(العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع):

ومضات فكرية لسماحة الشيخ الخليلي

إعداد/ فريق موقع بصيرة العلميّ

 

(1)    الشرعُ نورٌ يضيءُ العقلَ:
"العقل لا يستوسق نوره إلا بما يتممه من الشرع" (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 14).

(2)    ثمرة الاستبصار ببصيرة العقل:
"الذين وفقوا للأخذ بحجزة الشرع مع الاستبصار ببصيرة العقل في استلهام الحقائق فقد استمسكوا بالعروة الوثقى؛ التي لا انفصام لها فعادوا بكلتا الحسنيين عندما أخذوا بكلتا الهدايتين، فلم يُحمِّلوا العقل فوق طوقه، ولم يقصروه دون طوره، كما أنهم لم يختلقوا صدامًا بينه وبين الشرع، إذ عرفوا أن سبيلهما واحد، وأن هدايتيهما تخرجان من مشكاة واحدة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 18 ــ 19).

(3)    العقل ليس مصدرًا للأحكام الشرعية:
"جَعْلُ العقلِ مصدرَ الأحكامِ وموئلَ الاحتكام، هو إفراط في تقديره، ما كان للبيب أن يرضى به وهو يعلم أنه مخلوق أُطِّرَتْ جميع ملكاته في إطار محدود، وما أوتي من العلم إلا قليلًا". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 16 ــ 17).

(4)    لَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ:
"إن الله عجَّب عباده من أولئك الذين يتجرؤون على ارتكاب الموبقات ولا يخشون أن تفاجئهم عقوبته ليلًا أو نهارًا حيث قال: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 97 ــ 99] وقال: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 45 ــ 47]". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 176 ــ 177).

(5)    طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة:
"الإعراض عن طاعة الله ورسوله كفر ؛ حيث قال: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 32]."(العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 181).

(6)    الإثبات والإنكار:
"الإثبات إن كان يتوقف على دليل قطعي فالإنكار مثله، إذ الواجب على الإنسان فيما لم يكن له به علم التوقف لا الإنكار، ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 39] فليس للإنسان أن يكذب بما لم يقم له دليل قاطع على كذبه، على أن في الآية الكريمة ما يدل بأن التكذيب والرد يجب الاحتياط فيهما أكثر مما يكون في التصديق والقبول؛ لأن التصديق يكون بثبوت الصدق من أي جهةٍ كانت، بينما التكذيب لا يكون حقًا إلا عندما يحيط المكذب علمًا بجميع وجوه ما كذبه، بحيث لا يكون احتمال لصدقه قط، وهذا ما يؤذن به قوله تعالى: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾، ولذلك قال العلماء: بأن الشهادة على النفي هي شهادة تهاتر". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 282 ــ 283).

(7)    تواضع العلماء وتقديرهم لغيرهم:
"إن العلماء الذين أورثهم الله سبحانه خشيته، وأودع قلوبهم نوره، فكم تجد في عباراتهم من التواضع لمن سبقهم من أهل العلم، واعترافهم بمكانتهم وقدرهم، وإن أدى بهم اجتهادهم إلى مخالفتهم في الرأي، واتباع غير ما نهجوه في الأقوال، فهذا الإمام المحقق المجتهد نور الدين السالمي رحمه الله تعالى كم يعترف للعلماء الذين قبله بطول الباع في العلم ورسوخ القدم في الفهم كما في قوله بعد ذكره لما قاله السلف في أحكام الفقد:
نفهم بعضـــه ويشكـلَّنا    
                        بعــض وكــل ذاك نقبـــلنــا
لعلمنا بفضلهم وعلمهم
                        فأين علم من أتى من بعــدهم
نتهم النفوس فيما أشكلا
                       ونعرف الفضل لأرباب العلى
وأعمش العينين ليس ينظر
                        مقـــدار ما ينظره من يبصـر
وقوله أيضًا:
ما حالة الأفهام مع أفهامهم
                             لا يبلغ العقل إلى مرامهم
وكم تجد في فتاوى الإمامين المجددين المحققين الربانيين أبي نبهان والخليلي ــ رحمهما الله تعالى ــ في مؤلفاتهما وفتاواهما من هضم لأنفسهما وإعلاء لقدر من سبقهما، حتى لا تكاد تجد في أجوبة الإمام أبي نبهان جوابًا يخلو من تذييله بقوله: «فانظر فيه ولا تأخذ إلا بعدله»، وهكذا تجد نهج علماء السلف من الصحابة والتابعين، ومن اقتفى آثارهم وكرع من معينهم". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 275 ــ 276).

(8)    مِمَّا يُؤرِّق اليهود (1):
"تلاوة القرآن في أوساط هذه الأمة وتعاقب أجيالها على حمل أمانته وتوارث تقديسه أعظم ما يؤرق ليل اليهود ويقض عليهم مضاجعهم، فإن ذلك مما يورثها دراية بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 28).

(9)    مِمَّا يُؤرِّق اليهود (2):
"تلاوة القرآن الكريم أعظم ما يبدد ظلمات الجهل بحقيقة اليهود لدى العالم كله، فكم أدرك الناس ــ حتى أولئك الذين لم يؤمنوا بالقرآن ولم يتبعوه ــ حقيقة طواياهم من خلال ما يصل إلى بصائرهم من أنبائهم التي قصها القرآن، وهذا مما يجعلهم منبوذين عند كل الأمم، ومكروهين في جميع أدوار التأريخ، كما هو معهود فيهم، ولم يجدوا وسيلةً لطيِّ هذه الصفحة أنجح من إلهاء الناس بتقديس العقل عن تقديس النص الذي يعدونه مصدر بلائهم". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 28).

(10)    دور المعتزلة في الدفاع عن الإسلام:
"التأريخ لا يزال يذكر ما كان للمعتزلة من دورٍ بارزٍ، وجهودٍ مشكورةٍ في صدِّ هجمة الملاحدة على الإسلام، وقد استخدموا في التصدي لهم سلاحهم المعروف، وهو الجدل المنطقي". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 22).

تعليق عبر الفيس بوك