خطوات للأمام

في غمرة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، تتواصل الإنجازات واحدة تلو الأخرى، لتُعلن بكل فخر قُدرة العُماني على العطاء حتى في ظل الأزمات الاقتصادية والتذبذبات المالية.

فخلال الفترة القليلة الماضية، شهدت البلاد افتتاح العديد من المشروعات؛ سواء تلك التي افتتحت مراحل لها في أوقات سابقة، أو غيرها التي خرجت للنور لأول مرة. فطريق الباطنة الساحلي السريع خير نموذج على هذه الطفرة المتحققة على صعيد الإنجازات الوطنية؛ إذ شهد افتتاح مراحل منه خلال الفترات الماضية، بينما أزيح الستار، مؤخرا، عن الحزمة الرابعة من الطريق، والممتد بطول 27 كيلومترا من ولاية صحم إلى ولاية صحار. ومن شأن هذا الطريق أن يدعم التطور الاقتصادي في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، ويعزز ربطهما مع العاصمة، وغيرها من المحافظات المجاورة.

وعلى الرغم من التوجه الحكومي الحالي لزيادة المشروعات غير النفطية -لتعزيز مصادر الدخل ومواجهة أزمة تراجع أسعار النفط- إلا أن الجهود الحكومية لم تغفل مواصلة الاستفادة من الموارد الطبيعية التي تزخر بها أراضي وبحار السلطنة؛ حيث تم التوقيع، مؤخرا، على 4 اتفاقيات نفطية جديدة، مع عدد من الشركات الوطنية والأجنبية، ومنها شركات عملاقة جاءت إلى السلطنة لأول مرة، كي تستفيد من المناخ الاستثماري الجاذب، والآفاق الواعدة للاقتصاد الوطني. وما يؤكد أن القطاع النفطي في بلادنا يحافظ على استقراره رغم التقلبات العنيفة للأسعار، أن الاستثمارات في هذا القطاع ستبلغ بحلول العام المقبل 11 مليار دولار، وهو ما يبرز حجم هذا القطاع في المنظومة الاقتصادية.

مشروعات الطاقة بشكل عام لا تزال محط اهتمام الحكومة، التي تسعى لزيادة معدلات إنتاج الطاقة في البلاد، والاستفادة من المقومات الاقتصادية المتوفرة، وفي هذا الشأن افتتحت الحكومة محطتين في مسندم؛ الأولى لمعالجة الغاز، والأخرى لتوليد الطاقة، وكلها تصب في صالح التنمية الاقتصادية التي لم تتوقف عجلتها يوما منذ بزوغ فجر النهضة المباركة.

... إن ما تشهده البلاد من منجزات على الأصعدة كافة، ليُؤكِّد قدرة الحكومة على مواجهة التحديات، والتغلب على أصعب الظروف، ويُسلِّط الضوء على المستقبل المشرق الذي ينتظر أبناء هذا الوطن المعطاء.

تعليق عبر الفيس بوك