مسيرة ظافرة

المتأمل لمسيرة النهضة الشاملة في بلادنا، يتقين أنَّ وراءها قائدا فذا يتمتع بعبقرية سياسية واقتصادية وثقافية مميزة.. فجلالة السلطان المعظم- أيده الله- يولي مسارات التنمية في عماننا الغالية الأولوية القصوى، ويوجه مؤسسات الدولة لتنفيذ مختلف المشروعات التنموية، من أجل النهوض بالوطن وإعلاء قيم المواطنة.

هذه النهضة الشاملة انعكست مظاهرها في أرجاء السلطنة، فكل ولاية ونيابة وقرية تنعم في ظلال مشروعات النهضة، وتتألق زهوا بما تحقق من تنمية وما تجنيه من ازدهار اقتصادي وتقدم اجتماعي وتعليمي وصحي.

لم تكن هذه النهضة لتحقق لولا القيادة الحكيمة للمقام السامي لجلالة السلطان المفدى- أبقاه الله-، فالسياسات الحكيمة لجلالته مثلت الأساس المتين والركن الأصيل في حركة النمو التي احتوت مجالات العمل والحياة قاطبة. هذه السياسات امتدت لتشمل الجوانب السياسية، محلياً وخارجياً، فكان نهج التطور في التطبيقات السياسية بالداخل، انطلاقًا من "عفا الله عمَّا سلف" ومرورا بتجربة ديمقراطية ترسخت أركانها مع انعقاد الأدوار البرلمانية واحدا تلو الآخر، وأخيرا وليس آخرا إدارة شؤون الدولة بعناية واقتدار.

وفي الشأن الخارجي، أرسى جلالته- أيده الله- دعائم سياسة خارجية متينة العرى، متماسكة الحلقات، متسقة المبادئ، تقوم على أسس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ودعم جهود السلام في مختلف القضايا، علاوة على نشر ثقافة التسامح والتآخي بين الشعوب والبلدان. فكانت عمان قِبلة للباحثين عن السلام، إقليميا ودوليا، ولم تتوقف مسقط عن استقبال الوفود القادمة إليها طلباً للنصح أو المشورة، أو استعانة بالحكمة العمانية.

التفرد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تحظى به عُمان، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، وحدة الشعب واتحاده خلف قائده المعظم، رافعين راية الولاء والعرفان، مؤكدين العزم على مواصلة البناء والتعمير، ونبذ كل ما قد يتسبب في الفرقة أو الخلاف.. فهم أبناء قابوس، وأوفى الناس له.

ولحماية هذا التماسك والتعاضد والتلاحم بين القائد والشعب، تأسست مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، لتكون السياج المنيع والقلعة الحصينة لهذه الوحدة الوطنية، وما كان من هذه الأجهزة إلا أن تعمل بكل جهد وتفانٍ من أجل السهر على حفظ الأمن ودعم ركائز الاستقرار.

إنها حقًا مسيرة ظافرة، وحُق لكل من يحيى على هذا التراب الوطني أن يحتفي بها، وأن يجدد العهد والولاء والتأكيد على مواصلة العمل دون توقف.. إنها فرحة وطن بقائد قلما يجود التاريخ بمثله.

تعليق عبر الفيس بوك