منتخبنا للشباب.. ما بين نظريات المدرب وقصور الفهم الإداري

 

الرؤية- أحمد السلماني

أدخل منتخبنا الوطني الشاب نفسه في نفق الحسابات المعقدة وانتظار هبات الآخرين له اليوم، بعد أن فقد فرصة التأهل المباشر للنهائيات الآسيوية وأصبح يلتمس الحظ وخدمة نتائج المجموعات الأخرى للتأهل ضمن أفضل 5 منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات العشر.

وبغض النظر عن الحسابات وتأهل المنتخب من عدمه فلا بد من الوقوف على مسيرة المنتخب ومنذ انطلاقة تجمعه ومشوار إعداده الطويل والاستثنائي والذي تخللته 12 مباراة ودية لم تتح لأي من منتخباتنا في السنوات الأخيرة، وبالتالي فمسؤولية لجنة المنتخبات كبيرة في دراسة الحالة السيئة التي ظهر عليها المنتخب الشاب، والذي يعول عليه كثيرا في أن يرفد المنتخب الأول بالمواهب التي تأسست بشكل علمي ووفق خطة طويلة الأمد بدأها الاتحاد السابق وواصل عليها الاتحاد الحالي دون أن يتدخل أو يغير أيا من الأجهزة الفنية لمنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي أملا في أن تتوفر لها الفرصة الكافية لصناعة منتخب أول يعيد للكرة العمانية موقعها بين كبار آسيا إبان الجيل الذهبي.

عوامل فنية وسقطات إدارية ساهمت في هذا الظهور الباهت لمنتخب الأمل، فكان واضحا تماما أن مدرب المنتخب رشيد جابر قد أساء فهم الصلاحيات المطلقة التي منحت له في التصرف المطلق بالنسبة للأسماء التي أزاحها وعددها 15 لاعبا رغم انه استلم منتخبا جاهزا وتلك التي أضافها وبعضها عليها علامات استفهام كبيرة.

تاريخ المدرب يشفع له ولكن فيما يبدو فإنّه قد وضح تماما عدم قدرته على التعامل مع الظروف التي أحاطت بالمنتخب قبل وأثناء المباريات والتحولات التي تصاحبها، فضلا عن اعتماده على أسلوب لعب واحد وعدم وجود الحلول في وسط المنتخب والتهيئة للمهاجمين الذين كانوا أسوأ خطوط المنتخب على الاطلاق بافتقادهم للحساسية التهديفية والتمركز السليم وفتح اللعب وسعيهم للتخلص من الكرة كيفما اتفق برعونة كبيرة، وبالتالي فمن المستغرب ألا نمتلك المهاجم الصريح والقناص رغم أننا ومنذ مواسم عدة لدينا دوري للفئات السنية كلها. كما غاب أيضا التوظيف السليم للاعبين وأنى له ذلك وإمكانيات اللاعبين لا تؤهلهم لفهم نظريات المدرب، ولا نعلم أين مساعد المدرب من المعادلة الفنية للمنتخب، كما وأنّ الأخطاء القاتلة لحارس المرمى والذي كان أحد الأرقام الموجبة إبّان وجوده ضمن تشكيلة منتخب الناشئين تضع أكثر من علامة استفهام أمام القدرات والمؤهلات الفنية لمدرب حراس المرمى.

الاتحاد الآسيوي ساهم فيما نحن عليه من مستوى باهت، حيث ظهرت جليا الإمكانيّات المتواضعة لقيرغيستان في استضافتها لمنافسات المجموعة من حيث رداءة أرضية الملعب ومشاكل الإنارة، والمستغرب ألا يتأكد اتحاد الكرة من هكذا إشكاليات والموافقة على اللعب في هكذا ظروف، وبالتالي بات من الضرورة بمكان التأكد من جاهزية كل المرافق قبل وصول بعثة المنتخب لإعطاء الجهاز الفني صورة عامة للوضع وتسجيل موقف لدى الاتحاد الآسيوي تجعله يعيد حسابات الاستضافة.

 وبالرغم أن باقي المنتخبات عانت من نفس المشكلة إلا أن التعامل الجاد من قبل الأشقاء بالمنتخب الإماراتي مثلا مع الظروف المحيطة بمباريات المجموعة ووجود فريق إعلامي متكامل مع المنتخب تضعنا في خانة أننا لا نملك مقومات الحضور بين كبار القارة الآسيوية، وسواء تأهلنا أم لا فمن الضرورة بمكان تقصي حقائق هذا الظهور الباهت للأحمر الشاب.   

تعليق عبر الفيس بوك