مجلس الببغاوات

 

لميس الزين - سوريا

 

قال الراوي (1)

يروى يا سادة ياكرام، أن دِمنَة خرجت من كتاب الحكايات وقررت السياحة مثل أبناء الذوات، فوجدت نفسها في قاعة للمفاوضات، ولأن بطاقتها الائتمانية لم تغطِّ للفندق الحساب تركتْ لهم هذه الحكاية:

زعموا أن راعيا اعتاد أن يعزف بمزماره لأفعى؛  فتنفحه ليرة ذهبية، إلى أن ألمَّ به مرض ألزمه الفراش فنادى ابنه الشاب وباح له بسره وطلب منه أن يحل محله.

ذهب الشاب وفعل فِعل أبيه فعزف والتقط الليرة.لكن شيطانه سوّل له كومة من ذهب تحرسه تلك اللئيمة فعاود العزف حتى خرجت ثم عالجها بضربة من فأسه أخطأتها، فما أصاب منها إلا الذيل. كانت أسرع من أن يعاود الكرّة، فأردته ملدوغا. 

كاد الرجل يقضي كمدا لوفاة ابنه لكنه تجلد ويمم شطر قرينته يستجدي عطاءها بناي حزين، فخرجت ألحانه باهتة كروحه الثكلى، لكن عالية المقام أبت العطاء قائلة:

 "ما كان، لن يكون.فما أنا بناسيةٍ ذيلي، ولا أنت بناسٍ فلذتك".

سمع المتفاوضون الحكاية فتحسس كل منهم جيوبه.

 

قال الراوي (2)

ولأن دمنة ياسادة ياكرام كان لها باع في عالم الصحافة وتزويق الخبر فقد دعيت لإلقاء كلمة عن السلام في مؤتمر.

لكنها في غمرة التصفيق والأضواء نسيت ما كانت قد أعدته من مسبوك المقال، فتداركت بقصة أسعفها بها الخيال:

"زعموا أن ثعلبا أرهبه تعاظم أمر ثورين في الجوار فسار بينهما في فتنة لإشعال شجار لكن نار الفتنة خبت، فصنع من القش فزاعة ونشر حكايات عن وحش منتظر.. وعندما..." 

وهنا أشار المخرج إلى أن الوقت المخصص للخطاب انتهى. ومازال البحث جاريا في كتب الحكايا عن كليمة صارت خبرا بعد أثر.

 

قال الراوي (3)

أما وأنه يا سادة ياكرام عصر الديمقراطيات، فقد قررت دمنة الترشح للانتخابات خاصة وأن فرصتها في الفوز أكبر كونها من جنس البنات؛ فقد عمدت إلى أشهر حلاق في الغابة لعمل "نيو لوك"، وإلى مصمم فوتوشوب ليمنح صورتها نظرة وطنية وابتسامة ثقافية، ثم استعانت بأصدقائها من بنات آوى لملء الغابة باللافتات. أما برنامجها الانتخابي فكان 

"لكل هر جزرة ولكل سمكة شجرة".

وسنوافيكم ياسادة يا كرام بآخر المستجدات بلقاء حصري من مجلس الببغاوات.

تعليق عبر الفيس بوك