فاضل المزروعي
حمل شهر نوفمبر الحالي أخبارا سارة وإنجازات تضاف إلى إنجازات الشباب الساعي دائما إلى رفعة راية بلاده.
ورغم قلة الإنجازات الرياضية والشبابية التي حملتها طيات هذا العام إلا أن شباب عمان أبوا إلا أن يقدموا إنجازا عالميا لوطنهم وشعبهم في خضم الاحتفال بالعيد الوطني المجيد محققين إنجازا عالميا بتمكنهم من خطف ذهبيتي بطولة العالم لبناء الأجسام التي أقيمت في إسبانيا وإضافة فضيّة أخرى.
الميداليتان الذهبيتان تحققتا سابقا من قبل البطل حاجي شعبان، لكن البطلان أحمد الحارثي وهيثم صادق نجحا في أن يضعا السلطنة في قائمة الذهب بعد غياب سنوات.
ما تحقق للبطلين لم يأت من فراغ بل بجهود كبيرة وصعبة تأتي من صعوبة اللعبة وخصوصيتها وتفاصيلها الصغيرة التي يصل فيها العارض إلى حرمان نفسه من ملاذات الطعام بالابتعاد عن كل ما هو سكري أو دهني وتناول كميات محدودة من الطعام المنتقى، ويصل بهم الأمر في الأيام الأخيرة من التحظير إلى الامتناع من شرب الماء والاكتفاء بالمضمضة فقط تجعل المتسابق في وضع نفسي صعب جدا، إلى جانب التدريب القاسي وحمل آلاف من الأطنان طوال فترة الإعداد ليصل إلى الوزن المثالي وجمالية الجسم وتناسقه.
ما حققه الأبطال يجب أن يقابله تقدير ومكافأة وتعويض وتكريم على الإنجاز العالمي، فقد أصبح لدينا أبطال للعالم في هذه الرياضة وهو ما لم تحققه أي رياضة أخرى على الإطلاق.
ورغم ما يعانيه رياضيو هذه اللعبة من قلة دعم إلا أنّهم وبتضحياتهم نجحوا في الوصول إلى القمة وتحقيق الذهب، والأكثر من ذلك والأروع هو عزف السلام السلطاني في إسبانيا وبحضور أبطال وأعلام من دول العالم.
عقب تتويج أبطالنا بالذهب وافانا زملاؤنا المرافقون للأبطال بالنتائج والصور والمقاطع المصورة، وقمنا بنشرها فورًا على منصات التواصل الاجتماعي، لكن صدمت شخصيا بالتفاعل الباهت جدا من قبل جماهير السلطنة في تهنئة الأبطال على أقل تقدير.
هذا الموقف ذكرني ببطل عراقي فاز بذهبية البطولة العربية التي أقيمت في السلطنة أغسطس الماضي وعند عودته لمسقط رأسه خرجت القرية عن بكرة أبيها لاستقبال البطل، فالفارق كبير بين استقباله واستقبال أبطالنا.
أملنا أن يكون التكريم بحجم الإنجاز فشبابنا يستحقون.
أخيرًا.. أبارك لمنتخب الكرة الطائرة الشاطئية حصوله على الميدالية الذهبية للبطولة العربية التي أختتمت الأسبوع الماضي على أراضي السلطنة، ومبروك لمنتخب كرة القدم الشاطئية فوزه بذهبية بطولة الصين.
