدول فيما بينها في نقل وتبادل المعلومات والخبرات والأفكار خاصة في المجالات المصيرية التي تتعلق بأمن واستقرار المجتمع كالمجالات الاقتصادية والأمنية والإجتماعية أو المجالات المتعلقة بإدارة الأزمات والمخاطر والمواقف الصعبة مثل مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والمستجدة.
وتعزيزاً لهذا الدور أكد قرار الأمم المتحدة رقم (43/169 لسنة 1987م) خمس استراتيجيات هامة منها كفاءة وسرعة ودقة نقل المعلومات عن الكوارث الطبيعية والأزمات وتداولها بين الدول.

خصائص المعلومات الأمنية اللازمة لإدارة الأزمات:
(1)     الوضوح: يجب أن تكون المعلومات والبيانات واضحة المعنى والمفهوم دون التباس أو غموض.
(2)     مؤمنة: تحقيق مبدأ السرية والأمن أثناء تداول المعلومات والبيانات.
(3)     المرونة: وتتضمن مدى ملائمة المعلومات لأكثر من قرار، ولأكثر من متخذ قرار.
(4)     الدقة: أن تكون المعلومات والبيانات غير مبالغ فيها وواقعة دون تهويل أو تهوين(..).
(5)     الحداثة: أن تكون المعلومات حديثة متوافقة مع متطلبات وظروف الأزمة.
(6)     الشمول والإيجاز: يقصد بالشمول الدرجة التي تكون فيها المعلومات وافية والإيجياز هو الاختصار في المعلومات بحيث لا تكون هنالك مبالغة في درجة شمولها وعدم إخلالها بالمعلومات عند اختصارها.
(7)     القابلية للتحليل: أي يمكن تحليلها وفقاً للمقاييس العلمية وقابلة للتنفي عملياً.
(8)     الوقت المناسب: يجب أن تصل المعلومات والبيانات في الوقت المناسب حتى لا تفقد قيمتها.
(9)     التنوع: أن تكون المعلومات والبيانات من مصادر مختلفة ومتعددة ولا يجب الاعتماد على مصدر واحد.
(10)     أن تكون المعلومات والبيانات بعيدة عن الأهواء الشخصية: مما يساعد القائد على التبصر بحقائق الموقف كاملة (..).
(11)    الاستمرارية: يجب الاستمرار في تدفق المعلومات بشكل صحيح ومتناسب مع تطورات الأزمة.
(12)    الملائمة والمطابقة الزمنية: يجب أن تصل المعلومات إلى الشخص المناسب وأن يكون هنالك ارتباط وتوافق يبن المعلومات واحتياجات متخذي القرارات الفعلية وبمعنى آخر تناسب المعلومات مع القرارات المتخذة(..).
(13)    التقييم: ضرورة استخدام تكنولوجيا المعلومات (بحوث علمية ــ حاسبات آلية) لتقييم المعلومات، ووضعها في إطار منظومة إدارة الأزمة بالشكل الصحيح(..).

تعليق عبر الفيس بوك