"جذوةٌ منَ النّار"*

حمود السعدي – سلطنة عُمان


"النص الحاصل على المركز الأول في مسابقة شاعر الخليل الموسم الثامن"

ليلٌ علَى الشجَرِ
الكثيفِ وبَرْدُ
ودمٌ
تقبّلُه الدروبُ
ووَرْدُ
والأرضُ
ليستْ غيرَ وجهٍ شاحبٍ
وقصيدةٍ
يَغفو علَيها
النّرْدُ
شرقيةٌ
تُغري المكَانَ بصمْتِها
وكَأنَّها
لغةُ الندَّى .. إذْ
تَبْدو
يمْتدُّ
هذا الوهْمُ
مُنكسرًا مدًى
ومدًى كهَذا .. غُرفةٌ أو لَحْدُ
نَمشي
علَى ثَلْجِ الكلامِ
ونحنُ لم
نَعْتَدْ
علَى جوِّ التزلُج
بَعْدُ
ونظّلُ نَرْحلُ
غيرَ أنَّ رحِيلَنا
كالبحْرِ فِينا، نَحْنُ
جزْرٌ
مَدُّ
منْ قريةٍ في الريحِ
جِئنا وحْدَنا
ودَويّنا مثْلَ السّماءِ
الرّعْدُ
نقْتاتُ منْ وَرَقِ الفراغِ
ونَرتدي
رمْلَ السِّنين ..
وليسَ فِينا
زُهْدُ !!
فِي الوقتِ
سافرْنا..
يراقبُ نحلةً دَمُنا..
إلى أنْ ذابَ منْها
الشّهْدُ..
لم نَرْضَ
أنْ تَبقى الدّموعُ
حجَارةً
هل للدُّموعِ إذا تَمادتْ
حَدُّ؟
يَا مُسْدلًا ثَوبَ السَّماءِ!
ومَائلًا
عنْ جِذْع قلبِكَ..
ثُمّ لا تمتَدُّ
هلْ كنتَ تَسألُ
عنْ لغاتكَ
عنْ دمائكَ
عنْ صلاةٍ ما..
وأنتَ الورْدُ؟!
هل كنتَ تحلُمُ،
إنّ حُلْما غامضًا
مثْلَ الضّبابِ..
يكونُ فيهِ الخُلْدُ
كالعِطْر
ترتعشُ الخُطَى..
كمظلةٍ
لم تنكمشْ ..
وصدًى وقلْبٌ فَرْدُ..
فِي الزّيتِ
مُوسِيقى
وفِي الأخشَابِ
موسِيقى
وفِي الإنسَانِ
هَذا الوَجْدُ!!

تعليق عبر الفيس بوك