"التراث والثقافة" تدشن 16 مشروعا للمسوحات والتنقيبات الأثرية

...
...
...
...

مسقط - العمانية

مع بداية شهر نوفمبر، دشنت وزارة التراث والثقافة أعمال المسوحات والدراسات الأثرية لموسم 2017-2018، بستة عشر مشروعا، موزعة على مختلف محافظات وولايات السلطنة، وبمشاركة جامعات محلية وأجنبية ومؤسسات علمية عالمية؛ حيث تزخر السلطنة بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصة حضارات ضربت بجذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان.

ويشمل برنامج المسح والتنقيب -الذي تقوم به دائرة التنقيب والدراسات الأثرية بالمديرية العامة للآثار- عددا من المشاريع؛ هي: ولاية حاسك بمحافظة ظفار؛ حيث تواصل الوزارة أعمال مشروع مسح سواحل بحر العرب بالتعاون مع البعثة الفرنسية من المركز الوطني للبحوث العلمية، الذي يهدف لتوثيق ومعرفة الاستيطان البشري القديم على السواحل العمانية من محافظة جنوب الشرقية إلى محافظة ظفار.

ويتركز العمل في هذا الموسم على مواصلة المسوحات على طول ساحل بحر العرب والدراسات الأثرية في كهوف ناطف وشربثات وجبل الصفايق، امتدادا لأعمال المواسم السابقة التي قامت خلالها البعثة بمسوحات في ولاية جعلان بني بو علي ورمال الشرقية وبر الحكمان وجزيرة مصيرة، كشفت عن العديد من المواقع الأثرية التي ترجع للعصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي، والكشف في رأس الحد عن موقعين يعودان لبداية العصر البرونزي، إلى جانب إجراء مسوحات أثرية في جبل قار وحاسك وجبل الصفايق وجزيرة مصيرة، نتج عنها الكشف عن العديد من مواقع العصور الحجرية أبرزها في كهوف ناطف بنيابة حاسك.

ومن مشاريع المسوحات: موقع شياع وموقع خور جراما في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية؛ حيث تتواصل للموسم الثالث أعمال المسوحات والتنقيبات في منطقة شياع بولاية صور، بالتعاون مع بعثة معهد السهول والصحراء الفرنسي؛ بهدف الكشف عن مستوطنات العصر الحجري وطبيعة الاستيطان فيها، إضافة للتعرف على المقابر المهددة بالخطر نتيجة التوسع العمراني والمشاريع التنموية في المنطقة.

كما تقوم نفس المؤسسة العلمية بتنقيبات أثرية وتصوير جوي في موقع خور جراما وأصيلة لمعرفة طبيعة الحياة الجنائزية في فترة الألف الثالثة قبل الميلاد.

واستمرارا لبرنامج الوزارة لتأهيل مدينة قلهات في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، فإن الوزارة تواصل للموسم الثالث أعمال الترميم والتوثيق في المباني المنقب فيها في المواسم السابقة وفقا للعقد المبرم مع مؤسسة "WMF" لأعمال ترميم وصيانة للمباني التي تم التنقيب عنها في المواسم السابقة.

ومنذ الإعلان عن اكتشاف موقع الدير في ولاية دبا بمحافظة مسندم، قامت الوزارة بعدد من الأعمال الميدانية؛ شملت تنقيبات ومسوحات ودراسات أثرية على ما تم اكتشافه من الموسم الماضي؛ تنوعت بين الأواني الفخارية والحجرية والبرونزية والسيوف والخناجر والسهام والحراب والفؤوس البرونزية، إضافة لترميم المقابر والقطع الأثرية التي تم العثور عليها.

وخلال هذا الموسم، ستقوم الوزارة -وبالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة بولونيا- باستكمال التنقيب في القبر الثاني الذي تم اكتشافه سابقا، ويعود للألف الأولى قبل الميلاد، وشيد فوقه عدد من المقابر من فترات لاحقة.

وستقوم وزارة التراث والثقافة وللموسم الرابع على التوالي بدراسات أثرية بموقع بمة بولاية قريات بمحافظة مسقط الذي يعود إلى الألف الثالثة والأولى قبل الميلاد، بالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة نابولي. وبالتعاون مع جامعة أوهايو الأمريكية، سيتم تنفيذ مشروع دراسة النظم الاجتماعية والبيئية والغطاء النباتي والنظم الرعوية التي كانت سائدة في العصور القديمة وتأثيرها على المجتمعات المحلية في محافظة ظفار.

 وفي هذا الموسم، تقوم البعثة بمسح وجمع عينات من الوبر الصخري من الملاجئ الصخرية والتجاويف في المناطق الجافة شمال وادي ذهبون، وسوف تسهم هذه الدراسة في معرفة الغطاء النباتي قبل آلاف السنين، إضافة لفهم مدى غنى الأراضي الرعوية ومدى استفادة سكان تلك الحقبة من الغطاء النباتي والحيواني السائد.

كما ستواصل في هذا الموسم أعمال التنقيب في موقع الشكور الأثري بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة العائد إلى فترة وادي سوق 2000-1300؛ حيث ستقوم الوزارة -وبالتعاون مع جامعة تامبل الأمريكية- بتنقيبات أثرية في الموقع.

كما ستقوم الوزارة مع البعثة الأمريكية -وبالتعاون مع فريق من جامعة السلطان قابوس- باستكمال أعمال التنقيب في موقع دهوة بولاية صحم.

وبخصوص الاكتشافات الأثرية المهمة التي أُعلن عنها في الموسم السابق -والمتمثلة في العثور على موقع عقير الشموس بولاية ينقل بمحافظة الظاهرة- فستواصل وزارة التراث والثقافة، وبالتعاون مع جامعة جون هوبكنز الأمريكية، التنقيب في الموقع الذي يعود للألف الأولى قبل الميلاد، ويعد أول موقع أثري مرتبط بتعدين وإنتاج الحجر الصابوني مكتشف على مستوى السلطنة والخليج العربي.

وستقوم الوزارة بالتعاون مع جامعة ليدن الهولندية بمواصلة إجراء المسوحات في مشروع توثيق الشواهد الأثرية في وادي الجزي بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة للموسم الرابع لتغطي مساحة كبيرة تمتد من مدينة صحار وعلى طول وادي الجزي.

وهذه المنطقة شهدت استيطانا بشريًا كثيفًا امتد عددا من الحقب الزمنية، وهو ناتج عن توافر المصادر المائية والثروات المعدنية، إضافة لوقوع مدينة صحار على مفترق التجارة العالمية القديمة، والدراسات الحالية ستكون أكثر عمقا، وستوثق جميع الشواهد الأثرية، وتوثق تاريخ الاستيطان بطريقة علمية منهجية.

وبالتعاون مع البعثة المشتركة بين جامعة السلطان قابوس وجامعة درهام بالمملكة المتحدة، سيتم خلال الموسم الحالي تنفيذ أعمال المسح والتوثيق في ولايات الرستاق والمصنعة والسويق، وإجراء حفريات أثرية في مواقع تعود لنهاية العصر الحديدي في منطقة فلج الشراة بولاية الرستاق.

إضافة لمواصلة أعمال التنقيب في مواقع فترة العصر البرونزي في منطقة الخشبة بولاية المضيبي، بالتعاون مع جامعة توبنجن الألمانية باستكمال أعمال التنقيب في الموقع الذي يعد معبرا لطريق النحاس، حسب ما أكَّدته نتائج الدراسات في المواسم السابقة، وتزخر المنطقة بالعديد من المستوطنات والأبراج الأثرية في مواقع صهر النحاس.

يُذكر أن وزارة التراث والثقافة -وبالتعاون مع البعثة الألمانية من جامعة توبنجن- أجرت مسوحات وتنقيبات أثرية في قرى وبلدات محافظة شمال الشرقية؛ وذلك للعام الرابع على التوالي (2015/2016/2017م)؛ حيث تعود هذه المواقع الأثرية للألفية الثالثة قبل الميلاد، إضافة لما تحتويه البلدة كذلك من مبان أثرية ذات تصميم هندسي مميَّز.

تعليق عبر الفيس بوك