"وَطَنٌ"

 

د. محمد الأمين – حمص – سورية

هذا اسْمُهُ... والنَّايُ مِنْ أسمائِهِ

لَمْ تُنفَخِ الأَحْزَانُ قَبْلَ بُكائِهِ

ما حزنُه؟

ما حُزنُ آدَمَ إذْ يُفَتِّشُ في فَيافي الأرضِ

عن حَوَّائِهِ؟

ما دَمْعُهُ؟

ما دَمعُ "ذِي الطُّوفانِ" لمَّا الموجُ

رَاحَ يَعِيثُ في أَبْنَائِهِ؟

كُلُّ الَّذِين أُحِبَّهُمْ و... أَحَبَّهُمْ

لَمْ يُشْعِلُوا "باءً" بِوَحْشَةِ حَائِهِ

تَخَذُوهُ مَهْجُورًا كَمُصْحَفِ فَاسِقٍ

لا تُقْرَأ الآيَاتُ قَبلَ عَزائِهِ

ولِفَرْطِ مَا نَادَى عَلَيهم أَصْبَحَتْ

تَتَوَجَّعُ اليَاءَاتُ عِندَ ندائِهِ

ولِفَرْطِ مَا جَرَحُوهُ أَصْبَحَ شَاعِرًا

لا فَرقَ بينَ نَسِيْبِهِ وغِنَائِهِ

يُهديهِمُ الجوريَّ عند لقائِهم

ورِمَاحُهم تَمْتَدُّ فِي أَحْشَائِهِ

يهديهم الجوريَّ من... شُرْيَانِهِ!

ما احْمِرَّ هذا الوَرْدُ مِنْ تِلْقَائِهِ

لا أَكْذبُ الأنخابَ، يبدو عَاتِبًا

إذ تَمْلأُ الأَقْدَاحَ دَمْعَةُ "يائِهِ":

يَا جَارِحِي النَّايَاتِ

يا غُيَّابُ

يا شُرَّابُ

يَا أَسْبابَ سَفْكِ دِمَائِهِ

لَيسَ ابنَ مريمَ قلبُهُ

لَيسِابنَ آمنةٍ

لِيَصْفَحَ عَنْ قُريشِ عِدائِهِ

هُمْ أَعْملُوا النِّاياتِ بينَ ضُلُوعِهِ

هُمْ أشعلوا الأحزان في أشلائهِ

هُمْ شوَّهوا أَنْغَامَه

ومَضَوا خِفَافًا

يُخْبرونَ الله عَنْ أَخْطَائِهِ

تَهَمُوهُ بِالدَّاءِ الَّذِي بِقُلُوبِهم

"ورَمَوه وانْسَلُّوا" وَلَيسَ بِدَائِهِ

تَرَكُوه والخَيبَاتُ تَهْدِمُ سُورَه

ويَدُ الإِلهِ تَكَفَّلَتْ بِبنَائِهِ

فتَّشتُ:

كُلُّ الوُرُدِ كَانَ بِصَدْرِهِ حَيًّا

وكَانَ النَّاي مِنْ أَشْيَائهِ

هَذَا اسْمُهُ

والنَّايُ مِنْ أَشْيَائِهِ

وَطَنِي أَنَا

و"الشَّامُ" مِنْ أَسْمَائِهِ

تعليق عبر الفيس بوك