طاسين الشارع

...
...
...

سعد عودة - العراق


إضاءة:
طاسين الشارع هو الديوان الثاني للشاعر العراقي سعد عودة بعد أن أصدر عام 2016 ديوانه الأول (يبووووو). أفردَ الشاعر عنوان ثانوي للديوان وهو (رؤية صوفية للخراب), وهذا العنوان يوضح بشكل كبير البنية الداخلية للديوان الذي حاول الشاعر أن يضيف فصلاً آخرا لكتاب الحسين بن منصور الحلاج والموسوم بـ(الطواسين) والذي يحاول أن يجد رؤية صوفية للوجود, الشاعر هنا يحاول أن يرى الخراب بعين الحلاج وهذا هو الذي يضع اللغة أمام متناقضاتها قبل أن يضع الفكر أمام اختلالهِ, النصوص هنا تريد أن تفهم الخراب لأنها لاتتقبلهُ, تحاول تأويلهُ ربما للعثور على طريقة ما لننجو منهُ فكل الرؤى السياسية والفكرية لم تستطع أن تخرج بنا إلى بر الأمان فلنحاول أن نفتح الجرح مادام هذا الجرح يرفض الاندمال ويبقى ينزف أوجاعنا والآمنا وإلى زمن غير معلوم, بالتالي فقصيدة النثر في حيثياتها الأولى تبحث دائما عن رؤية جديدة ومختلفة تشكل لغة مختلفة وهذا ما حاول الشاعر تشكيلهُ  في هذه النصوص, وهذه هي مغامرة الشعر التي تشكل العالم ضمن رؤية تحمل بذور الاختلاف والتجديد.
(1)
لو
...
هذا الذي أطلقَ رصاصتهُ على رأسي
ماذا لو تمهلَ قليلاً
وتركني أعيشُ لسنةٍ أخرى
ربما ستنتهي الحربُ
وألتقي بهِ في مكانٍ ما
نشربُ الشاي معا
نتحدثُ عن الحربِ كثيرا
وسيخبرني أن شاياً ما
جعلهُ يتمهلُ قليلا
وأن رائحةَ (الهيل) التي غطتْ المكانَ فجأةً
منعتهُ من إطلاقِ رصاصتهِ القاتلة

(2)
طفل على غيمة
....
الطفلُ الذي يمشي على الغيمةِ
الطفلُ الذي يباركُ الطيورَ والهواءَ والملائكة
الملائكةُ الذين فشلوا في العروجِ بهِ إلى السماء
لأن حبالَ أمهِ الصوتية
كانت تستطيلُ وتلتقطهُ
كلما حاولوا  الانفلات بهِ
إلى الأعلى

(3)
عتاب
...
كنت كلما أكبرُ
تصغرُ أقدامُ أبي ...
في اليومِ الذي نبتَ لي فيهِ شاربان
 توقفَ هو عن المشي
 فحملتُ الشارعَ إلى قدميهِ
 لكنه رمقَ الأسفلت بنظرةٍ عارية
واعتذرَ منهُ
 وقال لي...
 مَن علمكَ أن تقهرَ الأشياءَ هكذا؟
 من ذلكَ الوقت
وأنا أخافُ من يدي
أن تصفعَ الهواءَ الذي يحيطُها

تعليق عبر الفيس بوك