تَقُدُّ ثوبَ الحَسْرَة

راوية الشاعر– العراق


رئيس نادي الشعر في اتحاد الأدباء العراقيين
(1)
هي الصورة ذاتها
تحلق في سقف الغرف
أمي تعجن دمعها بالملامح
أبي يخبز قلبه بإطارها الذهبي
وأنا أبارز التّنور بتجاعيد شهقة مصلوبة

أخي  .. الشوارع تموت فينا
المصابيح تشهد انكسار الخطوات
حديقة المنزل تبذر حسرتها
وتراث ضحكتك يتحفنا بالاختناق شوقا
أخي .. وليد
الذنب الكبير يرفرف على جسد الأسلاك
وهي تقد ثوب الحسرة من صدرك التواق
تقلدك وسام السقوط بين أحبائك
سيجارة .. تركتها بين أصابع الوقت لتكبر احتراقا
وابنة تلدك على هيئة نصل
وأبناء ثلاثة .. يتعارك علمنا السمين على خلافة نجومهم الصغيرة
أخي .. حدث الله عنا
أبلغه عن حكاية وطن يكمم النهر بالجثث
يتطاول على غرزنا بين النكبات
حدثه جيدا .. عن النجاة من السلام
حين تكون الحرب معبرا لتلاوة القصص
حين يبرع الرصاص في  صبغ الصدور
حين تباع الشجاعة بكيس من الأكباد
أخي ..
ملامحنا محشوة بالفراغ
طلاء السقف مكتنز بالعبرات
كان رحيلك مسرعا... جدا
كما سحابة تعدنا بالغيث .. في حين تكون ملائكة الهطول كسولة
 (2)
ما زلتما عاصيين في ثقب أذني
 أنت والقرط
 كلاكما سجين عنق مسجى
ترتطمان بوريد أعزل
وجلد تمارسه الزهور تعسفها
.
.
مَن قال: إن المقاصل للتائبين؟
وإن الحساب شفرة موصولة  بعقاب لا يثاب
وصوتك الأناني يجزُّ برقاب شياطيني
وشوقك رب يشرك بقداسة ترتيله
.
.
أنت والقرط تدقان
 وجسدي يلد الرؤوس
 تندس فيها تواريخ متدلية.. ملعونة.. هاربة
 من تقويم كسر لسان أيلوله
بفم كانون يفتعل عذوبة الانكسار
يدعي سلامة الأجراس
من كهنة لا تعرف
 لا تجيد
 لا تقوى
 إلا على اللمس وفتل الحبال
والعبث بالعبث فقط

تعليق عبر الفيس بوك