أماجد المساجد

أحمد بن هلال العبري – سلطنة عُمان


إضاءة:
أبيات تتعطر بقطرات من عبير سيرة الشيخ العلامة ماجد بن خميس العبري الحمراوي الكدمي بمناسبة الندوة التي تنعقد بسيرته وعلمه في ولاية الحمراء بتنظيم مجلس الإمام الجلندى الثقافي ومدرسة الشيخ ماجد بن خميس العبري، وفي القصيدة إشارات تاريخية ومكانية  ولتبيّنها يمكن مراجعة كتاب (تبصرة المعتبرين في تاريخ العبريين) للشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري - رحمه الله - المفتي السابق للسلطنة..(طباعة مكتبة مسقط).[ ٥ ربيع الأول ١٤٣٩هـ - ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧م]

لدى ذكــرِ الأكابـــرِ والأماجــــد
أُفاخِـــرُ في المــلا بالشيخِ ماجــد
سليلِ العلـــمِ ذي الغــبرا خمـيسٍ
تبــــاركَ بيتُــه ولــــدا و والـــــد
كـلاهم كان في الحمــــراءِ بـدرا
يُنيــران الــدروبَ إلى المساجــد
سَلــــوا عنهــــم لَيـــالٍ كم تَجلّت
بهـا الأنـــوارُ مـــن تسبـيحِ عابـد
ومــا شَهَــدتْ لهــم فينـــا صَفــاةٌ
ســوى بصـــفاءِ أو بسمــوِّ ساجد
ففي (صَلفٍ) تـراه وفي (حديثٍ)
فيـــا لله ما أزكـــــى المعـــــاهـد
أرى بشَريعةِ الحمــــراءِ نهــــراً
يحــثُّ خُطــاه ما بيــن العواضـد
فيسقيـها، وفـــي يُمـــناه سِـــفـــرٌ
يُقيّـــدُ فيـــــه شـــــاردةَ الأوابـــد
شَرى القِـرطاسَ قبل شِراءِ قُوتٍ
ومــدَّ مِـــدادَه قبــــلَ المـــوائـــد
فحــازَ كمـــا أرادَ مـن المعــالـي
وقضّى عُمـــرَه في ثــوبِ زاهـد
فســلْ ما شئتَ عن تسعينَ عامــاً
سَتلقى مــا تُحـــبُّ من الفــــوائد
*****
فللرســتاقِ كـــان الــدربُ سهلا
لبـــدرٍ بالنبـــوغِ عليــــه هـــلّا  
يقــولُ الســالميُّ: أريـــد شيخـاً
عويصــاتُ الأمـورِ لديـه تُجـلى
وحــين يـزورُه يــأبــى جــوابـا
ففي الحمـــراءِ بـــدرٌ قــد تَجلّـى
وفـي (الطمّــاحِ) رايتُه تعـــالَــت
فســلْ تُخبـــرْكَ بالآثــــارِ (بُهلا)
وللرستـــاقِ عــــادَ طـــوالَ عِقدٍ
ونصــفَ العقـــدِ والأيـــامُ حُبـلى
وحينَ الشيـــخُ زهـــرانٌ تــــولّى
الإمـــارةَ قـــد دعـــاه يُقيــم عدلا
فعـــادَ لبلـــدةِ الحمـــــراءِ جَهرا
وســــرَّ بعـــــودِه شيخـاً وأهـــلا
فكان لــها كبــــدرٍ فــي دُجــاهــا
وغيـثٍ قـد جَــلا في الـدارِ مَحْلا
ومــرَّ بســدرةٍ فســـقَى جُــــذورا
بشِعــرٍ زادهــا حُـــسْناً و ظِــــلا
ونـــورُ اللهِ فـي (السُّحـماءِ) دوماً
بمدرســةِ الأمـــاجـــدِ كــان يُتلى
فصـــار لمـــاجدٍ فينــــــا مقــــامٌ
بمدرســــةٍ بهـــا نــزدادُ فضــلا
وسَلْ(نزوى)،فنزوى ليس تنسى
بعهـــدِ أئمــــةٍ إذ كــــان أهــــلا
عقـــودٌ تسعــــةٌ وَسِعـــتْ عطاءً
كمثلِ الغيـــثِ ينفعُ حيـــثُ حــلّا
*****
ونحــوَ (السـالميِّ) مضــى كتابُ
بتبصــــرةٍ فأبهـــــرَه الجــــواب
يُجلّــي سِــيرةً خُــــطَّتْ بحُــــبٍ
به يَخضــــرُّ في القلــــبِ اليَبـاب
فخَلّـــدَ فيـــه إبـــراهيـــمُ مجـــداً
وبَــرَّ بـه فيـــا طُــوبــى الثــواب
ليقتـــبسَ السَــــــنَا منــه رجــالٌ
ففيه لعــــاشقِ التــــاريخِ بــــاب
وتُشـــرقُ نـــدوةٌ  بعُـــزومِ  قومٍ
بهـــا يبـــدو بمــاجـــدنا اللُّبـــاب
بمـــدرسةٍ ومجلــــسَ للجلنــــدى
فبـــُورك بينـــنا هــــذا الشـــباب
سألـــتُ اللهَ غيـــــثا فـي رُبــانـــا
بسُقيـــا مَن بـــه انهمــرَ السحاب
لتخضــــرَّ البــــلادُ ومَـن عليها
ويَسقي بيتَ من وارى التـــراب
صــلاةُ ختــامِنا يُزجـــي سَنـــاها
لنــا (طه) و(آلٌ) و(الصحاب)

تعليق عبر الفيس بوك