وادي الحريم .. واحة غناء وسط جبال الحجر الغربي

...
...
...
...
...

 ينقل – ناصر العبري                                                                                                                                         

وادي الحريم هو إحدى قرى ولاية ينقل  واسع الصيت، يقع بين مفترق الطرق فهو يبعد عن مركز الولاية 45 كيلومتر ويبعد عن ولايتي صحار وصحم 70 كيلومتر وعن ولاية البريمي 120 كيلومتر، ويحده من الجهة الشرقية بلدة الوقبة أما من جهة الشمال  بلدة بيحا ويحده من الجنوب قرية المعيدن أما من الغرب فهو امتداد  لأحد الطرق التي تؤدي إلى محافظة البريمي، وتعتبر هذه المنطقة مجرى وادي يبلغ طوله حوالي 11 كيلومتر يمتد من منطقة تسمى قرون السويدي حتى بلدة الوقبة.

والسؤال الذي يتردد دائماً، لماذا سمي بهذا الاسم هناك روايات عديدة لسبب تسمية وادي الحريم فالبعض يرجح  السبب إلى فترة الحروب  الاهلية حيث تم تحريم الحرب في هذه المنطقة أما الرواية  الأخرى تقول أن وادي الحريم هو حرم لبلدة (بيحا)،  بينما يتفق الوالد حمد بن سالم العلوي مع الوالد سيف بن محمد البادي أن  سبب التسمية يرجع إلى قلعة الحرامة التي  معالمها  لا تزال شاهدة على  قدم  وحضارة المكان،  وتعني تسمية الحصن أن المكان له حرمة وحماية خاصة وبمرور الزمن تحرف الاسم إلى وادي الحريم وكان اسمه في القديم وداي قلعة الحرامه، وتاريخ القلعة غير معروف لحد الآن وهذا تاريخ مروي وليس مكتوب.

أما عن تاريخ الوادي فقد  عثر مؤخراً واثناء عمليات انشاء الطريق المؤدي إلى الوادي على مجموعة من الآثار من أواني فخارية وأواني طبخ تشبه مثيلاتها في حضارة أم النار مما يدل على وجود حياة في الوادي منذ مئات السنين، كما عثرت بعثة أميركية من جامعة هوبكنز على موقع لصناعة الأواني الحجرية في منطقة عقير الشموس، حيث تم اكتشاف مصنع تصنيع الصخور الصابونية كأول اكتشاف في شبه جزيرة العرب، وهذه الحضارة تنسب إلى العصري الحديدي الذي يمتد من 1300 قبل  الميلاد .  كما تسقط النزايك في هذا الوادي فين فترة واخرى . كما وان بإمكان الزائر

أن يسمع خرير المياه التي تنساب من واحات الوادي  مثل السويدي وهامة وبيحا و هليب الذي تضفي روعة على المكان يتسم بهدوء النفس وسكينة الروح من ضجيج الحياة  تنتشر على ضفتي الوادي ما يقارب 50 مزرعة متصلة ومنفصلة مما يجعل تعدد في المحاصيل زراعية كما يذكر المهندس الزراعي علي بن عبدالله البادي يزرع في الوادي المحاصيل الحقلية مثل الذرة والشعير والقمح، والخضروات مثل البطيخ والخيار والقرعيات بمختلف أشكالها والطماطم والباذنجان والخضروات الورقية بالإضافة الي البقوليات بأنواعها المتعددة ومن ضمنها السمسم ولا ننسى ايضاً المحاصيل الجذرية مثل البطاطس والجزر والفندال،

ويزخر الوادي ايضاً بأصناف عديدة من النخيل وتعتبر التمور المنتجة فيه من أجود الأنواع من حيث التصنيع لأن المنطقة توفر جو جاف قليل الرطوبة يلائم انتاج التمر ،كما يعتبر وادي الحريم منطقة ملائمة لزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية التي قد لا تنبت في أماكن كثيره غيره حيث أن الانخفاض الكبير في درجات الحرارة يسهم في تحفيز بعض الأشجار مثل التفاح والرمان والنكترين على التزهير حيث أن هذا النوع من الأشجار تحتاج الي متطلبات حرارية منخفضة فمثلا بعض أصناف التفاح تحتاج على الاقل الي 300 ساعة بروده؛ درجة الحرارة فيها في حدود 7 درجات سيليزية حتى تستطيع التزهير .

رغم كل تلك المناظر الخلابة، والطبيعة البكر، والطقس العليل الذي يزخر به الوادي ولكن ما زال هناك ما يعكر صفو ساكنيه، فيقول الكاتب سالم بن نجيم البادي أننا كنا نطالب ومازلنا ببعض الخدمات التي تنقص الوادي كالشارع وتوفير شبكة الإنترنت وتوفير المياه للسكان، ولم نترك باباً إلا طرقناه حتى نهنأ بعيش كريم ولكن لا حياة لمن تنادي.

تعليق عبر الفيس بوك