ثقافة التطوع

أيام قليلة تفصلنا عن حدث بالغ ذي دلالات عديدة؛ حيث تتويج الفائزين في الدورة الخامسة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي.

وأهمية الحدث تنبع من كون السلطنة واحدة من أكثر الدول اهتماماً بالعمل التطوعي، إضافة إلى أن هذا العمل التطوعي يعكس تراثاً وحضارة تضربان في عمق التاريخ العماني والعربي.. ومن هذا المنطلق يمكن تلمس حجم الإقبال المجتمعي على العمل التطوعي، سواء بالمشاركة أو التأييد والدعم بشتى صوره، وكذلك تفسير تنافس 66 مشروعاً على الجائزة هذا العام في مختلف مجالاتها، وهو ما يبرهن أن المجتمع العماني تشرَّب قيمة العمل التطوعي ويؤكد حرصه على تنميتها وريها بمياه المثل والكرم والأصالة حتى تنمو وتترعرع في مختلف أنحاء البلاد.

وللإعلام دور بارز في نشر هذه الثقافة لدى الأفراد والجماعات، لاسيما فئة الشباب، الأكثر قدرة على العطاء، بجانب إذكاء روح التطوع لدى الجميع، إلا أن الاستعداد قائم والأرض خصبة ومهيئة لتلقي المزيد من الأعمال، ولا يتطلب الأمر أكثر من إشارات للتعريف والتوجيه، من منطلق أن الأعمال التطوعية ثقافة متجذرة وتنمو يوماً بعد الآخر. وبنظرة سريعة إلى قائمة المؤسسات والفرق التطوعية الفاعلة في السلطنة نتأكد من عمق هذه الثقافة وتأصلها لدى قطاعات عديدة من المجتمع، فما أكثر الفرق الأهلية التطوعية والمجموعات الشبابية التي تسعى لتفعيل هذه الثقافة، سواء عبر بوابة الأندية المشهرة، أو الجمعيات المسجلة، وغيرها من النوافذ التي تعزز من قيمة العمل التطوعي.

ويتسابق الشباب العماني في الإقبال على أعمال التطوع والخير، ولا شك أنَّ انتشار الفرق التطوعية في المجتمع من أبرز علامات التطور الحضاري، ويترجم إيمان المجتمع بأهمية العمل التطوعي سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، والذي يمثل حجر الأساس في بناء مجتمع متعاون ومتآخٍ، يسهم في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، ويؤكد الإيمان الكامل لدى هؤلاء بأهمية المشاركة في بناء الوطن عبر إسهاماتهم المختلفة.

إن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي، وهي الأسمى في فئتها، شرف لكل من يحصل عليها وتكريم مميز للمشاريع المتنافسة، كما إنها تحفيز للآخرين وتشجيع لهم على المشاركة في النسخ المقبلة منها.

تعليق عبر الفيس بوك